أثار انتشار مرض أنفلونزا الطيور فى مصر فى الفترة الأخيرة مخاوف العالم، خاصة بعدما تسبب الفيروس فى مقتل أكثر من 26 شخصا فى مصر منذ عام 2006، ولكن خصت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى عددها الصادر اليوم بالاهتمام غموض حالة الطفل على محمد على، ذى الست سنوات، والذى وافته المنية بسبب الإصابة بأنفلونزا الطيور. تقول الصحيفة إن "على" التلميذ بالصف الأول الابتدائى، من شبرا الخيمة، توفى الأسبوع الماضى فى المستشفى بعد أن امتلأت رئتاه بالسوائل، ورُكبت الدعامات بصدره، وقال خبراء الصحة إنه مات متأثرا بأنفلونزا الطيور، ولكنهم لم يستطيعوا تحديد البؤرة التى التقطها منها. ودفعت حالة "على" وزارة الصحة إلى تطهير المنازل والفصول فى شبرا الخيمة، ومصادرة محال الدجاج فى المنطقة، حيث أصيب الجميع بحالة من القلق والانزعاج بسبب ما يتردد عن وجود هذا الوباء . تقول عالية إسماعيل، والدة الطفل "على": لقد أرسلت وزارة الصحة لجنة لفحص شقتنا، كما أخذوا منا عينات دم، وفحصوا جميع من يعيشون فى المبنى للتأكد من عدم إصابتهم بأنفلونزا الطيور، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكنوا من معرفة كيف وصل المرض إلى طفلى. أنا لا أربى الدواجن هنا، إذن كيف وصل هذا الفيروس لعلى؟! وصل عدد الحالات المصابة بأنفلونزا الطيور فى مصر إلى 65 حالة، بينها 26 حالة وفاة، وهى أكثر حصيلة وفيات شهدتها دولة خارج آسيا، البؤرة الأولى التى ظهر فيها فيروس "H5N1" بين البشر عام 1997. وتشير الصحيفة إلى أن أنفلونزا الخنازير فى المكسيك، والذى سقط ضحيتها حتى الآن أكثر من 150 شخصا، اندلعت بعد مرور بضعة أيام من وفاة "على" فى وحدة العناية المركزة. وانتشرت أنفلونزا الخنازير بصورة كبيرة فى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط، وعلى الرغم من عدم ظهور أى إصابات بأنفلونزا الخنازير فى مصر، إلا أن الحكومة المصرية أصدرت قراراً بذبح جميع الخنازير الموجودة على أرض مصر والتى يصل عددها إلى 300 ألف خنزير. ينذر فيروس أنفلونزا الطيور، والذى تسبب بمقتل المئات حول العالم، بتحوله إلى وباء ولكن بعد الوصول أولاً إلى مرحلة معينة، وتعتبر أنفلونزا الطيور، والتى تنجم أساساً من الاختلاط المباشر مع الدواجن المصابة، الخطوة الأولى لنشوب كارثة تهدد بانتشار وباء أنفلونزا الخنازير. ومن ناحية أخرى، تخشى منظمة الصحة العالمية من تحور فيروس أنفلونزا الطيور، مثل فيروس أنفلونزا الخنازير، وأن يصبح أكثر سهولة فى الانتقال بين البشر. ويعتقد العلماء أن تحور فيروس أنفلونزا الطيور سيكون أكثر خطورة من اندلاع أنفلونزا الخنازير، خاصة فى المدن المزدحمة مثل القاهرة، والتى سيتغلب فيها مستوى المرافق الصحية المتدنى، والعادات الثقافية، على وصفات "التاميفلو"، وارتداء عمال الصحة للكمامات الوقائية. وتقول الصحيفة إن منطقة شبرا الخيمة تكشف النقاب عن تدنى مستوى البنايات المصنوعة من الطين المجفف والطوب وألواح الخشب، فى بعض المناطق بالقاهرة، فتلك البنايات البسيطة تمنع دخول أشعة الشمس إلى الحوارى والأزقة، مما يزيد من سرعة انتشار الفيروس، خاصة مع انتشار القمامة والذباب ووجود الحمير والحيوانات الضالة مثل الكلاب والقطط. وينقل كاتب التقرير، جيفرى فليشمان، وصف الأم الثكلى لحالة ابنها الصغير قبل موته تأثراً بأنفلونزا الطيور، "أصيب على بالحمى، وأخذته إلى خمسة أطباء شخصوا حالته على أنها التهاب فى الحلق، وقاموا بإعطائه المضادات الحيوية. ولكن حالته لم تتحسن لذا أخذته إلى طبيب آخر قال إنه مصاب بالتهاب رئوى، ثم أخذناه إلى مستشفى خاص، وقال لنا الأطباء إن رأتيه ممتلئتان بالسوائل، ويجب أن يتم شفطها، ولكنهم لم يملكوا الأدوات اللازمة لفعل ذلك. وأخيراً أخذناه إلى مستشفى حكومى، استغرق فيها الأطباء ثلاثة أيام لشفط السوائل ولكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه ووافته المنية وهو فى وحدة العناية المركزة".