حين تقاتل الحجارة التي تسقط من بيوتك المهدمة وحين يسقط الغرور أمام هذه المداخل التي تُرِي العدو جانبا من القبور وحين ننتهي إلي مدرعات الغدر إذ تحشرجت محطمة نعرف كم تحترقين الآن من بيت إلي بيت ولا تستسلمين نعرف كم تستبسلين
فليقبلوا بغدرهم، فإنهم شراذم النازية المنسية وإنهم أعداء هذا الأمل السامي بأن تنطلق الشعوب وتوقف الحروب ليغمر الإخاء قلب الكرة الأرضية فليقبلوا بغدرهم، ولتسهري فإنهم لن يتركوك سالمة إلا إذا تساقطت أجسادهم علي يد الرجال من أحبابك وآمنت قلوبهم أنك لست نائمة ولن تنامي لحظة، ما دام للعدوان أذناب علي أبوابك
أيتها المدينة الساهرة التي عشقت صبحها وليلها وحينما عانقتها نقشت في قلبي الحزين شمسها وظلها وحينما أبصرت في الشوارع الخاوية الجنود والأحجار تمايلتْ، وكلمتني أصغرُ الأشجار قائلةً: لا تبتئس.. فنحن لن ننهار أقول: ياسويس يا قديسة غاضبة تعمدت بالنار بيوتك التي تهدمت ستبني من جديد حين تلقي أهلها فليقبلوا _ أعداؤنا _ مع الحليف الغادرِ ولتسهري وتذكري بأن في دمائنا طاقات شعبٍ صابرٍ يعرف أنك التي ما خدعتْ قلوبنا يوماً بعشقنا لها