للفنان: جمال السيد تظل علاقة الإنسان بالكرسي واحدة من الموضوعات الجدلية التي غيرت مسار التاريخ و قامت من أجلها حروب عدة في تاريخ الإنسانية، وقد اختار الفنان طارق الكومي هذا الموضوع ليعبر عنه في عمل بديع قدمه باعتباره ضيف شرف سيمبوزيوم القاهرة لنحت الحديد الخردة الذي اختتمت فاعلياته مؤخرا بمتحف محمود مختار. ويظهر في العمل مجموعة من الكراسي في حالة صراع يتسلق بعضها بعضا بينما يعتلي أحدهم الكرسي الموجود علي القمة منفردا، يقول الفنان: إن الصراع الدائم والأبدي علي الكرسي قضية لا تنتهي بالنسبة للبشرية، فهناك أشخاص يكونون علي مستوي الكرسي أو بمعني آخر علي مستوي المسئولية، والعكس صحيح .. والكراسي الموجودة في العمل ما هي إلا رموز لحالة الصراع الأبدية بين البشر علي السلطة والنفوذ. عدد كبير من الأعمال التي قدمها السيمبوزيوم هذا العام، والذي جاءت دورته الثانية بعد انقطاع يزيد علي السنتين حيث انطلقت الدورة التأسيسية في 2013، وقد علق د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية قائلا : "إنني سعيد بإعادة الحياة مرة أخري لهذا الحدث الفني الهام، والتي حققت دورته التأسيسية في 2013 نجاحاً كبيراً وكان لها صدي واسع.. ويأتي ذلك في إطار ما وعدت به بالعمل علي إعادة الحياة لأهم التظاهرات التشكيلية التي توقفت منذ فترة لأسباب مختلفة." ومن جانبه فقد ذكر الفنان عمر طوسون القوميسير العام: " إن هذه الأجواء من التفاعل وتبادل الخبرات بين مجموعة من النحاتين تُحفز علي خوض مساحات أكثر جرأة ومتمردة حيث إن هذه الخامة بطبيعتها غير المتوقعة ككتل وقطع خردة، تجذب الفنان لإيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية لتطويعها." وعن تفاصيل السيمبوزيوم هذا العام يقول الفنان عبد الحكيم صالح القوميسير التنفيذي: المختلف هذه الدورة أنها خرجت من المحلية إلي العالمية حيث شارك فيها الفنان بوجدان أدريان من رومانيا، وكان مفترضا أن يكون هناك فنان آخر ولكنه اعتذر ونحن سنسعي في الدورات القادمة لمزيد من المشاركات الدولية.. هذا بالإضافة إلي مشاركة عدد من شباب الفنانين من حديثي التخرج في ورشة تم تنظيمها علي هامش السيمبوزيوم حيث أتيحت لهم فرصة أن يطلعوا علي التقنيات المستخدمة في تشكيل الحديد الخردة، ويستفيدوا من خبرات الفنانين المخضرمين وبالفعل قدم كل منهم عملا من خلال الخبرة التي اكتسبها في الورشة وعرضت أعمالهم بداخل القاعة بينما عرضت الأعمال الأخري بالحديقة. وربما كان أحد الأمور المميزة للسيمبوزيوم في دورته الثانية هو ذلك الجسر الذي ربط بين أعمال الفنانين المخضرمين وشباب الفنانين.. حيث تعلق الفنانة الشابة آلاء يحيي- وهي خريجة تربية فنية دفعة 2011- علي مشاركتها في السيمبوزيو قائلة: كانت فرصة طيبة للغاية أن نتعلم من خبرات الفنانين المشاركين، خاصة وأن الأمر يتعلق بخامة جديدة بالنسبة لي وهي خامة الحديد، حيث تعرفت علي إمكانيات الخامة وكيفية تطويعها. وتضيف آلاء: بدأت النحت بخامة الحجر الجيري وبأدوات بسيطة مثل الأزميل والدقماق، ثم بعدها بسنتين عرضت شغلي في ورشة سيمبويزيوم النحت الدولي بأسوان، فتعرضت للتعامل مع خامات أصلب باستخدام الصواريخ.. أما بالنسبة للحديد فقد تعلمنا كثيرا خلال مشاركتنا في هذه الورشة. وقد قدمت آلاء عملا يصور كائنا أسطوريا، حيث تقول: في البداية لم يكن هناك شيئ محدد برأسي ، لكن مع العمل بدأت الفكرة تتبلور. أما الفنان جمال السيد فيتحدث عن تجربته في السيمبوزيوم قائلا " إن فكرة السيمبوزيوم تقوم علي تجميع بقايا المعادن والحديد الخردة لتقديم عمل فني جديد، هي إحداث حالة جديدة من خامة مستهلكة، وقد كان الأمر مفتوحا لكل فنان ليقدم المفهوم الخاص به". وقد قدم الفنان عملا يصور طلقة تنطلق لأعلي بينما تخترقها عدة طلقات أخري، حيث يقول الفنان: يعبر هذا العمل عن المعوقات التي قد تواجه أي تيار منطلق في طريقه بشكل صحيح، وهو أمر موجود في واقعنا بشكل كبير. ويضيف الفنان: من الصعب وضع تفسير واحد محدد لكل عمل.. فالتشكيل يقرأ تشكيليا. وربما لهذا السبب قد يري المشاهد العمل علي شكل قلم تخترقه عدة طلقات ، أو ربما صاروخ منطلق لأعلي. وقد اعتمد الفنان علي الشكل الأسطواني، ويعلق علي العمل قائلا:استعملت الحديد الصاج ، وقد تبلورت الفكرة برأسي عندما شاهدت مدخنة عند أحد الحدادين وبعض القطع الآخري ، وطلبت منه تركيبها بصورة معينة. وقد شارك في هذه الدورة الفنانون المصريون أيمن سعداوي، وسعيد بدر، وسعيد كامل، وشريف عبد البديع، ونجيب معين، وأحمد مجدي، ومصطفي خضر،وجمال السيد ،وعامر عبدالحكيم، والفنان الروماني بوجدان أدريان، بجانب مشاركة الفنانين الشباب: آلاء يحيي، وجورج سمير، وسيمان درويش، ومحمد طارئ، ومروة مطاوع. كما شهدت هذه الدورة استمرار التعاون بين القطاع والبنك التجاري الدولي (CIB) الذي يرعي الحدث منذ انطلاقته الأولي.