ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه بمجرد أن تحولت الانتفاضة السورية إلى حرب أهلية وجه نظام الرئيس بشار الأسد تركيزه إلى العاصمة دمشق، ليحولها إلى متاهة من نقاط التفتيش والتحصينات لصد محاولات المعارضين لاقتحامها. واستهلت الصحيفة تقريرها، الذي تناول الوضع الميداني في دمشق وبثته على موقعها الإلكتروني، بذكر أن العاصمة السورية باتت على حافة الهاوية؛ حيث أصبحت مكانا تنتشر فيه نظريات المؤامرة وتسود فيه الشائعات. واستدلت على طرحها في هذا الصدد بذكر أن العديد من الدمشقيين يرون أن المعارضين سينهبون ويسرقون المدينة حال نجحوا في اقتحامها، في حين يسعى العديد من رموز المعارضة إلى إثبات عكس ذلك. إلى جانب ذلك، يعتقد أناس آخرون في دمشق أن النظام السوري هو الجهة التي وقفت وراء التفجير الارهابي الذي وقع في فبراير الماضي وخلَّف 50 قتيلا، غاضين الطرف عن احتمالات حملها لبصمات معارضين مسلحين بينهم مجموعات تنتمي لتنظيم القاعدة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الحياة في دمشق لم تعد مستقرة بالشكل الذي كانت عليه في السابق، وهو ما تجلى في خلو الشوارع من المارة في الليل والإجازات الرسمية تأهبا لموجة جديدة من العنف. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن الدمار لم يطل كافة أرجاء دمشق كحال غيرها من المدن السورية الكبرى، لذلك فإن الأطفال يذهبون إلى مدارسهم باستمرار ويذهب المواطنون إلى أعمالهم، وتدب مظاهر الحياة في أسواق البيع والشراء على نحو من السهولة واليسر. وفي السياق ذاته، قالت "وول ستريت جورنال" إن العديد من الأسر السورية قررت الأسبوع الجاري ترحيل أبنائها الذين أتموا سن الدخول في الجيش إلى خارج البلاد، وذلك في ضوء إصدار فتوى دينية تدعو إلى الجهاد لمطاردة المسلحين، وتم تفسيرها على أنها دعوة للتجنيد الإجباري.