علقت صحيفتان أمريكيتان اليوم الأحد على مستجدات الأحداث بالشأن السوري ، ولا سيما الحملات العنيفة التى يشنها النظام ضد أبناء شعبه على الرغم من حدوث انشقاقات ضده داخل الجيش النظامى والطائفة العلوية . وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية "أن القوات النظامية للجيش السوري أظهرت مدى استعداد النظام الحاكم لإطلاق العنان لقواته العسكرية للدفاع عن العاصمة بدليل سقوط 3 قذائف على مناطق سكنية في حي القابون وسط دمشق مما دفع الثوار إلى الرد بإطلاق مكثف للأعيرة النارية صوب قوات الأمن" .
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني "ان هذه الأحداث الدموية التي شهدتها دمشق الليلة الماضية قد أودت بحياة ما لا يقل عن 52 شخصا كما لقى 20 شخصا من بينهم 9 نساء وأطفال مصرعهم فى مدينة درعا الجنوبية ، التي شهدت ميلاد الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد ، فضلا عن مقتل ستة أطفال من بين 10 إثر انفجار قذيفة أصابت منزلا كانوا يحتمون فيه خلال المعارك الضارية التي شهدتها مدينة اللاذقية الساحلية ، وذلك بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان .
ورأت الصحيفة الأمريكية أن أعمال العنف التي اندلعت بدمشق الليلة الماضية تعد تحولا جذريا في حد ذاته حيث كانت العاصمة ومدينة حلب الشمالية تتمتعان بحالة هادئة نسبيا مقارنة بالمدن السورية الأخرى التي عمتها الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد وذلك لإحكام قوات الأسد قبضتها على المدينتين .
وذكرت "وول ستريت جورنال" "أن مساعدة بعض سكان دمشق للثوار يعكس حالة الغضب تجاه النظام الحاكم مما دفعهم إلى المخاطرة بسلامتهم بل وبحياتهم لتوفير ملاذات آمنه للمقاتلين ، فضلا عن قيام عدد منهم بإحراق إطارات السيارات لعرقلة تقدم القوات السورية حيث تصاعدت أعمدة الدخان في الهواء "، وفقا لما ظهر على أشرطة فيديو حول هذا الأمر .
كما اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن سلسلة المذابح الأخيرة التي ارتكبت في المناطق الريفية التي تقطنها أغلبية سنية على مدار الأسابيع القليلة الماضية قد كسبت تعاطفا في المناطق الحضرية ليؤيدوا جميعهم الثورة السورية ، ولهذا قال أحد سكان حي القابون " إن المذابح الأخيرة التي ارتكبت في حق شعبنا قد جعلت المواطنين يرون في مقاتلي الثورة الحماه الذين يقفون في وجه قوات الأسد ".
ونقلت الصحيفة عن الكاتب الأمريكي الخبير في الشئون السورية جوشوا لانديس قوله " إن هذه الانتفاضة تتربع في قلوب الشباب الفقراء العاطلين عن العمل والمتواجدين في المناطق الريفية ، إلا أن هذا الأمر اكتسب قوة وزخما ثوريا في بعض المناطق الأخرى كحلب ودمشق وحتى فى بعض المناطق الكردية ".
وفى السياق ذاته، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن طريقة تعامل الرئيس السوري بشار الأسد مع الانتفاضة التي اشتعلت فتيلها وجابت معظم المدن السورية جعلته يفقد مؤيديه مشيرة إلى الانشقاقات المستمرة داخل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد .
وذكرت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أنه على الرغم من أن الأزمة السورية تنزلق نحو مستويات جديدة من الصراع الطائفي ، يلقى الأسد بثقله أكثر من أي وقت مضى على طائفته الدينية بهدف كسب الدعم اللازم فلا يزال عدد كبير من العناصر في صفوف قوات الأمن والمنتمين إلى طائفة العلويين يؤيد الأسد كحال العديد من الأقليات الدينية الأخرى المتواجدة في سوريا".
وعادت الصحيفة الأمريكية لتؤكد أنه وفقا للعديد من اللقاءات الصحفية التي أجريت مع العشرات من العلويين ، فإن هناك حالة انقسام كبيرة داخل صفوفها حيث أعرب البعض منهم عن إحباطه حيال عدم قدرة قوات الأمن على سحق المعارضة ، بينما قال آخرون "أن الأسد يخاطر بمستقبل العلويين من خلال وضعهم على حافة حرب أهلية مع الطائفة السنية" .
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة "إنه مع تزايد أعداد القتلى في الصفوف العلوية نتيجة دفاعهم عن الحكومة السورية ، دفعهم للتساؤل عن سبب تقاعس الحكومة عن التحرك لحمايتهم ، لذا تعالت الهتافات المناهضة للأسد في أحياء علوية مثل حي الزهراء بحمص بما ينذر بفقد الأسد الزخم العلوي الذي كان يدعمه طيلة أشهر الانتفاضة السورية" .