نقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية مخاوف الأطباء والباحثين حيال تفشى فيروس "التهاب الكبد الوبائى c" فى أماكن متفرقة فى مصر، التى تشهد بحسب تقرير الصحيفة أعلى معدلات للإصابة بهذا المرض فى العالم. وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى نتائج دراسة حديثة نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم والتى كشفت عن أن أكثر من 500 ألف شخص يتعرض للإصابة بفيروس "سى" كل عام، موضحة أن اسباب ارتفاع الإصابة بفيروس C، هو فقر الرعاية الصحية وتراجع النظافة فى الكثير من المستشفيات. ونسبت "لوس أنجلوس تايمز" إلى الطبيب إف. ديولف ميلر، مؤلف الدراسة، قوله إنه "ما يقرب من سبعة أشخاص من 1000 مصرى يصابون بعدوى فيروس "سى" كل عام، وهذا يعد أعلى مستوى وطنى سجل حتى الآن لانتقال الفيروس بسبب استخدام الأدوات الطبية غير المعقمة". ويعود تاريخ انتشار الوباء فى مصر إلى السبعينيات، حيث كانت السلطات التابعة لوزارة الصحة فى الدلتا والصعيد تحقن المرضى لوقف انتشار مرض البلهارسيا، ولكن الكثير من الإبر المستخدمة لم تكن معقمة، الأمر الذى أدى لتفشى مرض التهاب الكبد الوبائى بين آلاف من المصريين. وقالت الصحيفة إن كثيرين الآن يلقون باللوم على الحكومة لعدم قدرتها على التصدى لانتشار الفيروس بين المصريين، وتقر اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالتهابات الكبد الوبائى أن 9.8% من المصريين مصابون بهذا المرض، فى حين أن الأطباء والباحثين يؤكدون أن الأرقام الحقيقية تتراوح بين 15% و20%. ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن لطفى ونيس، خبير فى علم الأوبئة، قوله "معظم مرضى فيروس "سى" يكونون من المناطق الريفية والفقيرة والتى تعتمد على برامج التأمين الصحى، فتوفير العلاج لكل مريض يكلف 70 ألف جنيه ولا تستطيع الحكومة توفير كل هذا المبلغ لجميع المرضى". وأضاف "هناك أيضا اتفاقيات بين وزارة الصحة وشركات الأدوية، والكثير من الأدوية التى تنتجها الشركات المصرية لا يقرها الغرب وأثبتت عدم كفاءتها، ومع ذلك لا تزال توصف للمرضى والحكومة تدفع ملايين الجنيهات لشرائها".
