أ.د فوزىة العشماوى بمبادرة من الجمعية الثقافية المصرية السويسرية عقد في جامعة جنيف يومي 10 و11 فبراير الجاري مؤتمر حول قضية استرداد الآثار وقد ضم المؤتمر عدد كبير من خبراء الآثار وأساتذة قانون التراث وعلماء آثار من معظم دول العالم، كما شارك د. زاهي حواس، وزير الآثار في مصر، بمداخلة عبر الفيديوكونفرانس، ولم يستطع الحضور شخصيا ً للظروف الراهنة في مصر. تناول الباحثون والخبراء أهم القضايا المتعلقة بالآثار والقطع الفنية من التراث العالمي وموقف القانون الدولي الخاص والعام، وموقف الدول من تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الآثار والقطع الفنية وضرورة إعادتها للبلد الأصلي، تطبيقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3187 لعام 1995 لإرجاع القطع الفنية إلي بلد المنبع كنوع من التعويض من دول الإستعمار إلي الدول التي كانت مستعمرة. وقد عرضت الباحثة الفرنسية أنطوانيت ماجيه تاريخ الآثار الفرعونية المصرية التي خرجت من مصر إلي الدول الأوروبية منذ القرن ال 18 وحتي الآن، ودور قناصل الدول الأوروبية المعتمدين في مصر في شراء الآثار المصرية بأبخس الأثمان وشحنها بالسفن إلي بلدهم ليتم عرضها في المتاحف الأوروبية. تناول المؤتمر موقف القانون العام والخاص بشأن قضية استرجاع الآثار من ثلاثة خبراء قانونيين هم: ادوارد بلانش الذي عرض موقف اليونسكو وجهودها في مجال استرجاع التحف الفنية والآثار وإعادتها إلي البلد الأصلي طبقا لاتفاقية اليونسكو لعام 1970 لمنع إخراج أو بيع أو الاتجار في الآثار والقطع الفنية من البلد الأصلي (120 دولة)، وفي هذا الإطار أعاد متحف بازل بسويسرا عام 2008 قطعة آثار نادرة من التراث الفرعوني إلي مصر. ثم تحدث فانسان نيجري من فرنسا (وهو باحث في المركز الوطني للبحوث في باريس وموفد لجامعة سنجور بالإسكندرية) وعرض موقف القانون الدولي من التحف المنهوبة خلال عهد الاستعمار. كما عرض الإيطالي جوزيه فاريا، الأمين العام للمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (روما) اتفاقية المعهد لاسترداد الآثار والتحف الفنية العالمية والتي انضم إليها 30 دولة ولكن مصر رفضت الانضمام إليها حتي الآن، لأن الاتفاقية تنص علي تعويض من يقوم بإعادة الآثار بمبلغ يوازي قيمة القطعة المعادة . أما مداخلة د. زاهي حواس عبر الفيديوكونفرانس من القاهرة فقد أكد فيها علي أن المتحف المصري بخير وأنه سيتم ترميم المومياء التي كسرها المتظاهرون وكذلك القطعة الأثرية النادرة من مجموعة توت عنغ آمون، كما عرض فيلما تسجيليا وبعض الصور أثناء اكتشافه لموقع ومقبرة الملكة نفرت. وقد تعرض د. زاهي حواس لقضية حق مصر في استرجاع الآثار الفرعونية والقطع الفنية النادرة من متاحف العالم وخاصة تمثال رأس نفرتيتي من متحف برلين وحجر رشيد من المتحف البريطاني وقال انه سيضع علي القائمة السوداء لعدم دخول مصر كل مدراء المتاحف وعلماء الآثار الغربيين الذين يعارضون ويرفضون إعادة الآثار الفرعونية والقطع الفنية إلي مصر .