ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة أمس السبت، أنه بمجرد أن تحولت الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية -هى الآن فى بداية عامها الثالث- وجه نظام الرئيس بشار الأسد تركيزه إلى العاصمة دمشق ليحولها إلى متاهة من نقاط التفتيش والتحصينات لصد محاولات المعارضين لاقتحامها. واستهلت الصحيفة تقريرها - الذى تناول الوضع الميدانى فى دمشق وبثته على موقعها الإلكترونى- بذكر أن العاصمة السورية باتت على حافة الهاوية؛ حيث أصبحت مكانا تنتشر فيه نظريات المؤامرة وتسود فيه الشائعات. واستدلت الصحيفة على طرحها فى هذا الصدد بذكر أن العديد من الدمشقيين يرون أن المعارضين سوف ينهبون ويسرقون المدينة حال نجحوا فى اقتحامها، فى حين يسعى العديد من رموز المعارضة إلى إثبات عكس ذلك. إلى جانب ذلك، يعتقد أناس آخرون فى دمشق أن النظام السورى هو الجهة التى وقفت وراء التفجير الإرهابى الذى وقع فى شهر فبراير الماضى مخلفا 50 قتيلا، غاضين الطرف عن احتمالات حملها لبصمات معارضين مسلحين بينهم مجموعات تنتمى لتنظيم القاعدة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الحياة فى دمشق لم تعد مستقرة بالشكل الذى كانت عليه فى السابق، وهو ما تجلى فى خلو الشوارع من المارة فى الليل والأجازات الرسمية تأهبا لموجة جديدة من العنف. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن الدمار لم يطل كافة أرجاء دمشق كحال غيرها من المدن السورية الكبرى، لذلك فإن الأطفال يذهبون إلى مدارسهم باستمرار ويذهب المواطنون إلى أعمالهم وتدب مظاهر الحياة فى أسواق البيع والشراء على نحو من السهولة واليسر. فى السياق ذاته، قالت الصحيفة الأمريكية إن العديد من الأسر السورية قررت الأسبوع الجارى ترحيل أبنائها الذين أتموا سن الدخول فى الجيش إلى خارج البلاد، وذلك فى ضوء إصدار فتوى دينية تدعو إلى الجهاد لمطاردة المسلحين، والتى تم تفسيرها على أنها دعوة للتجنيد الإجبارى.