يبدو أن ضحايا لوحة الخشخاش، التي سرقت من متحف محمد محمود خليل وحرمه، منذ ما يقرب العام، ليسوا فقط الموظفين الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن، ولكن، أيضا، عدد من المواقع الثقافية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، التي انتهي العمل فيها، ثم وقعت حادثة سرقة اللوحة، فعطلت افتتاحها، ومن تلك المواقع، مكتبة البلدية بالإسكندرية، التي انتهي الترميم فيها، منذ عهد محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، وتم طبع الكتالوج الخاص بها، ولكن لم تفتتح حتي الآن. المكتبة التي تحتل مكانة خاصة في المجتمع السكندري، كانت قد وصلت لحالة يرثي لها، ما دفع العديد من نواب الإسكندرية في مجلس الشعب، إلي تقديم طلبات إحاطة، فقامت وزارة الثقافة بترميمها، لأنها تحوي كنوزاً منها حوالي 200 ألف مجلد وكتاب من مختلف العلوم والآداب العربية والأوروبية في مختلف اللغات الغربية والشرقية، كما تضم النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر الذي وضعته الحملة الفرنسية في 11 مجلداً مزوداً بالصور، التي تسرد الأحداث في فترة الحملة الفرنسية علي مصر، بالإضافة إلي 26 مجلداً لشرح لتلك الأجزاء، فضلا عن أنها تضم مخطوطات علي درجة كبيرة من الأهمية، ووثائق تاريخية مثل الفرامنات العثمانية وغيرها، وكذلك من ضمن مقتنياتها ثروة من الجرائد التي صدرت في مصر علي سبيل المثال وليس الحصر، الأهرام اليومي من عام 1952، الوقائع المصرية، البلاغ الأسبوعي، وقد تم تسجيل هذه الثروة بالميكروفيلم وأرشفتها إلكترونياً. المكتبة شاهد، من خلال مواقعها المختلفة، علي تاريخ الإسكندرية في العصر الحديث، منذ أن أنشأها المجلس البلدي لمحافظة الإسكندرية عام 1892، وكانت ملحقة بالمتحف اليوناني، أو حينما انتقلت في 1917 لشارع أبي الدرداء، وعين لها أول مدير عربي هو الشيخ أحمد أبو علي، الذي يعد أول من قام بتنظيم الفهارس العربية، إلي استقرارها عام 1938 في شارع منشا بمحرم بك في فيلا البارون "شارك منشا" التي وهبها لمدينة الإسكندرية، لتكون دار كتب، وأثناء الحرب العالمية 1940 سقطت قنبلة في فيناء الفيلا وأحدثت بها شروخاً بالغة لتهدم عام 1947، ويعاد بناؤها في مكانها الموجود حاليا منذ 1948. تقع المكتبة حاليا ضمن حرم يضمها مع متحف الفنون الجميلة، ومتحف لروائع الخط العربي.