إصابة 45 واعتقال 20 آخرين فى صادمات بين الشباب وقوات الأمن بالجزائر

أصيب 30 شابا و15عنصرا من رجال الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، كما تم اعتقال 20 شخصا، بينهم 6 حقوقيين، صبيحة قيام قوات الأمن بالتصدى لمظاهرة قام بها مئات الشباب المطالبين بتوفير فرص العمل بوسط مدينة غرداية الواقعة على بعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية.
وذكرت صحف الجزائر الصادرة صباح اليوم "الأربعاء"، أن الاشتباكات اندلعت أثر تدخل الشرطة وقوات مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين بالقوة، بعدما اقتحم المئات من الشباب منصة أعدت خصيصا للاحتفال بما يسمى "عيد الزرابى" بوسط مدينة غرداية المعروفة بصناعاتها التقليدية الصحراوية، للمطالبة بتوفير وظائف العمل والسكن.
وأضافت الصحف أن مجموعة من الشباب قامت بأخذ الميكروفون المخصص للاحتفال، وطالبت من خلاله الحكومة بتنفيذ وعودها فى مجالات التشغيل، وتحسين الوضع الاجتماعى العام لسكان المنطقة، لكنها سرعان ما تحولت إلى مشادة استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والحجارة من طرف قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين.
وقال عدد من المحتجين الشباب فى بيان نشر اليوم "نطالب بعدم إهدار المال العام، وشباب اليوم يعيش واقعا مأساويا مرا يطبعه تردى الحالة الاجتماعية للأغلبية الساحقة التى تتعمق حدتها بتفشى البطالة والبيروقراطية، وانتشار الفساد "وكان آلاف الجزائريين قد نظموا يوم الخميس قبل الماضى مسيرات احتجاجية ضخمة بمدينة ورقلة، فى إطار ما وصف ب"مليونية الكرامة" المطالبة بإقالة الحكومة، وتوفير فرص عمل للشباب.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير الأول الجزائرى عبد الملك سلال كان قد أعلن الأسبوع الماضى عن مشاريع استثمارية جديدة، بهدف التخفيف من وطأة الاحتجاجات الشعبية التى بدأت تشهدها بعض ولايات الجنوب الصحراوى.
وتتألف ولايات جنوب الجزائر من 13 ولاية من أصل 48، وتشكل 80 فى المائة من المساحة الإجمالية للجزائر، وهى محافظات نفطية بامتياز، إلا إنها متأخرة من حيث التنمية على نظيرتها فى الشمال.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الجزائرى دحو ولد قابلية نفى وجود مطالب سياسية وراء الاحتجاجات التى تشهدها بعض مناطق جنوب البلاد بالصحراء.
وقال ولد قابلية فى تصريحات له مؤخرا، إن بعض المشاكل التى يشهدها سكان الجنوب هى اجتماعية واقتصادية، من أهمها فرص العمل، وليست سياسية.