محامى فرنسى: الحكومات العربية لا تعترف باستقلال القضاء

ميشيل توبيانه، المسئول عن ملف اللاجئين والقضاة بالشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان..

توقع ميشيل توبيانة عضو اللجنة التنفيذية للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان والمسئول عن ملف اللاجئين والقضاة بالشبكة، أن يواجه "اتحاد القضاة العرب" الذى اقترح تأسيسه قضاة الاستقلال فى مصر العديد من العراقيل، ووصف الحكومات العربية بأنها "لا تعترف باستقلال القضاء"، مشيراً إلى أنها ستعطل تأسيس الاتحاد، مما سيجعل هذا المسار صعباً على القضاة ويحتاج إلى وقت طويل.
وأكد توبيانه فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن الشبكة الأورومتوسطية ستدعم تيار الاستقلال المصرى بقدر المستطاع، ووصف أعضاء التيار بأنهم "يتمتعون بالجسارة فى مواجهة شتى أشكال التعسف، ومؤمنون بقضيتهم بشدة"، وشدد توبيانة على حق القضاة فى التعبير عن آرائهم فى كل المجالات بما فيها القضايا السياسية بوصفهم مواطنين، مشيراً إلى أن ما يحظر على القاضى فقط هو التحدث علناً عن قضية ينظرها بصفته القضائية.
هذا كما انتقد ميشيل توبيانة، أوضاع طالبى اللجوء واللاجئين بالدول العربية ومن بينها مصر، مشيراً إلى أن هؤلاء يواجهون أوضاعاً أسوأ مما يلاقيه طالبو اللجوء فى فرنسا، وقال "الحكومات العربية ليس لديها أطر قانونية محددة لطالبى اللجوء لأسباب سياسية أو بسبب الاضطهاد والعنف"، مشيراً إلى أن العقبة الأساسية تكمن فى عدم توقيع الدول العربية على اتفاقية جنيف.
وقال توبيانة، إن سياسة رفض الأجانب موجودة فى كل دول العالم بما فيها فرنسا، إلا أن الحكومات العربية عادة ما تصدر لشعوبها فكرة أن اللاجئين هم سبب كل المشاكل التى تقع فى المجتمع وعلى رأسها البطالة وأزمة السكن والمأكل والملبس، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى تحريض المواطنين ضد اللاجئين، حسب تعبيره.
هذا ولم ينفِ توبيانة وجود صعوبات تواجه طالبى اللجوء فى فرنسا، حيث تنظر لهم السلطات على اعتبارهم ارتكبوا جرائم فى بلدانهم ويريدون الهرب منها، وأنهم مزورون سيظهر خطرهم فيما بعد داخل المجتمع، مما يترجم فى وضع الكثير من العراقيل أمامهم. كما أشار المحامى الفرنسى إلى أن طالبى اللجوء يعانون حالياً داخل بلاده من انحسار فرص العمل، حيث كان يحق لهم العمل فى الماضى حتى النظر فى طلب اللجوء، وهو ما تم إلغاؤه حالياً فيما يضطرون للبقاء لفترات قد تطول داخل مراكز لائقة انتظاراً لتحديد مصيرهم.