أقيم مؤخرا بجامعة الزيتونة الأردنية، المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآداب بعنوان »التعددية الثقافية في اللغة والأدب«، والذي تضمن خمسة محاور رئيسية هي: الّلغة والأدب والدّراسات الثّقافية، الدراسات الثقافيّة ونظرّيات النّقد الأدبيّ مثل استجابة القارئ والنّقد البلاغيّ والتّناص الأسطوري وتداخل الأجناس الأدبية، الأدب بين ثقافتين: ثقافة المركز وثقافة الهامش، اللغة من منظور التعدّديّة الثقافية، والتعدّدية الثّقافية والتراث: جدل التلقّي. شارك في جلسات المؤتمر باحثون من جميع الدول العربية، ومن بينهم 8 مصريين، هم: د.عماد حسيب وورقته »تجربة النقد في نسختها العربية.. الإشكالية وقراءة الاختلاف الغذامي وعليمات وعبدالمجيد أنموذجا«، د.وحيد الدين طاهري »معيار المقبولية بين نحاة النص ونقاد الأدب«، د.شريف حتيتة الصافي بورقة بحثية عن »المرأة والديانات والطبقات الاجتماعية.. موضوعات أثيرة في الدراسات الاستشراقية للرواية العربية: دراسات المستشرقة هيلاري كيلباتريك نموذجا«، د. أحمد حسن »تجليات التناص الأسطوري في شعر صلاح عبد الصبور: السندباد نموذجا«، د. مفيدة إبراهيم »الناقد بين التعددية الثقافية والتعددية النظرية النقدية«، د.محمّد عبد النّبي محمّد »تعدد المناهج في الاستقبال التعاقبي تلقي النص القديم أنموذجا«، ود.سيد إسماعيل ضيف الله حماد وورقته البحثية عن »التمازج الثقافي والهوية السردية للنوبة « واتخذ فيها من كتابات يحيي مختار نموذجا. تسعي ورقة ضيف الله إلي التدليل علي أن المركزية مُتخيّلة ومصنوعة سرديا، وأن تسكين الآخر في خانة »الأطراف« من ضرورات تلك الصناعة المهمة لحماية الذات من صدمة اكتشاف أن هويتها مصنوعة من الاختلاف. كما تركز الورقة علي أن السلطة قرينة القوة سواء كانت عسكرية أو اقتصادية واجتماعية وإعلامية هي التي ترجح كفّة طرف علي آخر فتمنح للأقوي موقع المركز داخل مجال عمل سلطاته. وقد اختار ضيف الله لتحقيق هدفه من الورقة البحثية أن يدرس كيفية صناعة المركزية المُتخيّلة في سرد الكاتب المصري النوبي يحيي مختار خلافًا للرؤية المهيمنة في الثقافة المصرية العربية التي اعتادت أن تري السرد النوبي سرد أقلية أو سرد أطراف حدودية في مقابل سرد المركز المقترن بمصر أو بالثقافة العربية عامةً، ومدخل هذه الورقة لدراسة كيفية صناعة المركزية المتخيّلة هو الوقوف علي أي نمط من أنماط الرواة يعتبر النمط الأكثر حضورا في السياقات السردية التي يتم فيها صناعة المركزية المتخيلة بوضوح في أعمال يحيي مختار، وأثر ذلك علي كيفية ممارسة الراوي لسلطاته السردية الممنوحة له من قبل الكاتب عند بنائه لهويات الشخصيات النوبية وغير النوبية، وكيفية بناء التاريخ ووصف المكان لتحقيق الغاية من السرد. وعن اختيار د.سيد ضيف الله ليحيي مختار دون غيره كنموذج، يقول: »اخترت يحيي مختار لأنه من أكثر الكتاب المصريين النوبيين قدرة علي رصد الهوية في تحولاته، فبحثي كان هدفه رصد التعددية الثقافية، ومختار مختلف عن كثير من كتاب النوبة بأن وعيه كروائي أكثر رحابة وإنسانية من فكرة الانتماء للعرق النوبي، ففي مجموعته القصصية الأولي »عروس النوبة » كان يحمل وعيا نقديا يستطيع من خلاله أن يري مزايا البيئة النوبية وعيوبها في الوقت نفسه، فنجده يظهر سمات الشخصية النوبية الإيجابية من حيث حبها للعيش بسلام، لكنه في الوقت نفسه يرصد السمات السلبية لمجتمع عرقي يظلم المرأة النوبية نفسها ظلما شديدا ويقيم العلاقات داخلهم علي أسس طبقية وعنصرية«.