"القربان" هي رواية مشوقة ومخيفة، مثالية لعشاق أدب الرعب والغموض، تأسر القارئ بحبكتها المشوّقة وأحداثها المظلمة التي تتداخل فيها القوى الخفية مع الصراعات الإنسانية، وكعادتها دائمًا؛ تُبدع الروائية مروى جوهر، في تقديم أجواء سينمائية مرعبة، مع تفاصيل درامية ورومانسية تضفي عمقًا إنسانيًا على القصة، التي تبدأ مع الطفلة "راحيل"؛ ذات التسع سنوات، حيث يظهر إلى جوارها طيف أسود في منتصف الليل، ليتحول الأمر إلى سلسلة من الأحداث المرعبة، فتتحكم روح شريرة في "راحيل"، تطالب بحقها في القربان، من خلال معاهدة مدنسة مع العالم السفلى يجب دفعها وإلا لقى الجميع مصيراً مرعبًا. تتعمق رواية "القربان"، الصادرة عن دار دوّن للنشر، في الصراع بين الخير والشر، حيث تحاول الخالة "مورين" إنقاذ الطفلة من مصير مرعب، رغم خيانة الأقربين والمخاطر التي تحيط بالجميع. الحبكة مشبعة بالغموض والرعب النفسي والمادي، وتكشف عن أطماع خفية وشخصيات تحمل أسرارًا مظلمة. عن كل هذه الأجواء كان اللقاء مع مروى جوهر.. "القربان" رواية رعب، تعكس في احداثها الصراع بين القوى الخفية مع الصراعات الإنسانية، من أين البداية؟ البداية كانت قراءة حادثة حقيقية عن أم ذبحت ابنها بالفعل ولفتت نظري أقوالها؛ فقد أكدت أنها كانت تحمى ابنها بأكلها إياه! من هنا بدأت البحث في هذا النوع من الجرائم حتى وصلت لجرائم القربان. روح شريرة تتحكم في الطفلة " راحيل" ذات التسع سنوات، وتطالب بالقربان، لماذا اخترت طفلة لتعكس هذا الصراع؟ الطفلة رمز البراءة، صعب نتخيل منها الشر، وهذا هو التناقض الذى يجعل الحبكة مميزة ومشوقة. ◄ اقرأ أيضًا | كيف اغتالت الكاميرا القصة؟ تأصيل الرواية اليهودية في السينما عبر التاريخ تفاصيل رواية حياة الهضبة.. المشروع يتناول بدايته حتى العالمية وتطوره الموسيقي الأرواح الشريرة، هل هى موجودة بالفعل؟ الشر موجود منذ البداية وسيظل للنهاية، والصراع بين الخير والشر أبدى، لذلك أعتقد أن الأرواح الشريرة موجودة. الرواية تعكس الصراع بين الخير والشر، والخيانة أيضاً، وتكشف عن أطماع خفية، في اجواء مرعبة، كيف تكونت لديك الخبرة بعلم النفس؟ أحاول دائماً الإلمام بالنواحي النفسية البشرية لأنها جزء مهم في الحياة، وأبطال الرواية بشر مثلنا ولابد من إظهار كل جوانبهم النفسية، الدوافع والأحلام والأطماع وحتى الجوانب الخفية التى يحاول البطل اخفائها عن القارئ، وبالطبع الخبرة الحياتية ونضج الكاتب يساهم بشكل كبير فى تقدير القصة وتقديمها بشكل مميز. تحمل حبكة الرواية عمقاً إنسانيًا، تم تقديمه في أجواء درامية سينمائية مرعبة، ما تعليقك؟ أسعى دائماً إلى التركيز على العمق الانساني في جميع رواياتي، أما عن الأجواء الدرامية السينمائية فهى غير مقصودة، بمعنى أنني لا أنوى كتابة الرواية وكأنها فيلم، ولكن ما يحدث أننى أرى القصة تتبلور والشخصيات تتحرك أمامى فيكون المنتج النهائى على الورق وكأنك ترى فيلم سينمائي. ما سر عشقك لأدب الرعب والغموض؟ أحببت الرعب والغموض منذ الصغر ولا أجد سببا بعينه، أعتقد أن سبب الحب - إذا وجد - فربما يزول الحب بزوال السبب، لذلك لا أتوقف عند السبب كثيراً، ولكن أهتم بالتفكير فى ما هو قادم. وماذا عن القادم؟ خبر غريب يتحول فى الذهن لفكرة متميزة ثم عمل اتمنى أن ينال إعجاب الجميع.