الأسئلة عن المعنى أو عن الأصول، أسئلة مجهدة بطبيعتها، ولكن يبدو أنه لا غنى عن طرحها دائما، واعتقد أن من صاغ السؤال لا يبحث عن إجابات عامة، وانما عن التصورالذى تولده التجربة الذاتية لكل من يوجه له السؤال ، وهذا هو الأهم (...)
وقع أيوب جاد الحق فى ورطة أنسانية، عندما تعلقت به طفلة، توهمت أنه والدها الغائب، وكانت أمها قد اخفت عنها موت أبيها وادعت أنه سافر الى إدغال أفريقيا.
الأم الثرية طلبت من أيوب الموظف الكحيان، أن يبقى في المنزل بصفته زوجها الفخيم طبوزادة، الى أن تختلق (...)
كان الفشل هو مصير كل محاولاتى للغناء أو للعزف على أى آلة بما فى ذلك الطبلة، وقال لى أبى عندما قطعت قيلولته ذات يوم، إننى يجب ألا أغنى بتاتا، وإذا لم يكن هناك بد فعلى بالبحث عن جراج واسع يصلح لهذا الغرض، ورغم ذلك واصلت المحاولة، بل وأشتريت ذات يوم (...)
صب العم السم فى أذن أخيه الملك وهو نائم، أخذ زوجته واغتصب سلطانه، ولما عاد الأمير هاملت من سفره الطويل كانت المؤامرة قد اكتملت، وأمه تنام بالفعل فى احضان من قتل ابيه، شبح الأب المغدور لم يرحم هاملت وطارده مطالبا بالقصاص، فماذا يفعل هذا المثقف (...)
سألتنى صديقة أقدرها كثيرا، ولم نكن قد التقينا منذ سنوات طويلة « لماذا تتعب نفسك بالكتابة عن هذا البلد المتخلف» وتقصد مصر بالطبع، وواصلت ببساطة «ما تكتب لنا يا فنان عن نفسك،أو عن الفن والثقافة، ليه تضيع وقتك وطاقتك، هو فيه حاجة جدت علينا؟ ما طول (...)
لم أكن اتخيل أن يكون لى يوما ما صديق يهودي، وأن يكون لقب هذا الصديق إسرائيل بالتحديد، أنا المشحون طوال حياتي بذاكرة مؤلمة، لما فعلته هذه الدولة المصطنعة بالفلسطينيين وبأرضهم وأشجارهم. ولكنه تقاطع الأقدار، فقد انتقلت للحياة فى إيطاليا فى مطلع (...)
لماذا يبدو كل وجه يهل علينا مختلفا رغم تشابه الملامح بل وتطابقها أحيانا ؟ هل يحمل كل منا في ثنايا وجهه شيئا من سره الخاص. كتب دافنشي فى اوراقه «أن الوجه يفتح عبر العينين نافذتين للروح كي تطل من خلالهما على العالم، وهذا ما يجعلها ترضى بالبقاء داخل (...)
عندما تجرعت مصر أكبر هزيمة فى تاريخها الحديث، سجد الشيخ الشعراوى ركعتين شكرا لله، ولا نعرف إذا ما دهمه الحزن على الأسرى المصريين الذين دفنتهم اسرائيل أحياء فى مقابر جماعية، وعلى ما تعرض له سكان ثلاث مدن تم تشتيتهم خارج بيوتهم لسنين طويلة، وهل جرح (...)
شىء من الخبز وقدر من اللهو، panem et circensis عبارة لاتينية رددها قياصرة الأمبراطورية الرومانية، لتحديد ما يمكن أن يطالبهم به الشعب. الثورة الفرنسية التى قام فوقها مشروع الحداثة الانسانية، قلبت المعادلة،ورغم أن الجماهير كانت تهتف طالبة الخبز فى (...)
«يجب ألا نفقد الإيمان بالبشرية، فالإنسانية هى المحيط، وإذا طالت القذارة بضعة قطرات، فهذا لايعنى أن المحيطات قد أصبحت قذرة» صاحب هذه الدعوة المتفائلة هو المهاتما غاندي، روح الهند الكبيرة، وقالها ليوضح أسباب إنحيازه الى المقاومة السلمية كوسيلة فعالة (...)
عملت لمدة قصيرة بمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، التى كان اسمها آنذاك مرادفا للجنون، وكانت هذه التجربة من أصعب ما واجهنى فى حياتى، كنت طبيبا شابا، قليل الخبرة، ورغم أننى كنت قد قررت الخروج بلا رجعة من هذه المهنة، إلا أن ارتباك العقل وهزائم الروح، (...)
«حاسبته حساب الملكين، بالمللى وبالسحتوت» عبارات يكررها المصريون كثيرا، للتأكيد على براعتهم فى المحاسبة والتقدير وصحة القياس، رغم افتقادهم المزمن للدقة وميلهم للمبالغة وتوجسهم من الأرقام، أجدادنا الفراعنة كانوا على العكس يقيسون كل شىء بكفاءة نادرة، (...)
أعمال الجرافيتي يتم مسحها بكفاءة نادرة، وتحظر الدولة إذاعة أغاني تمتدح ثورة 25 يناير،وتقدم روائيا شابا للمحاكمة، وتوقف مهرجان الفن ميدان، ويقرر رئيس وزراء منع عرض فيلم، ويمنع الأزهر عرض فيلم آخر. مسلسلات لا يسمح ببثها، ولوحات فنية تستبعد ، وتمنع (...)
«الأسئلة البديهية تلك التى نجيب عنها دائما بثقة، دون أن نفكر فيها، كم هى مخيفة فى بساطتها». هذه الكلمات كتبها الرجل الذى أهدى الإنسانية صورة جديدة للكون، وكانت أفكاره سببا فى أن يحاكم ويقضى حياته رهن الإقامة الجبرية حتى موته. الكون قبل جاليليو كان (...)
فى الأساطير اليونانية حكاية تهمنا الآن، وهى حكاية عن حداد أسطورى من نسل الآلهة، اسمه بروكرستيس، وكان يقيم فى بيت على سفح جبل بالقرب من أثينا، صنع هذا الحداد المفتون بذاته، سريرا قويا من الحديد لينام فوقه ضيوفه، ولكن السرير لم يكن يتناسب بقياسه (...)
يرمز الفراعنة للبيت فى كتاباتهم بمستطيل فيه فتحة صغيرة. البيت كما فهمه أجدادنا هو حيز هندسى مقتطع من العالم، ولكنه متصل به،وفى أمان البيت نكرر طقوسنا اليومية، وداخلها نولد ومنها نطل على الدنيا، وفى حجراتها لا تنمو أجسادنا فقط وإنما تتشكل أرواحنا (...)
فى سنوات المراهقة صفعتنا هزيمة 67 بقسوة، وعندما التحقت بجامعة القاهرة، كنت من بين اولئك الذين رفضوا أن تظل هذه الصفعة ملتصقة بوجوهنا، بعد أن أصبحنا مثارا لسخرية وإشفاق العالم كله، تحرك أبناء جيلى فى السبعينات للتعبير عن رفضهم حالة الهوان التى قادتنا (...)
بداية ونهاية، تحفة مصرية صنعتها مواهب نادرة نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف وسناء جميل وصلاح منصور وعمر الشريف وأمينة رزق وغيرهم ، فى الفيلم مشهد لا يمكن نسيانه لفرح يغنى فيه فريد شوقي: واللا زمان زمان واللا، لم يكن الغناء بالطبع يطرب أحدا، وعندما تعالت (...)
«اليوم، واليوم بالتحديد ستقوم القيامة، قالتها أمى بيقين مكتمل، وعندما سألتها عن سر تأكدها، ردت بأن» من لا يرى من الغربال أعمى، وأن علامات تظهر وأشياء تحدث الآن تنذرنا بأن الساعة تقترب، فقد استعارت جارة المنخل ولم ترده، وبعد أيام ذهبت أمى لاستعادته، (...)
ما سر هذا الحضور الكثيف للسيد مرتضى منصور فى حياتنا كمصريين؟ ولم يتح له الإعلام كل هذا الوقت للاستفراد بنا؟ هل اصبح الرجل رمزا أو عنوانا لحالنا؟ أم أن اللغة التى يستخدمها هى الأكثر توافقا مع اللحظة الراهنة. تحدث مرتضى عن سحر جامايكا، عندما هزم (...)
في قصة «رحلة سعيدة يا سيدي الرئيس»، يحكي لنا جارسيا مركيز عن لقاء في مستشفي سويسري، بين رئيس مخلوع ومطارد من أمريكا اللاتينية مع
ممرض مهاجرمن نفس البلد، وكان الرجل اللئيم يخطط لبيع جثمان الرئيس كزبون فخيم ،الي شريكه الحانوتي، متصورا ان موته اصبح (...)
شاعرين، كانا يعيشان معا فى مملكة تعيسة يكاد الناس يموتون فيها جوعا من كثرة المظالم، تحاور الصديقان كثيرا حول ما يجب عمله، فقال الأول إننا من هذا الشعب ونرفض القهر، ولذا يجب أن نلتحم بالناس، وندفعهم لتغيير أوضاعهم فسأله الثانى ألا ترى أن هذا يتطلب (...)
لم كل هذه الضخامة ؟ لماذا حرص الفراعنة على بناء صروح هائلة؟ هل لتجسيد القوة والتمكن وتأكيد السلطة، بعد أن نجحوا فى ترويض النهر وتنظيم الجماعة البشرية المتحلقة حوله؟ أعتقد أن تحريك كل هذه الكتل الهائلة وتشكيلها وصفها بقوة وفقا لحسابات مذهلة لم نفك (...)
تابعت باهتمام تصاعد المواجهات بين المثقفين ووزير الثقافة وصولا الى اللقاء الأخير الذى جمع بعضهم برئيس الوزراء ، وبدرت الى ذهنى بعض الأسئلة اود دعوتكم للمشاركة فى تأملها وسأبدأ بالسؤال حول حقيقة قوتنا الناعمة،والمبالغة فى تقديرها. أعتقد شخصيا أننا (...)
لم يهرب سقراط من سجنه ، ولكنه اختار أن ينهى حياته بنفسه، كانت أثينا وقتها بكل فكرها وفنها قد تلقت هزيمة مذلة من اسبارطة خصمها العنيد، وقام الاسبارطيون بتصفية المؤسسات الديمقراطية وتسليم الحكم لأقلية تكره الثقافة والسياسة معا، حاكمت هذه السلطة الرجل (...)