إىزابىل اللىندى رفضت الكاتبة التشيلية الشهيرة إيزابيل الليندي ترشيح نفسها من جديد للجائزة القومية للآداب، وهي أهم جائزة أدبية في بلدها، معلقة علي ذلك بأنها ليست مجنونة. حدث ذلك بعد أن قامت مجموعة كبيرة من الكاتبات والفنانات والسياسيات التشيليات بعمل حملة ترشيح واسعة تطالب فيها بمنح هذه الجائزة لأهم كاتبة تشيلية موجودة حالياً. وصرّحتْ مارسيلا سيرانو، صاحبة رواية " حياتي القديمة"، لجريدة البيريوديكو الإسبانية أنه لا أحد، ولا حتي نيرودا نفسه، له عدد قراء في العالم مثل الليندي". وأبدتْ استغرابها من حصول كُتاب أقل منها في القيمة علي هذه الجائزة، ووجهتْ نقداً لاذعاً للجنة التحكيم قائلة"كفي كتاب ضعاف". ويُعد تجمع هذه المجموعة، بعددها وقيمتها في المجتمع، إيماءة إعجاب وتقدير وتكريم لصاحبة "بيت الأرواح". جاء تعليق الليندي منطقياً تماماً وإن كان في ظاهره رفض، ففي سنة 2002 رشحها بابلو هينيوس لنفس الجائزة ، لكن ترشيحه جاء علي عكس المطلوب، فرغم أنها لاقت بعض التأييد، إلا أن مؤلفة"باولا" تلقتْ هجمات نقدية لا حد لها. وكان هذا حدث غير مريح بالنسبة لها، لذلك قررتْ ألا تؤيد ترشيحها مجدداً بقولها" لست مجنونة". والآن بعد ثمانية أعوام يؤيدها فريق كبير من الكاتبات والصحافيات والسياسيات. جاءت المبادرة من جانب ديليا بيرجارا، المديرة السابقة لمجلة "باولا" وهي من حوّلت الليندي لصحفية سنة 1967، وواحدة من أعز صديقاتها، وصرحت أنها لن تسمح لرفض الكاتبة، معلقة علي ذلك بأنها تراه غريبا ألا تفوز الليندي بالجائزة القومية. وتحكي بيرجارا أنها منذ أعلنت ترشيحها لها تلقتْ موجة من التأييدات ،" هناك كثيرون، وخاصة النساء، يشعرون أن العمي أصاب لجان التحكيم في الجوائز، وهذا العمي يرتبط بالفكر الذكوري وقلة الوعي الأدبي وانتشار المحسوبية. إنهم منحوا الجائزة من قبل لكتاب أقل منها استحقاقاً". ومن بين التأييدات جاء اسم الكاتبة مارسيلا سيرانو، التي رغم ابتعادها عن النشاط العام، خرجت عن صمتها لأن وسائل الاعلام سألتها كثيراً عن رأيها. أكدت سيرانو أنها "معكرة جداً، وتكلمت أخيراً لأخرج من حالة الخوف من الظلم" وأضافتْ " رأيي ليس فقط وجهة نظر أدبية، بل هي وجهة نظر مجتمع وقراء، وهي الآراء التي لا تسمعها عادة لجان التحكيم عند منح الجوائز". وتحدثت سيرانو عن أهمية وقدر ونزاهة إيزابيل الليندي السردية،" إنها كاتبة ترتبط أعمالها بشكل كبير بنقد التسلط والدفاع عن الحريات خلال فترة الديكتاتورية، ليس ذلك فقط، فأعمال الليندي تتمتع بانتشار ليس فقط علي المستوي المحلي، بل العالمي، فحتي نيرودا لا يتمتع بهذا العدد من القراء في أنحاء العالم. لم يفعل أي كاتب تشيلي ما فعلته الليندي لبلدنا، إنها صنعت لنا ركناً في كل البلاد، هل هذا قليل؟ألا يكفي لتفوز بالجائزة ؟ كفي جوائز تمنح فقط بين أربعة حوائط، كفي عصابات من المؤلفين أنصاف المواهب، كفي أدب ميت". وتعتقد سيرانو أن الليندي ضحية لآفة داخلية " عدم التسامح مع الناجحين خارج الوطن، ضف إلي ذلك أنها امرأة، و ضف أيضاً أنها لا تنتمي لأي جيتو ثقافي، لا أدبياً ولا أكاديمياً، وكل هذا يؤلم النقاد التشيليين، فلا يحتملونه". وتتفق ديليا بيرجارا مع مارسيلا سيرانو في أن نجاحها عالمياً أثار حقد الأوساط الأدبية التي تموت حقداً للمعان كتابتها ونجاحها الخرافي، لقد باعت كتبها 50 مليون نسخة في كل اللغات العامة ولم تُمنح الجائزة القومية!!! هذا هو ما يريده الفريق المكون من عدد كبير من شخصيات هامة من بينها ماريا إلينا وود ، وسول سيرانو وماريا إيلومين وخيما رينكون، وانضمت إليهم كارمن باسييلس، وكيلة الليندي الأدبية. وفي خطاب موجه للجنة التحكيم، طرح الفريق مشوارها الأدبي بداية من سنة 1982 والذي بدأته بروايتها الأهم "بيت الأرواح" . وكتب " لو كان لنا خلال الثلاثين عاماً الأخيرة في الأدب سفيرة مشهورة في كل أنحاء العالم، فهذه هي ايزابيل الليندي. إنها أدهشتنا في كل عمل لها، بتنوع موضوعاتها والقصص التي تتناولها، بجودة سردها التي تشبه أعمال كبار الكتاب أمثال ديكنز وماركيز وفلوبير ، التي تصل إلي كل نوع من القراء باختلاف أعمارهم وثقافتهم ومستواهم الاجتماعي". ورغم أن الليندي تفضل ألا تتحدث في هذه القضية، إلا أن صفحتها علي الفيسبوك تؤكد: إيزابيل الليندي: المرشحة للجائزة القومية للآداب.