شابة لم تتعد ال21 عاما، فجأة وجدت نفسها في مواجهة مع أستاذتها، التي من المفترض أن تتلقي علي يديها العلم، وأن تجلس إليها مجلس التلميذ للأستاذ، لا أن تواجهها وتنتقل المواجهة من الجامعة إلي القضاء. الطالبة أسماء رفض ضميرها أن تستيقظ كما أستيقظنا _ذات يوم- فوجدنا فلسطين ضاعت منا، واحتلها الكيان الإسرائيلي، أسماء وجدت أستاذتها تدرس في كتاب الجغرافيا المقرر عليها، أن إسرائيل دولة عربية، وعلي الخريطة الموجودة في ذات الكتاب، كتب اسم إسرائيل بجانب فلسطين. الطالبة ذات ال21 عاما قررت مواجهة أستاذتها، ناسية أو غير عابئة بما يمكن أن ينالها من جراء هذه المواجهة، التي جعلت من يتأملها يواجه نفسه بسؤال آخر وهو: هذا الكتاب مقرر علي طلبة قسم الجغرافيا في جامعتي المنوفية وحلوان، الأولي بحكم أن مؤلفه أستاذ هناك، والثانية بحكم أن زوجته تقرر كتاب زوجها علي طلبتها، ورغم ذلك لم نسمع أي طالب آخر هزته هذه المعلومة والخريطة التي تتعلق بكياننا وحسنا القومي والعربي. أسماء حددت رفضها لما جاء في الكتاب بعبارة بليغة: ( أن ماورد به طمس للهوية)، الغريب أن اعتراض أسماء جاء في وقت حساس بالنسبة لها، حيث توجهت لأستاذتها عقب أدائها لمادة الجغرافيا الاقتصادية في الوطن العربي، معترضة علي ما جاء في الكتاب من ورود إسرائيل بدلا من فلسطين، ولكن أستاذتها الدكتورة ماجدة جمعة قالت هي إسرائيل رضيتم أم لم ترضوا، مما دفع بالطالبة إلي التقدم بشكوي للدكتورة مني الكيالي رئيس قسم الجغرافيا ضد أستاذتها، وبالفعل تم التحقيق وركز المحقق علي سؤالها من الذي حرضها فأجابت بالنفي، وحفظ التحقيق، لتنتقل القضية إلي ساحة القضاء، حيث رفعت أستاذتها قضية ضدها بتهمة البلاغ الكاذب، ولكن المحكمة انتصرت للطالبة وبرأتها وألزمت الأستاذة بالمصروفات وأتعاب المحاماة. أسماء التي انتصر لها القضاء نجحت _أيضا- وأصبحت طالبة الآن في السنة الثالثة، وهي كذلك صاحبة تجربة سياسية بدأتها منذ ان كان عمرها 12 عاما، عندما أنضمت للحزب الناصري: ( بدايتي مع الحزب وقت أن أستشهد محمد الدرة، ولكنني أنضممت فعليا عندما وصل سني إلي 18 عاما، وانا الآن أمينة المرأة بالحزب الناصري عن دائرة حلوان). وعن قراءاتها تقول أسماء: ( قرأت في السياسة ل: حسنين كروم، عصمت سيف الدولة، حسنين هيكل، عبد الله أمام، عبد القادر ياسين، بالإضافة لكتب التاريخ والكتب السياسية والدواوين الشعرية، خاصة دواوين فاروق جويدة و عبد الرحمن الأبنودي). ولأسماء نشاط داخل الجامعة يتمثل في تنظيم المعارض والإشتراك في الندوات. أسماء هي الأخت الكبري لآية ومحمد، وهي من مواليد 1989، نشأت في حي دار السلام، وتعيش الآن في حلوان، تخرجت في مدرسة 15 مايو الثانوية بالقسم الأدبي، وكانت تتمني الالتحاق بكلية الحقوق، إلا إنها التحقت بكلية الآداب.