وصف الصحفى والمؤرخ الأمريكى فريديريك ويليام إنجداهل الديمقراطية الجديدة فى مصر، بأنها انقلاب من قبل 12% فقط من شعبها. وأوضح المؤرخ الذى له عدة مؤلفات حول سياسات النفط، فى مقابلة له مع موقع "روسيا اليوم" بالإنجليزية، أن مصر قد وقعت تحت حكم أقلية جديدة، وأن أغلب المصريين ضد أى نوع من الدستور القائم على الشريعة، ويتوقع المفكر الأمريكى، والذى يحمل الجنسية الألمانية أيضا، أنه لن يكون هناك حل سلمى للأزمة التى تشهدها مصر فى الوقت الراهن ما لم يتنح الإخوان المسلمين. وأعرب إنجداهل عن عدم اعتقاده بإمكانية توصل المعارضة والإسلاميين إلى حل، وأوضح أن ما رأيناه فى مصر فى العامين الماضين هو انقلاب قام به 12%، وهو الرقم الفعلى للناخبين الذين صوتوا لصالح الدستور الذى دعمه الإخوان المسلمين، وأضاف أن أغلبية المصريين ضد أى دستور قائم على الشريعة، ويريدون الديمقراطية وأن يتنفسوا بحرية، وأن يعبدوا الله بطريقتهم وألا يقال لهم ما يفعلوا. وأشار المؤرخ إلى أن الجزء المثير للاهتمام الآن يحدث فى واشنطن مع بداية الفترة الثانية لولاية الرئيس باراك أوباما، فقد كانت هيلارى كلينتون داعمة قوية لخيار الإخوان فى مصر وتونس وأماكن أخرى، لكنها ذهبت وحل محلها جون كيرى، وفى انتظار موافقة الكونجرس على اختيار وزير الدفاع تشاك هاجل، الذى له تصريحات أثارت حفيظة الصقور فى واشنطن، ووصف إنجداهل هذا التطور فى واشنطن ب "محور أوباما". ووصف تجربة الإخوان فى دول الربيع العربى بالكارثية، مشيرا إلى أنهم يركزون طاقاتهم نحو الصين، ويعتقد الكاتب أن تجربة الإخوان فى مصر قد انتهت فهو لا يرى طريقا للمصالحة، وهو ما يشعر به الناس فى مصر، على حد قوله، ولذلك، فهو يرى أنه إما أن يتنحى الإخوان المسلمين بسلام ويحترموا إرادة الأغلبية، وإلا فإن الأمر سيصبح دمويا وقبيحا. ورأى الكاتب، أن الحوادث العنيفة التى شهدتها مصر مؤخرا والتى يُلقى بمسئوليتها على الجماعات المعادية للحكومة، هى فى أغلبها من تحريض الشرطة التى تحاول أن ترسم المعارضة باللون الأسود، لكنه لا يعتقد أن هذه هى طبيعة المعارضة، فالأغلبية العظمى منها سلمية وتريد التغيير السلمى. وجدير بالذكر، أن إنجداهل كان قد قال فى عام 2011، إن ثورة مصر من تدبير البنتاجون لتسهيل سياسة أوباما الخارجية فى الشرق الأوسط، وأن مصر تحولت على وضع أسوأ بعد الإطاحة بحسنى مبارك.