عندما نزل هرقل من الجبل، مات الرجل الوحيد الذي يعرفه بالمدينة إثر إصابته بغصة في حلقه، في حين لم يكن معه إلا ورقة بعشرة ألاف جنيهاً ولم يمتلك أي من المحلات المجاورة الفكة اللازمة ليعطيه زجاجة مياه بركة التي طلبها. عندما علم أبناؤه بموته علي الرصيف وتغطيته بورق جرائد قديمة لحين نقله، أقاموا جنازة مشرفة له، وفي خضم دعائهم له، تمنوا بأن يبارك الرب محلات كرشو، فليبارك الرب محلات كرشو. وبينما كان جميع ضباط المرور يفرون من أمام المواطنين الثائرين، أثار هرقل أنتباه لواء مرور فعينه في أضخم إشارة بالمدينة، فقد كان يمكن لجسده كما هو معروف أن يغطي حارة كاملة. في اللحظة الأولي رأي هرقل عربة مركونة صف ثاني. كان المواطنون يفعلون هذا بلا مبالاة الآن، فما عادوا يخافون من الضباط الذين أصابهم جميعاً مرض عضال جعلهم يتقلصون ويتضاءلون إلي درجة أن أول من أصابه فيهم المرض وصل حجمه إلي عقلة الإصبع، وذلك عندما لمس أحد المواطنين ضئيل الجسم بأصابعه المتآكلة كتف الشرطي قائلاً: بيزنطة حرة، انتو برة. لكن هرقل مشهور بجبروته وقوته. لذا فقد ذهب إلي السيارة وحملها إلي العربة ناقلة السيارات، فأتي صاحبها مهرولاً بالسباب في وجهه عندما مد هرقل يده عليه ليهدئه. قسمه نصفين.كان لابد من فصله عن العمل. ارتأي لصاحب نادي سباق سيارات تعيين هرقل ليعرقل السيارات الطائرة قبل هبوطها علي المتفرجين. لم يفلح ايضاً. تم نقله إلي قسم القمامة، حيث يستطيع بعضلاته هذه أن ينقل أكوام القمامة المكدسة إلي مكان آخر به أكوام قمامة مكدسة أخري، عندما نشبت مشاجرة بين العمال، حاول هرقل فض النزاع فقتل ثلاثة من العمال وأصاب سبعة عشر. هنا بدأ الجبل يمخر ثانية، في المرة الأولي هاج هوجته وأصاب الناس الخوف من غضب الآلهة، فرحلوا عن المدينة، لكن بعد عدة أسابيع عادوا مرة آخري عندما لم يحدث شيء، إلا أنهم هذه المرة استقدموا علماء الجيولوجيا لفحص بركان الجبل، والذين أكدوا بدورهم أن المدينة في سبيلها للاحتراق بغضون ساعات. كان هذا تحذير الجيولوجيين الأوائل أيضاً لأهل المدينة وقد كلفهم هذا آلاف الجنيهات، تذاكر سفر، وجبات البطاطس التي تركوها ساخنة والتليفزيونات المفتوحة وهرولوا هاربين. هذه المرة لم يقتنع إلا بضعة مئات هربوا، أما الباقون فقد ألقوا اللوم علي هرقل الذي عاد إلي الجبل وقد واتاه الأمل في إيقاف البركان. عندما حان موعد الكارثة تم شواء كل شيء علي حاله، مكرونة الإسباجتي، الخبز، الثلاجات، التليفزيونات، مقاعد المقاهي والناس. لم يعد أحد بالمدينة، الوحيد الذي نجي كان اللص أبو شفة، يتيماً،ً قبيحاً، ولم يبد له العالم ذا معني، كان دائم الشجار مع حراس السجن وزملائه، لذا كعقاب له تم حبسه في سجن تحت الأرض بدون نافذة، شُوٍي ظهره وقدماه ولكنه بقي حياً. فقط الماس هو ما خرج من هذه المحنة أكثر لمعاناً. وعندما قدم الناس إلي المدينة، كان المبروك أبو شفة أكثرهم ثراء ولذا سلموه قيادة المدينة فافتتح سيركاً كبيراً. الدروس المستفادة لهذه القصة: 1- عندما تجابهك مشكلة فلتصعد إلي الجبل آو اختبئ تحت الأرض. 2- علي المرء أن يتعلم كيف يكون لصاً ماهراً آو قاتلاً محترفاً مسيئاً لزملائه، فعندما يهاجمه بركان يختبئ في قاع المدينة ويموت الآخرون ( في ستين داهية) ويرث هو الأرض فيفتتح سيركاً مبهجاً. 3- علي المرء إلا يفكر إطلاقاً في البقاء بمدينة يجاورها جبل به بركان. ومن ثم فلن يحتاج لقراءة هذه القصة.