أيام قليلة، ويتم الانتهاء من التشطيبات النهائية لقاعة الخدمات الرقمية (بالدور الثالث) بالهيئة العامة لدار الكتب، ويبدأ العد التنازلي لافتتاحها لتقديم الخدمة المرجوة لطلاب البحث العلمي والمعرفة، ويؤكد الدكتور رءوف هلال رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، أن هذا التطوير الذي شهده الدور الثالث سوف ينقل دار الكتب نقلة نوعية تواكب بها المكتبات الوطنية العالمية، كما سوف يسهم في دعم المحتوي الثقافي الرقمي العربي علي شبكة المعلومات الدولية، والذي من خلاله تستعيد مصر قوتها الناعمة في دعم ثقافة السلم والسلام من خلال مجموعات رائعة تمثل التراث المصري الأصيل، وأن يكون له الأثر الكبير في الفكر الثقافي العالمي. وأوضح د. رءوف أن مخرجات عمليات الرقمنة التي بدأتها بدار الكتب، وضعت لها سياسة محددة، إلي جانب نتاج عمليات الرقمنة التي قامت بها وزارة الاتصالات (من خلال بروتوكولات مع وزارة الثقافة)، هي التي تشكل ملامح محتويات هذه القاعة، والتي سوف تعمل من خلال خطة عمل ستواكب بها دار الكتب عصر الرقمنة. وعن الدور الثالث، وبمعني أصح، محتويات هذه القاعة يشرح د. رءوف لنا مسارات العمل في هذا الدور فيقول: الدور الثالث تم تقسيمه حسب التجهيزات إلي عدة مسارات، كل مسار يتناول قطاعا نوعيا معينا من مصادر المعلومات، لدينا مسار خاص بنماذج من المخطوطات المرقمنة، لدينا 65 ألف مخطوط، الجاهز منها للعرض الرقمي 1300 مخطوطة، ومسار خاص بالدوريات المرقمنة، الذي تم إعداده للعرض 2600 عنوان، وأن هذه الدوريات يرجع تاريخها إلي 150 سنة مضت، وهو مشروع قائم لازلنا نعمل فيه بالاشتراك مع وزارة الاتصالات، وتتضمن القاعة- أيضاً- مسارا خاصا بأوائل المطبوعات، وأعني بها أوائل الكتب التي تم طباعتها، جاهز للعرض منها 12 ألف مطبوع، تعود معظمها إلي حقبة زمنية معينة من عام 1800 حتي 1950، وفيما يخص مسار الخرائط المرقمنة، جاهز للعرض 14 ألف خريطة خاصة بمصر (من أيام الاحتلال البريطاني) وخرائط خاصة بدول العالم. وللموسيقي جزء خاص من هذا الدور، وفيه مجموعة من النوت الموسيقية، في هذا الركن جاهز فيه للاستخدام 700 نوتة موسيقية من أصل ثلاثة آلاف تحتوي علي إبداعات قدامي الموسيقيين بمؤلفات شرقية وغربية. ولفت د. رءوف إلي الجزء الخاص بالفن التشكيلي بالدور الثالث، فيه قاعة خاصة بالعرض التشكيلي من خلال التعاون مع قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة حيث تم رقمنة خمسين CD، تحتوي علي أعمال رائدة للفنانين التشكيليين في مصر. كما يتضمن العرض إصدارات الناشرين المصريين، من خلال اتفاق تعاون لإصداراتهم، وتم تجهيز ألفي كتاب، ويتضمن العرض الرقمي- أيضاً- مخرجات وزارات وقطاعات الدولة المختلفة من المطبوعات المرقمنة، والتي لها قواعد بيانات علي شبكة المعلومات الدولية، مثل المجلس الأعلي للجامعات الذي يمتلك رصيداً هائلاً من الرسائل الجامعية. ولفت د. رءوف إلي أهمية هذا المسار المعني بالتعاون مع وزارات الدولة فيقول: إنه من المهم أن تحتفظ دار الكتب بنسخ رقمية من قطاعات الدولة المختلفة، تحقيقاً لوظيفة من وظائف الدار الحريصة عليها دائماً، من خلال قانون الإبداع الرقمي لإصدارات الدولة المختلفة، أو أي مطبوع رقمي يصدر ضمن حدود الدولة، وهذا يدخل في إطار المهمة التي تم من أجلها إنشاء دار الكتب وهي حفظ وصيانة الفكر والتراث الثقافي المصري. وعن تاريخ مشروع قاعة الخدمات الرقمية الجديدة يحدثنا د. رءوف: يرجع العمل في هذا الدور إلي عام 2003، واستمر إعداد هذا الدور حتي عام 2007، وعندما اقترب وقت الافتتاح، شب حريق بالدور الثالث نتيجة ماس كهربائي أتي علي الدور كله، دمره بالكامل وتوقف العمل فيه حتي عام 2010، وفي هذا العام أسندت أعمال إعادة إحياء هذا الدور مرة ثانية إلي جهاز إدارة المشروعات التابع للقوات المسلحة المصرية، وبعد وقت قصير توقف العمل مرة ثانية بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد إبان ثورة 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو، وبعد 30 يونيو دبت روح العمل مرة أخري، واستطاع جهاز إدارة المشروعات للقوات المسلحة أن يسهم مساهمة فعالة في تحويل الحلم إلي حقيقة، واستطاع أن يتحول الدور الثالث بأكمله إلي دار كتب جديدة سوف تكون نواة دار الكتب المصرية الرقمية. وعن سياسة العمل بقاعة الخدمات الرقمية، يقول د. رءوف هلال: إن هذه القاعة تقع في الدور الثالث، والذي سوف يتحول بجميع ملحقاته إلي ادارة جديدة جل اهتمامها- فقط- بالمحتوي الرقمي لدار الكتب من أجل الحفاظ علي كنوز مصر الثقافية، هذه الادارة تتكون من وحدة المسح الرقمي، ووحدة الخدمات الرقمية، ووحدة الموقع الخاص لدار الكتب، والذي سيتم تطويره ليواكب أحدث المواقع العالمية للمكتبات الوطنية، وكذلك وحدة التكنولوجيا التي سوف تطلع بالتخزين الرقمي لمحتويات دار الكتب. ولم ينس د. رءوف أن يشير إلي أن وحدة الخدمات الرقمية بدار الكتب سوف تفتح آفاقاً جديدة للاطلاع الرقمي، ومشاهدة كنوز مصر، كما ستكون المفتاح لقاعات القراءة بالدار، حيث يستطيع القارئ من خلالها إجراء البحث عن مصادر المعلومات الورقية التي يبحث عنها. ومن خلال هذه الحالة التي يعيشها د. رءوف هلال فمن حقه أن يحلم، ويتلخص حلمه كما يقول في نداء يتوجه به إلي المسئولين، بضرورة التفكير في بناء دار كتب جديدة تناسب مصرالجديدة، ويقترح أن تخصص قطعة أرض في القاهرة الجديدة، لتكون نواة لبناء دار الكتب الجديدة، يتم من خلالها بعث الحياة من جديد لكل ما هو كائن بالمخازن.