أكثر من20 ألف مواطن مصري يعانون من تلف قرينات عيونهم ويحتاجون لإجراء عمليات زراعة قرنيات جديدة تستورد من بنوك العيون العالمية بمبالغ باهظة وقوائم الانتظار في زيادة. بمعدل يزيد علي ألفي حالة سنويا, في حين أم مايتم من عمليات فعلية قليل جدا لعدم توافر القرنيات والذي يعتمد غالبا علي حوادث السير في الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة وبعض الدول الأخري, لأن الحصول علي قرنيات محلية أمر شبه مستحيل لعدة أسباب, علي رأسها ثقافة المجتمع التي لم تتهيأ بعد لتقبل الحصول علي قرنيات الضحايا بمجرد وفاتهم, كذلك القوانين المنظمة لنقل وزراعة الأعضاء, عموما قائمة الانتظار الطويلة ربما تمتد لعشر سنوات. من هذه الحالات السيدة فوزية محمد55 سنة من محافظة سوهاج والتي ظلت تنتظر لأكثر من5 سنوات ضمن قائمة طويلة من المرضي, وتم اعتماد مبلغ5 آلاف جنيه علي نفقة الدولة تسلمها فعلا احد المراكز الحكومية المتخصصة ويتم استداعاؤها كل عام لاجراء التحاليل اللازمة ثم تعود مرة أخري لبلدتها دون اجراء زراعة القرنية. تثقيف المجتمع وفي تناولها للمشكلة تشير الدكتورة سامية صبري مدير المركز القومي للعيون بروض الفرج بأصابع الاتهام إلي الإعلام كسبب رئيسي لعدم تجاوب المجتمع للتبرع بقرنياتهم حال وفاتهم. وتضيف أن بنوك العيون المصرية تعاني الأمرين لكي تؤدي رسالتها, فعلي سبيل المثال بنك عيون عين شمس أغلق أبوابه لمدة10 سنوات,كذلك أغلق بنك عيون قصر العيني لمدة4 سنوات, وقبل تلك المدة كان البنكان يؤديان رسالتهما علي أكمل وجه, ولم يكن هناك مشكلات في الحصول عي قرنيات محلية من متوفين مصريين حديثي الوفاة سواء في حوادث أو داخل المستشفيات, لأن ذلك كان في ظل القانون رقم103 لسنة1962 والذي تم تحديثه في عام2004 ويسمح من خلاله بالحصول علي القرنيات لمواطنين مصريين, وللعلم أكثر مما يحتاجون لزراعة القرنيات من الطبقات المتوسطة والفقيرة ومع عجز رصيد القرنيات يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك القائمة الطويلة خاصة مع اعادة افتتاح بنك عيون قصر العيني عام2004 وبنك عيون عين شميس اوائل العام الحالي2010, وبنك المركز القومي للعيون بروض الفرج الذي تأسس وافتتح في أكتوبر الماضي2009, وأري ان المرحلة المقبلة يجب ان تكون هناك شراكة بين تلك البنوك ووسائل الإعلام المصرية لتحفيز المجتمع علي التبرع بالقرنيات, وليس لتكرار ماحدث اخيرا بتناول قضية إحدي المواطنات التي توفيت في حادث وتم استئصال القرنيات منها بطريقة قانونية وحسب اللوائح والقوانين. استيراد القرنيات ولم يعد هناك حل سوي الاعتماد علي القرنيات المستوردة خاصة من الولاياتالمتحدة وأوروبا وغيرها, وبالطبع الأغنياء يحصلون عليها في سهولة ويسر سواء اجروا عملياتهم داخل مصر أو بالخارج أما الفقراء محدود والدخل والطبقة المتوسطة وهم الأكثر اصابة فليس أمامهم سوي نفقة الدولة سواء المراكز وبنوك العيون الحكومية أو المؤسسات الطبية الخيرية المتخصصة والتي بدأت تنتهج نهجا جديدا علي أسسس التوءمة والشراكة كبداية لتوسيع دائرة اجراء زراعات القرنيات. وكما يقول الدكتور سليمان عارف المدير التنفيذي لمؤسسة النور مغربي الخيرية: شراكة قرارات نفقة الدولة والمؤسسات الخيرية ومايتم بجميع مراكز العيون المتخصصة في مصر يمكن أن يقلص كثيرا من قائمة الانتظار, ولايتم علي مستوي مصر كلها سوي ألف عملية فقط منذ فتح باب استيراد القرنيات من بنوك العيون العالمية, والقرنية الواحدة تتكلف في المتوسط1500 دولار بخلاف المواد الأخري المستخدمة والتخدير واجرة الأطباء, أي ان التكلفة الكلية لزراعة القرنية الواحدة ترتفع إلي25 ألف جنيه.. اما بالنسبة للاستيراد فيتم بشروط ومواصفات طبية عالمية تضمن خلو المريض والمتبرع من امراض الالتهابات والفيروسات الكبدية والايدز وغيرها من الأمراض, كذلك لابد أن تتسم بمواصفات حيوية تسهم في إطالة عمر القرنية للمريض المنقولة اليه معوقات عمليات القرنية وعن المعوقات التي تعرقل مسيرة عمليات زرع القرنية يضيف الدكتور سليمان عارف: يأتي علي رأسها عدم توافر القرنيات بسعر مقبول محليا وذلك لغياب بنوك العيون الوطنية وان كانت القوانين والتشريعات الأخيرة بالاضافة للآراء الفقهية تسمح بنقل القرنيات من المتوفي, وهذا يصطدم بالموروث الثقافي أو العقائدي أو الديني بأن ذلك حرام أو تجارة بالاعضاء, ويتميز نقل القرنية من متوفي بأن ذلك يتم في خلال6 ساعات بعكس الاعضاء الأخري مثل الكبد والكلي التي تؤخذ من احياء أو بعد الوفاة مباشرة خلال دقائق معدودة وتبقي مشكلة استيراد القرنيات هي الأهم لأن لبنوك العيون العالمية قواعدها في بيع القرنيات, فعلي سبيل المثال البنوك الأمريكية المشهود لها بالجودة العالمية تخصص أفضل القرنيات لديها للزرع لمواطنين داخل الولاية الكائن بها بنك العيون. قرنيات الأطفال وتضيف الدكتورة سامية صبري رئيس مركز العيون القومي بروض الفرج أنه بالنسبة للأطفال فلهم قائمة خاصة بهم لحساسية حالاتهم ولأن طول فترة الانتظار يسبب كسلا في العين المصابة لايمكن علاجه عند الكبر, كما أنهم يحتاجون لقرنيات صغيرة تناسب سنهم. الحلول الخيرية وكترجمة للحلول الفاعلة يقول بهاء صبري وأحمد أبوضيف مديرا تنفيذ المشروع الخيري لزراعة القرنيات: مبادرة الدكتور عاكف المغربي ومحمد أبو العينين لابد أن تكون نواة لمشروع قومي لمساعدة المحتاجين لقرنيات, البداية شملت57 حالة زراعة قرنية تم استيرادها من الولاياتالمتحدة وبمواصفات جودة عالية, ونعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد إقبال المستثمرين ورجال الأعمال لمواكبة هذا العمل الخيري. وعن الحالات التي تم اجراء عمليات زراعة القرنيات تحت هذه المظلة يقول الدكتور محمد حمدي زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو بإنجلترا وبحضور وحدة زراعة القرنية,- كل قرنية تم استيرادها مرفق بها تقرير شامل بحالتها وكيفية الحصول عليها من متبرع علي متوفي حديثا وخال تماما من الأمراض. والحفاظ الشحن والنقل خلال14 يوما بما يضمن الأمن التام, وعن اغرب الحالات يقول د. محمد حمدي: هي حالة فتاة تم اجراؤها منذ ثلاثة اسابيع وعمرها30 عاما تعاني من مرض الدوماتويد أدي إلي تفريغ لإحدي العينين, وتسبب في ذوبان القرنية منذ فترة طويلة, ولما حضرت للكشف تبين ذوبان قرنية العين الأخري وهنا كان التدخل السريع وتم انقاذ العين الثانية بزراعة قرنية لها وعودة الابصار لها. التشخيص هو الحل وتعد حالة شيرين مرزوق دبلوم تجارة من بلقاس دقهلية من الحالات المهمة والتي تقول: اجريت عمليتين في العينين الأولي عام2007 زرع قرنية في العين اليمني والثانية في مارس الماضي بالعين اليسري, وتم انقاذ ابصاري من الفقد واتابع الآن بالمستشفي, والحقيقة أن المبادرة الخيرية القائمة أكثر من رائعة واتمني ان تعم. ويؤكد يونان زكريا من المنصورة بعد أن اجري عملية القرنية لعينه اليمني أن توسيع دائرة مثل هذا المشروع ليشمل كل المراكز المتخصصة ومساهمة رجال الأعمال سيضاعف اعداد من يشمهلم برعايته. معاناة عمر من مدينة رأس البر وتبقي حالة الطفل عمر عبده الحبال معاناة حقيقية تحتاج إلي تدخل المسئولين علي أعلي مستوي, لأن حالة القرنية لديه ليست ككل الحالات, فالطفل الذي يبلغ من العمر عامين فقط ولكنه حالته تحتاج للسفر إلي انجلترا.