تُعدّ مدينة الأقصر، بعمقها التاريخي وثرائها الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين، بمثابة متحف مفتوح يلهم الفنانين من شتى أنحاء العالم. وفي كل عام، تتجدد هذه العلاقة الوثيقة بين الفن والتاريخ باستضافة ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، برئاسة المعماري حمدي السطوحي، ويعد الملتقى أحد أهم الفعاليات الفنية على خريطة المنطقة، ومع انطلاق دورته ال 18، يؤكد الملتقى من جديد مكانته كجسر ثقافي يربط إبداعات الحاضر بأصالة الماضي، ويجمع تحت سمائه نخبة من الفنانين التشكيليين المصريين والعالميين من 14 دولة، وفي عالم الفن، لطالما سعى المبدعون إلى تجاوز الحدود المألوفة، ساعين إلى إيجاد لغة جديدة تعبّر عن أعماق الروح، وبينما تقف الموسيقى شامخة كفن سمعي يخترق الوجدان، ويتربع الرسم على عرش الفنون البصرية التي تخاطب العين، يظهر لنا فنانون قلائل يمتلكون القدرة السحرية على صهر هاتين الحاستين في بوتقة واحدة، هذا هو عالم الفنان الألماني "بهايدن" المشارك في الملتقى الذي يمزج بين العزف والرسم بالريشة، فتتحول أعماله إلى "سيمفونيات مرئية"، تعلم "بهايدن" العزف على آلة "الهاند بان" منذ عامين، ويقول أنه عندما يعزف الموسيقى يشعر جيدًا بما يرسم ويزيد إحساسه، "عندما أعزف يحدث تكامل بين السمع والبصر، أعزف من أجل تغذية وتنمية روحي وليس لإسماع الآخرين"، ويضيف: "بدون الموسيقى لن تستطيع أن تعرف أو تحدد لونك أو شخصيتك فى الرسم ، كل لون له نغمة موسيقية، الناس تختلف في اللغة التي تتحدث بها، لكن لغة الموسيقى واحدة، الجميع يتذوقها ويفهمها ويستمتع بها، وتداعب أحاسيسه ويندمج مع نغماتها". ◄ اقرأ أيضًا | بمشاركة فنانين من 14 دولة.. انطلاق الدورة 18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير ويعبر "بهايدن" عن سعادته بزيارة مصر، ويقول: "زرت مصر عدة مرات من قبل، وتنقلت بين العديد من المدن المصرية منها الأقصر، التي أعشق شمسها وهواءها، أنا عاشق للونين الأبيض والأسود، وأحب المزج بينهما، كما أعشق الجوافة المصرية، أحب مذاقها، وعندما يأتى أحد من أصدقائى من مصر إلى ألمانيا، أطلب منه أن يحضر معه كميات من الجوافة".