طلت علينا الفتنة برأسها وكأنها تشير لنا بقرب نهاية عهد القبيلة والعشيرة وصلات النسب والمصاهرة بين أبناء سيناء بعضهم البعض. ففى غضون أشهر قريبة وقعت حادثة فى قرية رابعة بمدينة بئر العبد ووصل الشقاق والخصام إلى حد الاقتتال وهدم وحرق المنازل وقتل الأنفس بطريقة لم يحظ بها حتى الأعداء أنفسهم وما لبث أن وصل المصابون جراء هذه الحادثة إلى 20 مصابا ونسوا فى زخم الصراع المثل الشعبى ( أنا وابن عمى على الغريب). ثم بعدها بأيام قليلة حادثة أخرى بقرية بالوظة فى عملية شابها الغموض فى الأسباب والتنفيذ أسفرت عن سقوط اثنين وإصابات البعض. تلك المدينة التى كنا ومازلنا نتباهى بتعليم أبنائها عن بكرة أبيهم وثقافتهم المتفردة عن باقى أقرانها داخل المحافظة وحتى خارجها (نسبة وتناسبا مع عدد السكان)، إذن فلا دخل للجهل بما يحدث، عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه عن النبى قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذى، وهو حديث صحيح. ثم كانت الحادثة الأخيرة منذ أيام صادمة للجميع بين أبناء العمومة من عائلة القصلى وعائلة الصبايحة قبيلة (الفواخرية). مطاردات فى قلب شوارع العاصمة وترويع للمواطنين وحرب بيانات توزع فى المساجد ولا إعمال للعقل ولا لجوء لشرع أو عرف قد ينصف المظلوم ويشد على يد الظالم، ألا يخشى الظالمون الظلم؟ فلا تظلمن إذا كنت مقتدرا... فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه... يدعو عليك وعين الله لم تنم ظواهر سلبية وجديدة علينا: انتشار السلاح بصورة لم يسبق لها مثيل بل وهناك سباق للتسليح بين العائلات المتناحرة تراجع دور الكبير وغياب القدوة اختلاف أهل الدين وفتواهم حول حرمة ظاهرة (التوسيق) سيارات وأفراد شرعا ظهور الأغنياء الجدد (تجار الأنفاق) هو ما أحدث اختلالا فى التركيبة الاجتماعية تصارع الأجهزة السيادية على تورتة التنمية المزعومة واستمرار الانفلات الأمنى بقصد أكل هذا من أجل نزاع على أرض باطنها أولى لنا بظاهرها أن لم نراع حرمة الدم؟ قال عز وجل: "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون". ألم تروَ سيناء كفاية وتخصب بدم الشهداء حين الاحتلال والعدوان؟ ألا يستوجب كل هذا منا وقفة؟ الحل يا سادة: 1- إنشاء فورى لمجلس عواقل سيناء من أهل الحل والعقد يكون ملزما للجميع ومرجعا لهم فى كل ما يستجد من أحداث. 2- تفعيل ما يعرف ب(التشميس) وهو عرف قبلى يلزم العائلات بنبذ ورفع الغطاء واليد عن أبنائها الخارجين عن القانون ونبذ التعامل والتصاهر من العائلات التى لا تسرع بذلك. 3- حث الأزهر الشريف والعلماء والمشايخ على عمل مبادرات لرأب الصدع. 4- ردع الدولة وتعاملها مع الخارجين على القانون دون نسيان ميراث التعسف فى استخدام القوة والتذرع بالبلطجية وغيرهم. أرانا كلنا نفرق بين ما يستوجب البحث والنظر والتدقيق وبين ما يستدعى الغضب وتغيير الخلق واستحداث الخصومة وقطع أواصر المودة. استقيموا يرحمكم الله.