تسأل قارئة كيف تحدث التراكوما ومرض عمى القرنية؟ يجيب عن هذا السؤال دكتور عصام الطوخى أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة، والمدير السابق لبنك العيون بروض الفرج، مؤكدا أن مرض التراكوما ينتشر بين الطبقات الفقيرة نتيجة للتلوث، وانتشار الذباب والباعوض، وعدم غسل الأيدى والوجه بصورة دائمة. وأضاف الطوخى، أن هذا يتسبب فى الإصابة بالميكروب وتليف الملحمة والذى يعتمد فى علاجه على رفع المستوى الاجتماعى والنظافة والوعى، بالإضافة إلى استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية وعمليات زرع القرنية، والتى للأسف تكون مكلفة جدا، وذلك نتيجة عدم وجود ثقافة التبرع لدى المصريين، حيث يتم الاعتماد فى بنك العيون على حالات التبرع فقط من خلال المتبرعين الذين يوصون بذلك عند وفاتهم، فيتم انتزاعها بعد 6 إلى 22 ساعة من حدوث الوفاة، لأن الأعضاء البشرية لا يمكن إنتاجها، وبذلك يمنح شخص آخر الإبصار، ولكن نتيجة ضعف الإقبال يضطرون إلى استيراد القرنية من الخارج، وبالتالى ترتفع التكاليف، والتى تصل إلى 20 ألف جنيه. وأشار الطوخى، إلى أن عمى القرنية يعتبر من أسباب العمى فى مصر نتيجة الإصابة بالتهابات، مثل "التراكوما" أو العيوب الخلقية "القرنية المخروطية"، أو بعض العمليات التى تجرى فى العين، أو إصابات العين خاصة فى الأطفال. وأوضح الطوخى، أن العلاج يتم عن طريق أخذ جزء من قرنية المتوفى واستبدالها بقرنية أخرى من البلاستيك، خاصة وأنها عبارة عن جزء غير مرئى، وحجمها أقل من 11 ملى، ولا تؤثر على شكل أو جسم المتوفى، لكن المشكلة تكمن فى أن أهل المتوفى يبدون رفضهم بالتبرع، بالإضافة إلى أن المستشفيات التى تحدث بها الوفاة ترفض إجراء مثل هذه العمليات، نظرا لغياب ثقافة التبرع لدى العاملين، وعدم رغبتهم فى الدخول فى جدال أو نقاش مع أهل المتوفى، من شأنه أن يسبب العديد من المشاكل. وأكد أن ما توفره بنوك العيون فى السنة يصل إلى 100 قرنية، فى حين أن عدد المحتاجين لزراعة القرنيات يصل إلى 150 ألف مريض، الأمر الذى يجعلنا نضطر إلى الاستيراد من الجامعات وبنوك العيون الأجنبية خاصة فى ظل ارتفاع تكلفتها التى تصل إلى 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى مصاريف الشحن والرسوم، ويطالب بنشر ثقافة التبرع عن طريق وسائل الإعلام ووزارة الصحة، وجميع الجهات المعنية لحل أزمة القرنيات فى مصر.