كارمن كفاريل و د. على المنوفى الآثار المصرية ظلت علي الدوام معينا لا ينضب للباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم، للكشف عن أسرارها والبحث عن كنوزها، في هذا السياق ينظم معهد "ثربانتس" حاليا وبالتعاون مع وزارة الدولة لشئون الآثار، أربع محاضرات عن علم الفلك ووجوده في ثقافتنا منذ نشأة الإنسان، كانت من بينها محاضرة لعالمة الآثار كاتلين مارتينيث، التي حملت محاضرتها عنوانا مثيرا هو: "البحث عن كليوباترا السابعة.. الحفريات الحالية في تاب أوزوريس ماجنا"، والتي تزامنت مع زيارة كارمن كفاريل مديرة معاهد ثربانتس لمصر، التي حرصت علي الحضور لإلقاء كلمة أكدت فيها علي أهمية التعاون بين ثربانتس و مصر في الدراسات الأثرية، كعامل مهم في توطيد نشر اللغة الأسبانية، فمن منطلق أن الآثار عماد صناعة السياحة الثقافية، فإن ذلك يتطلب معرفة الكثير من اللغات، ولذا أعلنت عن توقيعها اتفاقية مع معهد التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بموجبها يصبح معهد ثربانتس مسئولا عن تدريس اللغة الإسبانية ، بالإضافة للإلتقاء برؤساء أقسام اللغة الاسبانية بالجامعات المصرية لمناقشة التحديات التي تواجه تعليم تلك اللغة في مصر، وخاصة بعد ثورة 25 يناير، التي تتوقع أن يزيد بعدها الإقبال علي تعلم اللغة الاسبانية، بالإضافة لتوقيع اتفاقية مع المعهد العالي للسياحة والفنادق بالأقصر لإعادة هيكلة التعاون بينهما في تدريس الاسبانية. ثم تحدثت كاتلين مارتينيث عن إنبهارها بشخصية كليوباترا السابعة التي علي الرغم من قوتها إلا أنها كانت :" في عالمها امرأة موهوبة مثقفة تعرف مصيرها الذي فهمته جيدا منذ طفولتها، وهو العناية بالإبداع الثقافي، تشبعت بالإبداع الفكري في زمانها، حيث كانت تتحدث سبع لغات، وكان يُنظر اليها علي أنها فيلسوفة عظيمة، وضعت الكثير من الكتب في الطب والقانون، بالإضافة إلي دراسات متقدمة في علم الأجنة، وكانت لها استراتيجية سياسية وحربية، صنعت منها أسطورة قبل أن تقدم علي إنهاء حياتها بالإنتحار" ثم سردت كاتلين كيف كرست 15 عاما من عمرها لدراسة تاريخ تلك الملكة الشهيرة مما حدا بها للبحث عن مقبرتها ومارك أنطونيو، وشرحت فكرة استخدام الحية وكائنات أخري حيوانية ونباتية كرموز للتعبير عن مفهوم فلسفي يتعلق بالكون، واستمرار ذلك حتي عصر المسيحية، مثل ارتباطها بأسطورة شجرة الحياة كرمز للمعرفة، بينما في الصين القديمة تمثل قوة القمر و سحر الأرض الأم و التجدد، و أن الحية في اليونان كانت الرفيق المقدس لبعض الآلهة، و في أمريكا كانت رمزا للسلطة والمعرفة ثم تحولت إلي رمز للموت و البعث، أما في مصر فتمثل ثلاثة آلهة: الحصاد والنماء، وإيزيس، بينما ارتبطت في العهد القديم بشجرة المعرفة ثم تحولت بسبب ما فعلته كليوباترا إلي رمز للشر و الشيطان... ثم سردت قصة اكتشافاتها في معبد تاب أوز وإصرارها علي البحث عن قبر كليوباترا، إلي أن بدأت و فريقها البحث في عام 2005، الذي استمر علي مدار خمس سنوات، قاموا خلالها بإكتشاف بقايا أثريه مهمه، والعثور علي أنفاق يصل طولها إلي 25متر.ً مع شرح تفصيلي لتطور صورة المرأة عبر التاريخ، وكيف أصرت علي الإستمرار في مشروعها برغم بعض الإحباطات المتعلقة بطبيعة المنطقة و الروتين مستمدة عزيمتها من عالم الآثار"هوارد كارتر" مكتشف مقبرة تون عنخ آمون. ولأن الخيال هنا لعب دورا أكبر من المعرفة، عكفت كاتلين علي دراسة المعابد للبحث عن قبر كليوباترا،خاصة تلك الموجودة بالإسكندرية، وعددها21 معبدا، خاصة الموجودة ببرج العرب، و بالذات في هذا المعبد لموقعه الإستراتيجي ولأنه لم يكن واقعا تحت سيطرة الرومان، ولأنه جزء من مدينة أنوبيس وجزء من جسم الإله، وكان معاصرا لعبادة أوزوريس، و خلال شهرين من التنقيب استطاعت اثبات أن هذا المعبد كان مكتملا ، مما غير الأفكار التي كانت تدور حول تصميمه، وباستمرار اكتشاف الدهاليز والممرات والنصوص الهيروغليفية و الهياكل العظمية والمومياوات والقطع الذهبية و الكثير من المقابر،بالاستعانة بالتقنيات الحديثة التي ساعدها بها المجلس الأعلي للآثار وعلماء مصريون و أجانب تم التعرف علي وجود أعمدة و حجرات تحت سطح الأرض، وسوف يستمر البحث:"فإن الثورة و الديمقراطية تحفزنا للبحث عن المزيد وربما عن مقبرة كليوباترا".