من أغرب التقاليع التى سادت بين الشباب؛ موضة البنطلون الساقط وإنتقلت عدوى الظاهرة إلى الفتيات ولم يدرك الشباب أن أصل هذه التقليعة تأتى من سجون أمريكا حيث يتم إعطاء المساجين ملابس السجن بدون حزام ومعظم البنطلونات تكون واسعة، فينزل البنطلون من المسجون حتى تظهر ملابسه الداخلية وعندما تنتهى فترة العقوبة يكون المفرج عنه قد اعتاد على هذا الوضع المخزى !! والشباب الذى يقلد هذه التقاليع الغريبة يتصور أنه أصبح متميزا عن أقرانه من خلال العادات والتقاليد التى تتنافى مع المألوف فى مجتمعه. وتتحمل الفضائيات جانبا من المسئولية لا تقل عن مسئولية الأسرة فى التوعية لنشأة جيل يحترم القيم والمبادئ القويمة. وكان من الغريب أن تستغل شركات صناعة الملابس الداخلية انتشار هذه الظاهرة فى المجتمع لكى تعلن عن منتجاتها من الملابس الداخلية وقد تكون هذه الشركات هى الوحيدة التى تقبلت هذه التقاليع واستغلتها بطريقة قبيحة. ومن الأغرب أن بعض الشباب يتمسك بهذه الموضة الشاذة ولكنه يحاول إقناع والديه بأنه لا يسقط البنطلون إلا بالقدر المعقول !! إن ظاهرة تسقيط البنطلون هى بداية إسقاط الشباب فى طريق الفشل والرذيلة، لقد تفشت مظاهر انحراف الشباب مثل التميع وعدم الجدية والتهاون فى الشعائر الدينية والمعاكسات الهاتفية وإهدار الوقت وغيرها من الظواهر السلبية التى تحتاج إلى تفعيل دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والأزهر الشريف لكى يدرك هؤلاء الشباب حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم فى هذه المرحلة من بناء الوطن. علينا أن نغرس فى أولادنا مفاهيم الرجولة وان نثمن البطولات التى رواها لنا التاريخ. إننى أدعو الشباب إلى وقفة تأمل وتحديد المسار الصحيح بالتخطيط الجيد ووضع خطط واضحة نحو هدف محدد ولنعلم جميعا أن صعود السلم لايكون إلا بتخطى درجة درجة حتى الوصول للطابق الأعلى ولم يستطع أحد الصعود بغير ذلك وأن بداية النجاح فى الحياة لا يكون بالتقليد الأعمى إنما بأساليب الابتكار والإبداع التى قادت المجتمعات إلى التقدم والسبق نحو الأفضل فى عالم تتصارع فيه الدول من أجل الطاقة والمياه وما خفى كان أعظم).