"بعد ما عرفت أنها لسه بايعة بيت ب100 ألف جنيه، ومفيش معايا فلوس، وظروفى كانت صعبة، استغليت أنها بتكون موجودة فى البيت لوحدها، خططت أنا وصاحبى للجريمة، وأقنعته أنه يعمل نسخة على المفتاح وقتلتها بجاكوش كان مرمى على سلم البيت اللى جمبها، وضربتها على رأسها عدة ضربات من غير وعى حتى ماتت، وفتشنا البيت كله، ومكنش فيه غير 400 جنيه وتليفونين محمول، وكانت شيالة الفلوس تحت "المخدة"، ومكناش عارفين مكانها". بدأ المتهم الأول فى قتل عجوز فى العقد السابع من عمرها حديثه بتلك الكلمات المريرة، وقلبه يعتصر بالحزن والألم، مضيفا، "أشعر بالحسرة والخيبة بعد فشل خطتنا لسرقتها، ولم أكن أقصد قتلها بقدر ما كنت أحتاج إلى الأموال، وأنا عملت نسخة من المفتاح عشان لو مش موجودة نسرق الفلوس ونهرب، ولكن لسوء حظنا وجدناها أمامنا، وكان لازم نقتلها قبل ما تفضح أمرنا". البداية كانت بتلقى قسم شرطة حلوان بلاغا من "محمود.ح"، سائق بالمعاش ومقيم بمنطقة كفر العلو بحلوان، يفيد بعثوره على جثة زوجته ملقاة داخل مسكنه، مضيفا أنه لم يتمكن من دخول شقته إلا بمساعدة الجيران، حيث وجد زوجته جثة هامدة وغارقة فى دمائها. وفور انتقال المقدم ناجى ربيع، رئيس مباحث القسم، والقوة المرافقة له، تم العثور على جثة "زينب البهى.ح"، ربة منزل 67 سنة، ومقيمة بنفس العنوان، جثة ملقاة على ظهرها أعلى سرير غرفة النوم ترتدى كامل ملابسها، وبها عدة جروح بالرأس ومناطق متفرقة فى الجسد، وآثار دماء على الأرضية والسرير، ووجد بعثرة فى محتويات الشقة، كما تم العثور على جاكوش ملطخ بالدماء. وبإخطار اللواء جمال عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أمر بسرعة عمل خطة بحث لكشف غموض الحادث وإلقاء القبض على المتهمين الهاربين، وكلف العميد علاء السباعى، مفتش مباحث قطاع جنوبالقاهرة، بتنفيذ الخطة التى اعتمدت على فحص خط سير الضحية ومعرفة المترددين عليها وسؤال الجيران وأقاربها. أثبتت التحريات وشهود العيان أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من المتهمين "عماد الدين.ع"، 28 سنة عاطل سبق اتهامه فى قضية، و"حسين.ع"، وشهرته "هانى"، 21 سنة، حيث أكد الجيران والشهود رؤيتهما وقت وقوع الحادث وقبله بمحيط سكن المجنى عليها، فتم إعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة، تمكن خلالها النقباء حسام عبد العال وإسلام الدالى ومحمد عيسى وكريم الأعصر معاونو مباحث القسم من ضبط المتهم الأول أثناء تواجده بمسكنه. وبمواجهته اعترف باتفاقه مع صديقه العاطل على تنفيذ الجريمة، وقام المتهم الثانى بعمل نسخة من المفتاح للشقة، لكونه يسكن فى عقار مجاور للضحية، ثم تسللا سويا إلى عقار مجاور لمسكن الضحية وغير مأهول بالسكان، وتمكنا من دخول سكن المجنى عليها بعدما قفزا من شباك ملاصق للمبنى وقاما بفتح الباب، وبمجرد دخولهما وجدا العجوز أمامهما فحطما رأسها بالجاكوش عندما حاولت النزول من على سريرها، إلا أنهما بادراها بعدة ضربات على رأسها حتى حطما رأسها. وبعدها قلب المتهمان الشقة رأسا على عقب لسرقة أموالها، إلا أنهما لسوء حظهما كانت تحتفظ بمبلغ 100 ألف جنيه تحت الوسادة التى تنام عليها، واستوليا على 400 جنيه فقط كانت فى حافظة نقودها "البوك" وهاتفين محمول، وتركاها غارقة فى بركة من الدماء وفرا هاربين. وبرر المتهمان ارتكابهما الجريمة نظراً لحاجتهما الشديدة إلى المال، لمرورهما بضائقة مالية، بسبب أنهما لا يعملان ولا يوجد مصدر دخل لهما، فتحرر المحضر رقم 712 لسنة 2013 إدارى حلوان، وتولت النيابة العامة التحقيقات التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات مع التجديد لهما، والتحفظ على الأحراز والجاكوش المستخدم فى الجريمة.