قد يتبادر إلى ذهنك أننى سوف أعطى وصفة ما أو درسا ما فى طهى الكوسة بالصلصة، ولكن الموضوع بعيد تماما عن ذلك، فإن أردت ذلك فعليك ببرامج الطهى فما أكثرها. إنما ما أود أن أتحدث عنه هو الكوسة أو الواسطة، ذلك المرض المتفشى بين الناس والراسخ فى عقولهم. ننادى بالتغيير وننادى وننادى ولكننا لم ولن نتغير، ويظل سلاح الواسطة سلاحا يستخدمه كل من يملكه للحصول على ما يريد أو تسهيلا لأمور حياته، ويظل من ليس مالكا لهذا السلاح فى طابور الانتظار. نحلم بتغيير مجتمعنا ولم نغير أنفسنا ولا الطرق التى نسلكها فأصبحنا نستخدم هذا السلاح حتى فى أتفه الأشياء بغض النظر إن كان هذا السلاح سيؤدى لحصولنا على مكان أو شىء يستحقه غيرنا أم لا؟؟ فعادة ما يستخدم الإنسان سلاحه إلا فى الضرورة القصوى -ولتكن الدفاع عن النفس- ولكن غالبية مالكى سلاح الواسطة يستخدمونه ولو فى أتفه الأشياء. أن تكون كاره للروتين وتود إنهاء إجراءات أوراق هامة فتلجأ لمعارفك ونفوذك حتى ولو كانت ورقة صغيرة وغيرك يقف منتظرا "لأنه ليس لديه نفوذ. أن تكون خريجا "جديدا" وتبحث عن عمل هنا وهناك ويقابل طلبك بالرفض لعدم كفاءتك، وغيرك تخرج من ذات دفعتك ولكنه بنفوذة وجد وظيفة مرموقة فى مكان مرموق فأين ذهبت أنشودة الكفاءة إذن؟!. ولكنى لم ولن ألوم كثيرا "مستخدمى سلاح الواسطة فإن لم يستخدمه هو للحصول على ما يريد سيستخدمه غيره وينال ما يريد وقد يطغى على أحلام غيره، وإن لم يستخدمه غيره فسيستخدمه آخرون، حتما سيتخدمه شخصا ما. نحن بحاجة لفرمتت عقولنا وحذف بعض المصطلحات التى قد تعطل مسيرة غيرنا. نحن بحاجة إلى وضع أسس وقيم للسير عليها وعدم تخطيها ولكننا عظماء فى وضع الأسس والقيم ثم نخالفها. نحن بحاجة لاحترام كل "للآخر ومحاسبة مستخدم الواسطة ومن يطلب أن يكون لك واسطة لإنهاء أمرا" يخصك. ولكن يظل ما فينا.. فينا ولم يتغير. كم أود أن أقتلع نبتته الكوسة من جذورها كى لا تنمو من جديد، ولكن جذورها متشعبة ومتأصلة فى تربة عقولنا ومجتمعنا. وهنا تذكرت مقولة مقدم البرامج الكوميدية سيد أبو حفيظة "لو كان نيلك يا مصر كله صلصة مش هيكفى الكوسة اللى فيك".