في هذه الساحة نشرة بعض القصائد للشاعر الليبي محمد الشلطاي الذي رحل خلال هذاه العام . عطاء الشلطاي يضعه في مصاف الشعراء البارزين . كان قامته سامته في الشعر الليبي والعربي ، وقد رافعت قصائده عن الحرية والإنسان وكانت صوتاً للمظلومين . كان فيما يشبه الرؤيا غرابا، متخما ينعب في الخلوة، والظهر، وظل هالك فوقي ركام الأحذية وذبابات خريف تذرع الأوجه في ضيق، وصمت وسعال عارم يختض في صدر، وفقر، وكتاب أيها الناس يقول طيب الذكر أبو نواس عن دن النبيذ عن أبي درهم عن دينار، أن الجارية - وتضيع الصفحات - آه.. ماذا؟ فليبؤ إبليس .. قلت الجارية ليلة الأنس تقول: كل عبد آبق يقتل، والصبر الجميل أن تري أختك في حضن الخليفة ثم لا تلهج إلا، ضارعا أن تدخل البهجة في قلب الأمير إنما يمتحن الإنسان بالصبر، وما سوف يكون البلي والفقر والسل الرهيب هبة المؤمن، والنوم عبادة والفناء الأحمر العينين في الحرب شهادة ثم لا تلهج إلا، ضارعاً أن تدخل البهجة في قلب الأمير. كان فيما يشبه الرؤيا غرابا. متخما ينعب في الخلوة، والظل. وآلاف العيون جحظت في رعبها الصامت.. آلاف العيون. من : »تذاكر للجحيم«
سيدتي سيدتي، يميتنا الصقيع كل ليلة، هنا عذرا.. لأنا قد قطعنا حلم، غفوتك عذرا لأنا قد أثرنا بالكلام، جفوتك بما يدندن الصحاب الآن، فالأغاني هنا بلا معاني سيدتي.. ما نبتغيه جلسة هنا.. هنا وتحت باب شرفتك لكنهم لا يقبعون كالورود. هادئين فتارة يثرثرون.. يحسدون قطتك لأنها تغيظهم تأكل ما لا يأكلون تعلم ما لا يعلمون وعندما يستيقظ الصغير من نومته تحمله الخادمة السوداء للشباك من دفئه يرانا قابعين، للصقيع نلم من مفارق الكلام أغنية نهجو بها أباه.. والرياح. فالجميع، منا إذا تفتحت عيناه يشعر يصيح يا سيدتي صغيرك. الوسنان يصيح في نزوته وحيدك الوسنان أريد أن أركب ظهر واحد غلبان أسابق الرياح والسحاب، فوق صهوته فتعلميه اننا متسخي الثوب نحيا ولا قلوب فينا لأنا بعنا ما نملكه بعناه واشترينا تحت سقف شرفتك هذي الليالي السود.. من: »منشورات ضد السلطة«
اللقيطة وتزعم أنها مني أيزهر في غدير الموت يا أحبابنا. ظني تلوح لي من الآفاق يا منديلها، الأسود تقول بان لي موعدا مع شطآنها الزرقاء سوف يكون لي موعد أتوهمني؟ أتخدعني؟ ويحملني الصدي المحزون عبر دياجر الصمت غريبا كنت في الميلاد والموت غريبا كنت يا قلبي وكانت في هواك تذوب الاف من الصور وحبك لم يزل يحبو علي صدر المدي المجهول. وبابك لم يزل مقفول هنالك أوصدته الريح والخوذ الحديدية يقولون.. يقولون.. بأنك لم تزل طفلا وأنك لم تزل عاريا بلا أثواب أما تفتح.. أما تفتح. سوف للسادة الأبواب غريبا كنت يا قلبي وكانت في هواك تذوب آلاف من الصور يقولون.. يقولون.. ستكسر، شوقك الجدران وها ان جزيرتنا يحوم حولها، القرصان ويصدح في المواويل الصدي الحيران شقي أنت يا ملاح أتبحر في غدير الموت والقطران، والظلمة ليلهث خلفك الموتي، وتبلع طوفك الحيتان أتبحر؟ كيف؟ والجزر التي اشتعلت بلا دخان يحؤم حولها القرصان ودارك لم تزل كوخ وحقلك، ما يزال خراب شقي أنت لن تفتح سوي للسادة، الأبواب. وإنك لم تزل طفلا وإنك لم تزل عاريا، بلا أثواب. من: »يوميات تجربة شخصية«
اعترافات السهروردي المقتول وأنا أعترف الآن - إذا كنت أنا -0 وإذا ما كانت الأشجار أشجاراً ! ولم يمتد عهر الكلمات لك يا صمت الجفون المسدلة ها أنا أعترف الآن. وإذا أعترف الآن، فإن المقصلة منحتني قدرة الريح التي تمحو الأثر وتواري بيد معروقة صفراء أوراق الشجر. مد كفيه من المشكاة في الليل الرهيب قال لي باللغة الخرساء، من سلم يسلم ويضيء القلب من رسم الحبيب.
- واذا سلمت - قال: سيراك الكون من نقطته الأولي، وتمتد علي عينيك ألوان من الرؤيا فهذا زمن أعمي، وكل المبصرين سقطوا في ازمة النطق وضجت في حروف اللغة المنطوقة الخرساء، أصوات الكلاب
- أتري أستتر الآن من الظلمة بالظلمة. - لا ، أنت سلمت، ومن سلم لا يصبح المحبوب إثنين فكن ما شئت بدءا وأنتهاء وكلا الأمرين لا يعني سوي شخص الحبيب أتري أنك لو سلمت في الظلمة لليل يديك وبدا وجهك في المرآة محبوسا، ولا أين إليك أتري أنك لا يقتلك الحزن عليك؟
ولذا، لابد أن تسقط من قاموسك الميت، لفظ الاعتراف لا تغن قبل ان يمتد في أعماقك الحزن، وتصحو بين جنبيك الجروح ثم حاذر أن تبوح بالذي يجعل للأغنية البكماء في الليل لسان يكسر الصمت، ويعطي للمدي الغارق في العتمة لون الأقحوان
.. أتري لو كانت الريح حصان والمدي في كفك المذعور سوطا، والنهار غائبا في لغة الشعر، وكانت هذه الأنجم في كفك، والليل رماد أتري انك عن حتفك امعنت البعاد؟
كل ما في الامر ان تخطو وأن لا تنحني فالردي أوسع من صدرك. والمحبوب من بخل الكلام. يتخفي بالذي نكره.. فاحذر مرتين أن تري الليل ولا تبصر في أعماقه شمس النهار..
واذا ما بدل الصمت حروف الشجرة وتسمت في سطور المعجم الميت سيف فالذي يحدث أن السيف لا يلقي علي وجهك ظل والذي يحدث أن السيف يغريك بأن يخرج. عن نص الكلام وتقاتل لمدي ما تصبح الأشجار أشجارا. ولا يمتد عهر الكلمات لوضوح النطق في صمت الحبيب.
من يري في بعضه عن بعضه سلوي تسلي بالفناء ورأي طيف المرايات سماء وسري في سحب الغفلة معتوقا رهين وانتفي الفرق علي حدته بين دود الطين في الأرض وبين القانعين
فاحترس أن لا تموت قبل ان يلتم في نفسك شمل الذات، فالعالم أعمي والردي في هذه الازمات موتور وأعمي يتحري بعيون الصوت آجال المغنين. فخذ مني الكلام أو فدع.. أنت علي الحالين لا تملك. حق الاختيار وإذا جاء النهار وانتشي سرب العصافير علي الاشجار، مخمورا، وهشت أيكة البهجة في الروح، وفاضت بالحياة هذه الاغصان في القبر، فيا خوفي عليك عندها، من قسوة الغربة فيك
هل يري من أدمن الغربة والفقد. من الغربة والفقد مناص أم يري من أركن اليوم إلي الروع سبيلا للخلاص أنت ذا، من أول الأمر ولا تملك أن تختار. فالمحجوب في قلبك شيء والذي تبصره عيناك شيء
إفترض ان الذي يمشي علي السكين في الليل، كمن يمشي علي الحبل، وان المعجزة سقطة في النص، والاشياء لا تحمل إلا سطحها فلم ينتابك الاحساس بالفقد إذن؟ ولماذا يستبيح الذعر عينيك، وتنهد من الشوق إلي من لم تر بعد؟ أو أن تسمع الضجة في صمت الجفون المسدلة؟ ولماذا القتلة لا ينامون، ولكن القتيل نام في ذاكرة الناس قرير العين؟ فاحذر مرتين أن تري الاشياء من أولها ثم حاذر ان تبوح بالذي يجعل للأغنية البكماء في الليل لسانا يكسر الصمت ويعطي للمدي الغارق في الظلمة لون الاقحوان من: »بطاقة معايدة إلي مدن النور« أغنية من البحر ومن ينسف القبو إنا هنا يعذبنا اننا لن نعيش، وتمتد أعمارنا لنقذف اشعارنا للوجود ونهتف أنا رأينا الجديد علي الأرض، انا رأينا الحريق تضاء به دارنا أتورق أشعارنا؟ علي وجنة الشمس في كل دار أكاليل غار تميل مع الريح، أجران قمح يعانقها الضوء لون النضار عليها، وفي كل جرح اتزهر احزاننا والبذار؟ أسأنا وايماننا بالحياة ومن يثقب الأرض، ينداح فيها ويبني عليها أهازيجنا واندحار الردي لان الصدي يقول بأن الحياة الحياة لهذا الوجود، وأن العدم لهذه التفاهات، أن البغاة ستنهار أحلامهم، والندم سيزرع في كل هذي العيون صباج جديد.. صباح جديد.