محاولات للامتزاج " أستخدم الفوتوغرافيا لأعبر عن تفسيري للعالم من حولي، ولأستكشف شذرات من الحياة بشكل تجريدي تماما .. لأعبر داخل بُعد مختلف تماما عن الواقع .. وأوسع حدسي لفهم المعاني الخفية من الوجود والحياة... أقدر اللحظات حينما نفقد ذكرياتنا وإحساسنا بالعالم المحيط، لذا أعتبر الكاميرا مثل عصا الساحر، التي يمكنها أن تحتفظ وتأسر لحظة من زمن متحرك، وتسجلها فيمكن تذكرها للأبد.." بهذه الكلمات عبرت الفنانة الفوتوغرافية مريم حسن عن رؤيتها للفوتوغرافيا التي درستها باعتبارها خريجة فنون تطبيقية قسم فوتوغرافيا وسينما وتليفزيون جامعة 6 أكتوبر 2004، قبل أن تقوم بتدريسها بعد تعيينها معيدة بالكلية، بل وتستمر في الدراسة لتحصل علي رسالة ماجستير عام 2011 عن معالجة الصورة السينمائية الرقمية باستخدام تقنية المدي الواسع من التعريضات. كما تعمل حاليا علي إعداد رسالة الدكتوراه حول موضوع دور التقنيات الحديثة في جودة إنتاج الصورة السينمائية الثلاثية الأبعاد لتطوير اللغة السينمائية مع التطبيق علي عينة من الأفلام الأجنبية قي الفترة من 2011 وحتي 2015 . وعبر رحلتها الفنية حصلت مريم علي عدد كبير من الجوائز منها المركز الثاني في مجال الفوتوغرافيا بصالون الشباب الدولي الثاني بأتيليه الإسكندرية في 2008، وجائزة محمد منير في صالون الشباب الثامن عشر2007، و جائزة المركز الأول في التصوير الضوئي (بورتريه) بساقية عبد المنعم الصاوي 2007 وغير ذلك . ورغم ارتباطها بالمسار الأكاديمي حيث تشغل منصب مدرس مساعد بكلية فنون تطبيقية بجامعة 6 أكتوبر ، إلا أن مريم من الفنانات اللائي تمردن علي الأشكال النمطية التقليدية لفن الفوتوغرافيا، فعبر عدد من المعارض الفردية كانت مريم تؤكد أنها في كل مرة سوف تفاجئ جمهورها بفكرة غير مكررة تتحدي فيها ذاتها عبر تجربة جديدة فنيا وتقنيا وتغوص من خلالها في أعماق النفس البشرية. ففي معرض "حالات إنسانية" الذي أقامته الفنانة منذ ما يقرب من عشر سنوات وتحديدا في 2006 ، كان المحور الأساسي هو الصراع بين الداخل والخارج، بين الأشخاص الكثيرين الذين يعيشون داخلنا وبين القناع الخارجي .. لتعكس الأعمال تلك الازدواجية التي يعاني منها الإنسان، وفي أحد أعمالها الذي أطلقت عليه "طبقات من الوهم" تعبر مريم عن الحيرة الداخلية التي تمزق الإنسان وتعزله عما حوله، ويبدو هذا الإنسان مغيباً تماما عن الحياة حوله ، إذ فجأة يكتشف وجود هذا العالم المحيط به . تعود مريم بذاكرتها لهذا المعرض وتقول: اكتشفت أنني أميل للشكل السينمائي في عرض الصور، حيث شعرت أن الفكرة تكتمل من خلال سلسلة من الصور وليست صورة واحدة، ولذا كان هناك بعض الصور في هذا المعرض عبارة عن حركات متتالية متكررة لحركة واحدة، كي تمنح المشاهد مثلا إحساس الدخول أو إحساس الحركة والدوران داخل إطار . ذكريات عشوائية ومن اكتشاف الذات إلي تسجيل الذكريات، يأتي معرض »ذكريات عشوائية « 2007، الذي قدمت مريم من خلاله مجموعة من الأعمال ركزت في مجملها علي الذكري باعتبارها مجموعة لقطات وومضات يتشارك فيها البشر.. تقول مريم : قد نشعر أو نفكر في نفس المواقف.. فكم من كلمات ومشاعر وأفكار وإحباطات تشعر أن آخرين يشاركونك فيها في أماكن وأزمان وثقافات مختلفة .. كم مرة شعرت أنك عشت نفس الموقف أو قلت ذات الكلمات سابقا وكأن روحك تتسلل في هدوء الليل وتمارس طقوس حياتها الخاصة وفي الصباح تسكن تابوتها في سكينة محتفظة فقط بذكريات الرحلة. تضيف مريم : أشعر أن الطريقة المثلي للتعبير عن الذكريات هي التعامل معها وفق قانون الاستمرارية، وأن لا شيء ينتهي وأننا نعيش في الواقع في مساحة دائرية فكل الأمور تبدأ من حيث تنتهي، لذا فقد فضلت أن يتكون الموضوع في مجمله من عدد من الأعمال كل منها يشارك في مسيرة الذكري. وتستعيد مريم ذكرياتها عن هذا المعرض : لم أكن أريده تقليديا.. كنت أريده معرضا تجريبيا في كل شيء.. لذا كانت المرة الأولي التي أستخدم الورق وتقنيات الإضاءة الخلفية والاستروسكوب والرسم علي الصور واستخدم خامات مختلفة علي الصورة نفسها أو في العمل ككل، إضافة إلي محاولات تكسير الجسم وعرض صور مقطعة. ويبدو أن المعرض كان بالفعل أشبه بفيلم سينمائي فلكل عمل فلسفة منفصلة متصلة ، ففي عملها الذي أطلقت عليه "بداية الخليقة" قدمت مريم مجموعة صور عن آدم وحواء وتم استخدام الورق باعتباره عنصراً حاملاً للذكريات والأفكار حيث تم قص الورق من كتاب قديم عن الأديان السماوية الثلاث وعن قصة آدم وخروجه من الجنة، وقد استخدمت الورق علي مستويات مختلفة، كل مستوي مضاء بإضاءة معينة ولم يتم استخدام برامج الكمبيوتر في هذا العمل بل تم استخدام تقنيات التصوير التقليدية لتحقيق الفكرة. وتلخص مريم رؤيتها لأعمالها الفنية قائلة : تتمحور أعمالي حول الفوتوغرافيا، لكنني في الغالب ألجأ لاستخدام مجموعة صور للتعبير عن الفكرة، إذ يتكون العمل من عدة صور تندمج لتخلق قصة. وتعتمد صوري علي خلق طبقات من الصور والكتابات والقصص بحيث تحمل كل صورة سحرها وروحها الخاصة، كل صورة هي كائن منفرد له ذاكرة وفكر وعمق وروح، وفي النهاية عند اكتمال العمل نشعر بغموض يحثنا علي مزيد من التفكير ويصيبنا بمزيد من الحيرة. وفي سبيل هذا- تضيف مريم - عادة ما أستخدم التقنيات التجريبية لتحقيق الأفكار التي يحملها كل عمل بهدف إثارة خيال المتلقي. وقد تكون هذه التقنيات هي عمليات كيميائية للحصول علي صور تتشابه في هيئتها مع تأثير المعمل الفوتوغرافي، أو استخدام الإضاءة الخلفية، وقد أستعين بالرسم علي الصور بعد طباعتها إذ أصبحت أكثر شغفا بإيجاد العناصر المختلفة والغريبة عن الورق الفوتوغرافي المعتاد، مثل الورق والقطن والمعدن والخامات العضوية، حيث أقوم بمزجها مع الرمال والرماد والألوان لخلق ملمس أغني في الصورة الفوتوغرافية ، كما أستخدم التقنيات الرقمية لتحقيق المفهوم الذي تحمله كل صورة والنتيجة هي صور فوتوغرافية لها إحساس الفن التشكيلي. ومع كل عمل تقدمه مريم فإنما هي توجه رسائل إلي المتلقي، حيث تقول : أتمني أن يقود عملي الفني المتلقي في رحلة غير تقليدية وغير متوقعة لاكتشاف المشاعر الإنسانية المختلفة حيث أرغب أن يعاد فني للحياة داخل عقل المتلقي عندما يدمجه بما يشاهده من خلال تجاربه الخاصة ويلامس مشاعره المختبئة مما يحفزه علي قراءة العمل بمستويات مختلفة. وتتنوع الأعمال التي قدمتها مريم في معرض "ذكريات عشوائية" بين " الحب والعنف " ، و" غزو الفوضي"، و"محاولات للامتزاج"، و"بحثا عني"، وانتهاءً بعملها "ذكريات عشوائية"، حيث حمل كل عمل فلسفة في حد ذاته .فمثلا في عملها "بحثاً عني" استخدمت مريم تقنية (الاستروبوسكوب) وهي تقنية معروفة في التصوير الضوئي وتقوم علي استخدام ومضات الفلاش أثناء التعريض الطويل".. في هذا العمل حاولت أن أزيد من مساحة الغموض بأن أسجل ومضات الصور فتبدو كما لو أن البطلة تصارع أشباحا". وعلي عكس ذلك لجأت مريم للتصوير الفوتوغرافي المباشر في عملها "محاولات للامتزاج" حيث تقول : هو عمل تجريبي عن صراع الأضداد داخل النفس الواحدة ، ومحاولات الإنسان لأن يجمع أجزاءه. وقد استخدمت التصوير الفوتوغرافي التقليدي دون استخدام الكمبيوتر في معالجة العمل حيث قمت بالتقطيع والتكسير للتأكيد علي فكرة التمزق ولإعطاء الاحساس بالديناميكية. وفي هذا العمل كنت أركز علي فكرة المشاركة فثمة رابط يربط بيننا جميعا ويلمس إنسانيتنا بطريقة ما، حيث نتشارك كلنا نفس الرحلة من بدء الخليقة وانتهاءً بالموت. ملامح .. تجربة لم تكتمل بعد ورغم ميل مريم إلي التجريب لاستكشاف ذاتها، إلا أنها بدأت مشوارها الفني بمشروع توثيقي مباشر من خلال معرض "ملامح" ، وهو أول معارضها الخاصة في 2006 ، وكان المعرض نتاج منحة حصلت عليها من المورد الثقافي في 2005، وكان من المفترض أن تغطي المنحة تكاليف السفر لخمسة أماكن لها طابع خاص مثل الواحات، والنوبة، وسينا، ومدن القناة وإسكندرية، وغيرها وأن يتم طباعة كتاب يضم نتائج هذه الرحلة، إلا أن الأموال الممنوحة تكف سوي للسفر للنوبة وسيوة، وإقامة المعرض، ولكن فكرة الكتاب لا تزال قائمة حتي تجد من يرعاها. وعن هذه التجربة تقول مريم: أحلم بعمل سلسلة كتب مصورة معنية بثقافة المكان وأثره في العادات اليومية، وأن أقدم صوراً تقارن بين العادات التي كانت موجودة والعادات الموجودة حاليا، بحيث يكون لدي الباحثين موسوعة عن مصر محتشدة بالتفاصيل الصغيرة التي ترصد كل الأمور بما في ذلك الرسومات علي الحائط وشكل نقش ملايات السرير . ولكن يبدو أن التمويل يقف عائقا في سبيل تنفيذ كثير من المشروعات الفنية ليس لمريم وحدها بل ولكثير من الفنانين، وفي هذا تقول : تمويل أي مبادرة أو مشروع أو حتي معرض موضوع صعب جدا وخاصة في دولة مثل مصر، والفنان هنا عليه أن يقوم بكل شيء بما في ذلك الإبداع الفني والبحث عن طريقة العرض والتسويق لنفسه .. ولكن المشكلة ألا يجيد الفنان كل هذه الأمور .. في الواقع ليس علي الفنان أن يفعل كل هذا .. يكفيه أن يكون فناناً جيداً.. ولكن مع الأسف لا يوجد من يدير شئون الفنانين في مصر .. النتيجة أن يصاب المرء بالإحباط .. فالفنان يريد أن يحقق عائدا أدبيا وماديا كي يستمر في الانتاج وكي يطور نفسه .. حتي مؤسساتنا الثقافية مع الأسف تعمل بمعزل عن بعضها البعض وعن الفنانين . روح المكان وأسرار المدن ويبدو أيضا أن روح المكان تظل ملتصقة بصور مريم ، ففي 2008 ترشحت من المركز الثقافي الفرنسي في الإسكندرية لعمل معرض " أسرار المدن" استكمالا لتجربة "ملامح" وكانت أيضا فرصة كي تأخذ هدنة من الفوتوغرافيا التشكيلية. إن مريم تعتبر الفوتوغرافيا أيضا جسرا للتواصل حيث تقول: بالنسبة لي أؤمن بأن التواصل بين الثقافات المختلفة والاطلاع علي التجارب الجديدة من شأنه أن يثري تجربة الفنان، والفوتوغرافيا تساعد علي التواصل مع مختلف أنماط البشر، أشخاص لم تكن لتتواصل معهم لولا أنك مصور، ليس الأشخاص فقط ، كذلك أعتقد أن الأماكن لها روح خاصة ترسم ملامح ساكني هذه الأماكن، والكاميرا هي البوابة التي تكشف الغطاء عن هذه الروح وسماتها. وقد توقفت مريم بعد ذلك المعرض عن إقامة معارض لفترة طويلة تفرغت فيها تماما لإنهاء رسالة الماجستير لمدة سنتين متواصلتين. وقد كان موضوع الرسالة عن تكنولوجيا جديدة تستخدم في الميديا ككل، ولها تطبيقات في الهندسة والطب، وتعتمد التكنولوجيا علي رفع جودة الصورة، حيث تشرح مريم تلك الفكرة قائلة : نحن نطور الكاميرات والعدسات من أجل رفع الجودة التي تعطي تفاصيل أعلي ، وتمثيلاً لونياً أدق وتسجيلاً للدرجات الظلية أو الرمادية بعدد أكبر، هذه التقنية تتم هندسيا بإيجاد حلول لرفع الجودة وتمثيل درجات أعلي في مناطق الظل والإضاءة العالية، وقد استخدمت هذه التقنية بكثرة في المؤثرات البصرية في أفلام عالمية. ورغم توقف مريم عن إقامة المعارض في تلك الفترة إلا أنها شاركت في ورش عمل دولية ، حيث سافرت إلي الأردن وخاضت هناك تجربة العمل الفوتوغرافي المجهز في الفراغ. وتعبر مريم عن رأيها في تلك التجربة قائلة: في هذه الفترة قدمت عملين "حتي لا تتلاشي الملامح" و"مسار" ،وأنا أعتبرهم بداية تحتاج لتطوير ومجهود واهتمام كما شاركت أيضا في ورشة في الإسكندرية مع فنانين من مصر وفرنسا حيث أقيم معرض في كلا البلدين عن موضوع المدينة. جموع مرتبكة .. وما بعد الثورة بعد الانقطاع عن إقامة معارض للتصوير بسبب الدراسة والثورة .. عادت مريم في 2014 بمعرض جديد هو معرض "جموع مرتبكة" .. وربما يلخص هذا المعرض انعكاس فترة الثورة وما بعدها علي مريم الإنسانة والفنانة. تقول : لقد واتتني فكرة المعرض بعد الثورة في أواخر 2011 وبدأت العمل عليها منذ ذلك الحين إلا أن الفكرة ظلت تتبلور وتتغير عبر ثلاث سنوات لتبدأ بشكل وتنتهي بشكل مغاير، وقد ربطت مريم بين مستويين في أعمالها: الأول عكس حالة التمزق التي أصابت مجتمعنا بعد الثورة، والثاني إنساني فلسفي مرتبط بالمجتمعات الإنسانية ككل وحركة الجموع في تلك المجتمعات. وقد عرض المعرض لأول مرة في جاليري بالتيسكا بمدينة اوستكا في بولندا قبل أن تعود وتعرض جزءاً منه في مهرجان زايد الدولي في جامعة النيل. وتتحدث مريم عن تلك التجربة قائلة: لقد استغرق مني المعرض تفكيراً عميقاً ربما لأنه انعكاس لحالنا الاجتماعي والفكري بعد الثورة ، كما كان المعرض نتاج تصوير وتصميم في نفس الوقت،وطبعا كان أول معرض يقام خارج مصر، وكنت مهتمة جدا أن أتعرف علي رد الفعل في الخارج . وقد استوحت مريم فكرة معرضها من نظرية ترجع إلي أوائل القرن العشرين تعرف باسم" القطيع المرتبك" تتناول فكرة التأثير علي الشعوب وتقول إن الشعوب تسير في مجموعات يسهل السيطرة عليهم من خلال التحكم في رغباتهم الكامنة وتوجيه دوافعهم. وحين ينقسم البشر لفرق، كل فرقة تكرر نفس الأفكار والأداء كالقطيع .. دون رؤية أو تفكير .. تصبح كل مجموعة ملتصقة بمساحتها الخاصة.. وتبدو كنمط متكرر في مساحة ضيقة، لا تري المجموعة الأخري ولا تسمعها.. حينها قد تبدو الجموع في صورتها الكلية متوازنة .. متناغمة متجانسة .. وعند النظر لتفاصيل الصورة ، تري فقط .. جموعاً مرتبكة.. وتضيف مريم : إننا نعيش في جزر منفصلة، حيث تتبني كل مجموعة وجهة نظر أو نمط حياة محدد، وتكرر نفسها بداخل ذلك النمط دون أن يحاول أحدهم كسر دائرته والاقتراب من الدوائر الأخري أو التماس معها.. وتقع الجموع تحت تأثير يسيطر عليها لتدور في نفس الدوائر. أحلام مريم ولمريم الفوتوغرافية الواعدة والمثقفة رفيعة الطراز أحلام عديدة تراودها ومنها إقامة جاليري فني في النوبة أو سيناء.. يستضيف فنانين دوليين في ورش عمل وبرامج إقامة بهدف تدريب الفنانين المصريين علي أساليب فنية جديدة ، بحيث تتاح فرصة المشاركة لكل مصور لا يستطيع السفر إلي الخارج بسبب التكلفة العالية ، وفي نفس الوقت يقوم المركز أو الجاليري بتدريب أهالي المنطقة علي الرسم والتصوير ويقوم بعمل عروض سينمائية بحيث يكون المكان مركزاً تثقيفياً تنموياً. كذلك تحلم بإقامة مدرسة تدرس فيها كل أنواع الفوتوغرافيا وتكون مدة الدراسة فيها طويلة بحيث تعطي شهادة أكاديمية بعيدا عن فكرة الربح: هناك كثيرون لديهم رغبة شديدة في دراسة الفوتوغرافيا أكاديميا بعيدا عن مهرجان الكورسات المنتشر". الفوتوغرافيا مشكلات وحلول لم يكن حواري مع مريم لينتهي دون أن أتعرف منها كيف تري المشكلات التي يعاني منها فن الفوتوغرافيا في مصر والحلول المطروحة لمعالجة تلك المشكلات .. تقول إن إحدي المشكلات الأساسية تتلخص في الأساس في نظرة المجتمع للفوتوغرافيا علي أنها شيء تسجيلي سهل وأن أي شخص لديه كاميرا بإمكانه التصوير بحرفية .. ومع انتشار الكاميرات الديجتال وكاميرات الموبايل ذات الجودة العالية بمنطق الهواة طبعا - أصبح هناك كم هائل من الصور وهو ما رسخ لدي المجتمع فكرة سهولة الفوتوغرافيا .. وإذا تصادف وأنتج أحدهم مجموعة من الصور الجيدة بالصدفة يصبح مصوراً عظيماً دون أسس حقيقية في نقد أعماله وهو ما يرجع لعدم وجود وعي أو ثقافة بصرية متطورة. كذلك النظرة الأقل لفناني الفوتوغرافيا عن الفنانين التشكيليين ، فقد كافح فنانون لفترات طويلة جدا حتي تدخل الفوتوغرافيا في مسابقات الفنون التشكيلية أو تحصل علي جوائز أو يقام لها معارض خاصة، لابد من التعامل مع الفوتوغرافيا علي أنها فن مستقل . كما أنه ليس هناك نقاد حقيقيون لهذا الفن في مصر بحيث يصنفون الأعمال الفنية المطروحة لمدارس فنية، ويقومون بسد الفجوة الموجودة في مفهوم " فن الديجتال" ، لأن هناك كثيراً من مصممي الجرافيك يعيدون تركيب الصور بالكامل ، ثم نجدهم يحصدون الجوائز ، والحل الوحيد هو أن تكون مسابقات الفوتوغرافيا متعددة الفئات وتتسع في فهم الصورة التي تعتمد علي استخدام الكمبيوتر.. فمثلا نجد أن التصنيفات موجودة في الخارج والتعريفات واضحة والمعايير محددة وهو ما نفتقر إليه هنا ، وأنا لازلت مصرة أن الفائزين في مسابقات الفوتوغرافيا أفضل لهم من أن يحصلوا علي جوائز مالية أن يسافروا للخارج للمشاركة في ورش ودورات للاطلاع علي تجارب وأفكار الفنانين العالميين . كذلك ينبغي الاهتمام بالشباب من خلال صالون الشباب حيث يفترض أنه معني باكتشاف الجيل الصاعد، حيث يجب أن يستمر الاهتمام بالفنانين الواعدين منهم ويتم رعايتهم مستقبليا .. ولو أنني أحد المسئولين لكنت اقترحت أن تكون الجائزة إقامة عدد من المعارض الدولية والمحلية وتسويق أعمال الفائزين، أو تقديم منح لدراسة الفن أو ورش عمل في الخارج ،إن الفوز والحصول علي جوائز مالية لن يكون مجديا إذا لم يساهم في وجود حركة ثقافية حقيقة.