أزمة الطلاب المصريين في قرغيزستان.. وزيرة الهجرة توضح التطورات وآخر المستجدات    بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    مجلس القومي للمرأة بالأقصر يدرب 50 من القادة الدينية لتوعية بأهمية القضية السكانية    نقيب المهندسين يشارك بمعرض تخرج طلاب الهندسة بفرع جامعة كوفنتري بالعاصمة الإدارية    الخارجية الألمانية: نحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية    بعد الموقف الأخلاقي مع دونجا، مطالب بتكريم نجم نهضة بركان المغربي    أيمن بدرة يكتب: بطلوا تهريج    غدا، جنايات المنصورة تنطق حكمها على مدرس الفيزياء المتهم بقتل طالب    كم يوم باقي على عيد الاضحى؟ المعهد القومي للبحوث الفلكية يوضح    النائب محمد زين الدين: مشروع قانون المستريح الإلكترونى يغلظ العقوبة    إصابة 8 أشخاص في تصادم ميكروباص بسيارة نقل ب «طريق مصر- أسوان الزراعي»    أخبار الفن اليوم: نجوم العالم يدعمون القضية الفلسطينية بمهرجان كان.. وشيرين عبد الوهاب تقدم بلاغا للنائب العام ضد روتانا    16 كيلو ذهب عيار 24.. 15 صورة جديدة لضريح ومسجد السيدة زينب    وزير الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    التربية النوعية بطنطا تنظم ملتقى التوظيف الثالث للطلاب والخريجين    قصواء الخلالي: النظام الإيراني تحكمه ولاية الفقيه وفق منظومة سياسية صارمة    في أول أسبوع من طرحه.. فيلم الأصدقاء الخياليين - IF يتصدر إيرادات السينما العالمية    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    أخبار الأهلي : أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : هاتوه لو مش عاوزينه وهتتفرجوا عليه بنسخة زملكاوية    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد بعد هجوم ميلي على حكومة سانشيز    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    الرياضية: جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    الأرصاد تحذر من الطقس غداً.. تعرف علي أعراض ضربة الشمس وطرق الوقاية منها    لحرق الدهون- 6 مشروبات تناولها في الصيف    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    أحمد الطاهري: مصرع الرئيس الإيراني هو الخبر الرئيسي خلال الساعات الماضية    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    رئيس الوزراء يشهد افتتاح جامعة السويدى للتكنولوجيا "بوليتكنك مصر" بالعاشر من رمضان.. ويؤكد: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    خالد حنفي: علينا إطلاق طاقات إبداع الشباب والاهتمام بريادة الأعمال والابتكار    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    الصحة تضع ضوابط جديدة لصرف المستحقات المالية للأطباء    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأجيل محاكمة رجل أعمال لاتهامه بالشروع في قتل طليقته ونجله في التجمع الخامس    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    10 ملايين في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    محافظ قنا يتفقد مركز تدريب السلامة والصحة المهنية بمياه قنا    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حل علمي وعملي لمشكلة مدابغ الموت في مصر القديمة
نشر في الأهرام المسائي يوم 27 - 10 - 2010

تمثل منطقة المدابغ في مصر القديمة بؤرة خطيرة من بؤر التلوث البيئي والتي تهدد حياة سكان منطقة مجري العيون والمناطق المحيطة بها بسبب الغازات السامة
التي تنتج عن عملية نقع الجلود وإزالة الشعر عنها ومنها مركبات الكروم السداسي والنيتروزامين وهي مواد تصيب الإنسان بأمراض الكبد والسرطان والرئة‏.‏
ومن هنا ظهرت فكرة نقل المدابغ من مصر القديمة الي خارج الكتلة السكنية في عام‏1952‏ إلا أن قرار النقل مازال حبيس الأدراج وعجزت كل الحكومات المتعاقبة عن تنفيذه علي أرض الواقع رغم الخطورة المستمرة التي يتعرض لها الأهالي كل يوم‏.‏
وقد توصل أحد الباحثين مؤخرا إلي حل يبدو واقعيا لمشكلة تلوث المدابغ التي تحوي قرابة ال‏320‏ مدبغة مقامة علي مساحة‏65‏ فدانا تنتج‏75%‏ من الجلود التي تعتمد عليها صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية في مصر‏..‏ يقدم هذا البحث فكرة لاستخدام أنزيمات خاصة تقضي علي نسبة كبيرة من المخلفات الملوثة للبيئة في عمليات الدبغ التقليدية‏.‏
الأهرام المسائي يفتح ملف منطقة المدابغ ويطرحه للمناقشة خاصة وأن هناك قرارا تم اصداره من قبل الحكومة الحالية بنقل المدابغ إلي منطقة الروبيكي بمدينة بدر علي بعد‏45‏ كيلو مترا من القاهرة علي طريق القاهرة السويس ولكن ضل هذا الاقتراح طريقه إلي التنفيذ فهل تجد قضية التلوث البيئي بالمدابغ من يهتم بها في محافظة القاهرة رأفة بصحة المواطنين؟
يقول الدكتور عبد المحسن صابر أستاذ كيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية‏,‏ وخبير الأنزيمات لصناعة الجلود‏:‏ بالرغم من عراقة هذه الصناعة في مصر وتميز جلود الحيوانات المصرية علي مستوي العالم إلا أنها تتدهور بسرعة مخيفة‏,‏نظرا للتشبث بالتكنولوجيا المغرقة في القدم‏,‏ بينما تستخدم الدول الرائدة في هذا المجال كايطاليا وأسبانيا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة تكنولوجيا الانزيمات بكل ماصاحبها من تطور علمي مذهل‏,‏ وينعكس ذلك بوضوح علي نوعية المنتج والذي لايمكن لمنتجنا المحلي أن ينافسه بحال من الأحوال مشيرا إلي أن الأخطر من كل هذه المخاطر الكارثية البيئية التي تسببها الطريقة التقليدية القديمة‏,‏
والتي جعلت من صناعة الجلود في مصر صناعة توصف بأنها قذرة لأنها أكثر الصناعات اضرارا بالبيئة عند نقع الجلود وإزالة الشعر حيث يتم استخدام كميات كبيرة من الكيماويات مثل المقللة للنشاط السطحي وكبرتيد الصوديوم والجير‏,‏ التي تولد العديد من الغازات السامة‏,‏ مثل كبريتيد الهيدروجين وأكاسيد الكبريت فضلا عن مركبات النيتروز أمين وهو مادة سرطانية قياسية‏,‏ ومركبات سامة أخري تكون ذائبة في الصرف السائل‏..‏وأضاف إن إبحاث العالم الأمريكي ريتشارد سكانلان والتي أجريت خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي أكدت الخطورة الشديدة للنيتروز أمين ومركباته والتي تتسبب في سرطان الكبد والرئة‏,‏ أما غاز كبريتيد الهيدروجين فانه عند تركيز نصف في المائة يتسبب في شلل عضلات الرئة والقلب علاوة علي سمية مخلوط غازات أكاسيد الكبريت وبعض المواد الأخري في خطوة الدباغة والتي هي أيضا مسرطنات قوية للغاية‏.‏
ويؤكد د‏.‏ عبد المحسن لدينا بمصر أكثر من‏350‏ مدبغة مرخصة بخلاف غير المرخصة بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة والمكس بالاسكندرية‏,‏ وتضم أكثر من عشرين الف عامل‏,‏ وطاقتها الانتاجية من الجلود‏120‏ مليون قدم مربع في العام تقريبا‏,‏ فضلا عن المخاطر التي يتعرض لها العمال فالكثير منهم يعاني من أمراض تنفسية كما أن باقي سكان القاهرة والاسكندرية وزوارهما ليسوا بعيدين عن هذه المخاطر وبالتالي فإنه لامفر من الاتجاه للتكنولوجيا الحديثة لكي نحافظ علي هذه الصناعة العريقة التي بدأت مع فجر التاريخ في مصر وظلت إلي يومنا هذا وحتي نصنع منتجا منافسا وبقوة للمنتجات الجلدية الأوروبية والأمريكية والهندية كما ونوعا‏..‏وهذا الاتجاه يوفر زيادة في المنتج النهائي بنسبة‏2%‏ عن الطريقة التقليدية التي تسبب عيوبا تنعكس علي منتج الجلد النهائي‏,‏ مثل تشوه طبقة الجلد الأساسية وضعف قابلية الشد‏,‏ وفقد المرونة والتشققات ورداءة القابلية للصباغة موضحا ان استخدام الانزيمات كبديل لهذه الكيماويات في هذه العمليات يمثل تكنولوجيا آمنة نظيفة تحقق جدوي إقتصادية في عملية نقع الجلود أو ازالة الشعر تجعل العائد الاقتصادي لاستخدام منتجنا من المخلوط الانزيمي مرتفعا حيث يتم الاستغناء عن المواد المقللة للنشاط السطحي والتي يصل ثمن الطن منها‏3750‏ جنيها ويحتاج كل خمسين قدما مربعا من الجلد إلي‏200‏ لتر محلول هذه المادة مع استخدام الأنزيم المستورد المحمل علي كربونات الكالسيوم بما قيمته‏120‏ جنيهات أي بتكلفة اجمالية‏905‏ جنيها‏,‏ علي أن استخدام منتجنا من المخلوط الانزيمي في الخطوة نفسها لا يتطلب استخدام محلول المادة المقللة للنشاط السطحي وتحتاج كل خمسين قدما مربعا إلي أربعين جراما من ذلك المنتج بقيمة‏80‏ جنيها فقط‏,‏ ويضيف د‏.‏ عبدالمحسن أما خطوة ازالة الشعر فإن كل خمسين قدما مربعا تحتاج إلي كيماويات كبريتيد الصوديوم والجير بما يوازي‏20‏ جنيها‏,‏ مع محلول المادة المقللة للنشاط السطحي بما قيمته‏825‏ جنيها أي باجمالي‏845‏ جنيها‏.‏
ويقول تمثل تكلفة استخدام الانزيمات فارقا بسيطا عن تكلفة الطريقة التقليدية الا أن ذلك يتلاشي مع تحقيق عائد أفضل لجودة المنتج النهائي وتميزه بجميع المواصفات المطلوبة‏,‏ وسعر بيع منتج الجلد النهائي ذي الجودة العالية يحقق عائدا اقتصاديا مؤكدا‏.‏
يوضح انه تم تحضير المخلوط الانزيمي المطلوب بقسم كيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية بالتعاون مع كل من قسم كيمياء المواد الدابغة وتكنولوجيا الجلود‏,‏ وشركة القاهرة لتجارة وتسويق كيماويات الجلود‏,‏ والذي تأكدت فعاليته العالية وتفوقه علي الكيماويات التقليدية المستخدمة في ازالة شعر الجلود‏!‏
وبذلك فان المشروع المقترح يهدف إلي انتاج المخلوط الانزيمي علي مستوي المخمرات بتكنولوجيا سهلة ورخيصة وآمنة وفي صورة قابلة للتطبيق علي المستوي الصناعي‏.‏
ويضيف بدأ العمل في هذا المشروع الانتاج نصف الصناعي لمخلوط فعال زهيد الثمن من انزيمات البروتييز المناسب لعمليات نقع وازالة شعر الجلود بداية عام‏2000‏ في مشروع داخلي بالمركز أسفرت نتائجه عن نجاح التطبيق علي المستوي المعملي وتحديدا في‏10‏ 4‏ 2006,‏ انطلق برنامج الاستراتيجية القومية للتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية واختير المركز القومي للبحوث كمركز متميز لهذا البرنامج ودعي أصحاب المشروعات ذات الأهمية التطبيقية القصوي لطرح مشروعاتهم‏,‏ وكان هذا المشروع واحدا منها وتم اختياره كأحد المشروعات المهمة‏,‏ وتبع ذلك فترة سكون‏,‏ امتدت إلي‏7‏ 5‏ 2007,‏ حيث انعقدت بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ورشة عمل لمناقشة المشروعات المقترحة‏,‏ امام لجنة علمية علي أعلي مستوي من المتخصصين في مجالات هذه المشروعات فهم إما أساتذة جامعيون أو قادة في مجال الصناعة‏,‏ أو الصحة حيث طبقت أعلي معايير التقييم قسوة وصرامة ومن اثني عشر مشروعا تم اختيار عشرة ابحاث علي رأسها هذا البحث وبعد إجراءات كثيرة كان آخرها الاتفاق مع اللجنة المنظمة للتمويل الاربعاء‏2007/6/14‏ بمبني الأكاديمية علي قيمة التمويل للانطلاق فورا للعمل بالمشروع‏.‏
ويؤكد الدكتور عبدالمحسن أنه بعد كل هذا وفي‏2007/8/16‏ خرجت علينا مفاجأة مدوية من الأكاديمية بالاعتذار عن اختيار هذا المشروع‏,‏
وفي‏2007/9/12‏ كانت هناك زيارة للوزير هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وكانت لمحة خاطفة لعرض هذا الأمر عليه‏,‏ وبعد معرفة جميع التفاصيل والملابسات وعد بأن يبحث هذا المشروع لاتمامه‏,‏ بأقصي سرعة‏,‏
ويضيف أنه وبعد مرور ثلاث سنوات‏,‏ يطرح السؤال نفسه بقوة لماذا تدار الأمور هكذا؟ مما يفرغ منظومة البحث العلمي كاملة من مضمونها فتصبح غير ذات قيمة أو شأن يذكر‏,‏ ومن المسئول عن ترك صناعة تدار بطريقة تزيد أعداد المصابين بالسرطان بشكل مخيف وأمراض أخري‏,‏ وتزيد تدهور البيئة بهذا الوطن‏,‏
ويقول الدكتور نبيل خميس أستاذ كيمياء المواد الدابغة وتكنولوجيا الجلود وأمين اللجنة العلمية للكيمياء العضوية‏.‏
بعد اجراء الكثير من التحاليل والاختبارات المعملية تأكد لنا في عملية دباغة الجلود بمنطقة المدابغ بمصر القديمة باستخدام مادة كبريتات الكروم القاعدية لدباغة الجلود‏,‏ وفيها يتم اتحاد عنصر الكروم مع الألياف البروتينية المكونة للجلد بأنواعه المختلفة فينتج الكروم السداسي ويضيف لا يتم تثبيت نسبة الكروم المستخدم بنسبة‏100%‏ وبالتالي الجزء المفقود والذي لا يتم تثبيته يصرف مع المياه إلي بالوعات الصرف الصحي ومنه للأسف الشديد إلي نهر النيل ويوضح د‏.‏ نبيل لا توجد معالجات للمياه الناتجة عن هذا التصنيع بالمدابغ وبالتالي يتلوث نهر النيل بهذه المياه المستخدمة في الدباغة وهي كميات هائلة تصنف كالتالي لكل حوالي كيلو جرام من الجلد الخام‏40‏ إلي‏50‏ لتر مياه ويقدر انتاج مصر من الجلود حوالي‏40‏ مليون طن أو‏120‏ مليون قدم مربع تقريبا وهو المقياس الذي يتم التعامل به‏,‏
فتقدر النسبة بحوالي مليار متر مكعب من المياه الملوثة تلقي بالنيل سنويا لعدم وجود تنقية لمصارف المياه بالمدابغ‏,‏ والمشكلة أن الكروم أو أي عنصر من العناصر الثقيلة يحظر أن تزيد نسبته من بضعة أجزاء من المليون في جسم الانسان‏,‏ واذا زاد علي ذلك كان سببا للكثير من أمراض الأورام والفشل الكلوي مشيرا إلي أن الكروم السداسي معروف علميا بأنه من المواد المسببة للأمراض السرطانية وبالتالي وجوده في المياه مصدر خطر للغاية ويري أن وسائل التنقية لمياه النيل لا تزيل أو تطهر الكروم السداسي من المياه بنسبة‏100%‏ ويبقي جزء من العنصر ذائبا بالمياه‏,‏ يتسرب لمياه الشرب وبالتالي يشكل بؤر تلوث كبيرة‏,‏ فوسائل إزالة العناصر الثقيلة تتطلب استخدام أنواع خاصة من الراتنجات الأيونية وهي غير متوافرة بمحطات تنقية المياه لارتفاع تكاليفها الباهظة حيث يتكلف اللتر حوالي‏300‏ جنيه‏!‏
ويري أن استخدام هذه الأنواع من الراتنجات يتسبب في إزالة الأجزاء القليلة من الصوديوم والبوتاسيوم من المياه التي يحتاجها الإنسان ولذلك فإن الوقاية خير من العلاج فالأصل ان نمنع القاء المياه او تصريفها إلي النيل ثم نبحث بعد ذلك عن وسائل للتنقية والتطهير‏,‏ فتنقية مياه الصرف الصناعي بصفة عامة مشكلة قد تلتزم بعض المصانع بها وقد لا تلتزم‏,.‏
ويلفت د‏.‏ نبيل إلي امكانية الاستفادة واستخدام بعض كميات المياه المهدرة والملوثة بعد معالجتها لزراعة غابة من أشجار الأخشاب تعفي مصر من استيراد كميات هائلة منها بدلا من تركها تلوث المياه المستخدمة في الزراعة والشرب ويوضح ان ما يعوق نقل مدابغ مصر القديمة‏,‏ عدم تقديم محفزات قوية تغري أصحاب المدابغ بالانتقال‏,‏ وفي بعض البلاد مثل الهند وتركيا التي كانت بها مدابغ شبيهة بمدابغ مصر القديمة تم نقلهم بمحفزات‏,‏ وتسويات قوية اغرتهم للانتقال واوقفوا التلوث‏.‏
مشكلة عالمية
ويقول أ‏.‏ د‏.‏ حسين خالد استاذ الأورام ونائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث ان السرطان أصبح مشكلة عالمية وقومية‏,‏ ويدل علي ذلك تزايد اعداد الإصابة به‏,‏ فحسب منظمة الصحة العالمية اشارت إلي‏10‏ ملايين حالة علي مستوي العالم سنة‏2000,‏ وتتوقع المنظمة ان يزيد العدد إلي‏16‏ مليونا عام‏2020‏ وللأسف اغلب هذه الإصابات ستكون من نصيب الدول النامية ومنها مصر‏,‏ ويرجع ذلك لأسباب عامة وهي تفشي بعض الأمراض المعدية مثل الفيروس الكبدي‏(C.D)‏ وبعض أنواع الفيروسات والطفيليات الأخري‏.‏
وأيضا التدخين بجميع أنواعه خاصة الشيشة بالإضافة إلي تلوث البيئة‏,‏ من الهواء والماء او الغذاء والتربة وايضا نمط الحياة المختل من قلة ممارسة الرياضة البدنية‏,‏ والعادات الغذائية السيئة‏,‏ بالإضافة إلي ازدياد متوسط اعمارالمصريين‏,‏ لأن أحد تعريفات مرضي السرطان المرضي المتقدم فكلما زاد عمر الإنسان زادت نسبة اصابته بالمرض‏,‏ وفي مصر للأسف الشديد يوجد جانب كبير من الأسباب السابقة منتشرا بالفعل‏.‏
ويوضح‏,‏ لان حدوث الإصابة بالسرطان يتطلب ذلك التعرض لتركيزات معينة موجودة ولمدد طويلة‏,‏ اي يتعرض لها الإنسان فترة كبيرة‏,‏ بمعني أن عامل المدبغة ان اتعرض لأربع أو خمس سنوات لمركزات وملوثات كيميائية معينة من الممكن ان يصبح عرضة للإصابة وهكذا ملفتا إلي أن الاستعداد الوراثي لتقبل الإصابة بالسرطان تلعب دورا مهما‏,‏ لذا فإن الوقاية مطلوبة جدا ولابد ان ندافع عنها ضد التلوث البيئي المحيط بنا ولابد من توافر القياسات العالمية المتعارف عليها عالميا في التعامل مع المواد الكيماوية لانها تضر الإنسان والحيوان والنبات‏,‏ وعن زيادة الإصابة بمرض السرطان يقول د‏.‏ خالد هناك زيادة حقيقية نظرا لتفشي أسباب السرطان عالميا‏.‏
وزيادة ظاهرية نظرا لان الكثيرين كان يعيشون ويموتون بالمرضي دون ان يعلموا بالإصابة‏.‏
بالإضافة إلي أن معدل اكتشاف المرض زاد نظرا للتقدم العملي‏.‏
أنواع مبكرة
يضيف د‏.‏ خالد أن المعدل العالمي لنسبة السرطان‏,150‏ إصابة جديدة لكل مائة الف نسمة كل عام‏,‏ ومتوسط نسبة الشفاء يختلف حسب نوع الورم وحسب مرحلة انتشاره في الجسم وبالتالي هناك أنواع مبكرة تصل نسبة الشفاء بها إلي‏90%‏ وفي انواع اخري مراحل متأخرة تقل نسبة الشفاء إلي صفر أو‏5%‏ فمتوسط معدل الشفاء في دول متقدمة مثل أمريكا‏66%‏ والنسبة لمصر تتراوح ما بين‏50%‏ حسب النوع وحسب المرحلة ويتردد علي معهد الاورام‏20‏ ألف مريض جديد كل عام وتبلغ عدد الزيارات‏150‏ ألف زيارة سنويا‏.‏
وتتوقف الإصابة علي الاستعداد الوراثي للمريض‏,‏ وكمية المادة التي تعرض لها وعدد فترات التعرض‏.‏
تقول د‏.‏ سهير ابوالعلا استاذة تكنولوجيا معالجة المخلفات السائلة والدراسات البيئية‏,‏ ان منطقة مدابغ مجري العيون بمصر القديمة جنوب القاهرة تمثل أكثر من‏75%‏ من انتاج الجلود المدبوغة في مصر وهي من أقدم الصناعات وربما يرجع تاريخها إلي عهد القدماء المصريين والتقنية الموجودة حاليا في هذه المدابغ ترجع إلي مائة عام أو اكثر وعلي الرغم من التطور الكبير في هذه الصناعة عالميا إلا أن عددا محدودا للغاية من المدابغ الكبيرة في مصر التي طورت من التنقية المستخدمة‏,‏ لذا فنوعية الجلد المنتج مازالت لا تضاهي المواصفات العالمية مما تسبب في عدم منافسة هذه الصناعة في السوق العالمية‏.‏
صناعات ملوثة
تشير د‏.‏ سهير الي ان هذه الصناعة من الصناعات الملوثة للبيئة حيث ينتج عنها مخلفات سائلة وصلبة وغازية تؤثر سلبا علي العاملين‏,‏ كذلك علي البيئة المحيطة والإنسان‏.‏وتوضح في هذه المنطقة حوالي‏320‏ مدبغة مسجلة بالغرفة التجارية لصناعة الجلود علي مساحة تقدر بحوالي‏65‏ فدانا لانتاج الجلود ومائة فدان لانتاج الصمغ والورش المساعدة علاوة علي وجود العديد من المدابغ الصغيرة غير المسجلة‏.‏
وتقول د‏.‏ سهير إن هذه المدابغ توجد في منطقة عشوائية سكنية غير مؤهلة لأن تكون منطقة صناعية علي الإطلاق فلا توجد المساحات الكافية أو حتي الطرقات المؤدية إليها ولا توجد البنية الاساسية لأن تكون منطقة صناعية ويوجد العديد من هذه المدابغ الصغيرة منتشرة بين المنازل الآهلة بالسكان‏.‏
مواد عالقة
وتضيف أنه رغم وجود شبكة للصرف الصحي بالمنطقة إلا أن المخلفات السائلة الناتجة عن هذه الصناعة تحتوي علي مواد عالقة بتركيزات عالية تتسبب في انسداد وطفح المجاري داخل المنشآت وخارجها‏,‏ ايضا تمثل المخلفات الصلبة مصدرا رئيسيا للتلوث في هذه المنطقة‏.‏
وتنبه إلي أن الأبحاث التي أشرفت عليها اثبتت تعرض العاملين بالمدابغ لغاز كبريتيد الايدروجين ايضا بالإضافة إلي تأثيره علي صحة الإنسان يساعد علي تآكل المواسير وشبكة الصرف الصحي وله تأثير سام علي النشاط البيولوجي في محطة معالجة المخلفات السائلة كما تسبب المخلفات ايضا في انسداد مواسير الصرف نتيجة المواد العالقة الناجمة عن الدباغة من مواد عضوية وغير عضوية وشعر وزيوت وشحومات وبالتالي طفح المياه في داخل المنشأة وفي المنطقة المحيطة بها‏.‏
بالإضافة إلي ترسيب ايدروكسيد الكروم في المواسير مما يزيد من الانسداد داخل المواسير وممايؤدي إلي الطفح باستمرار ونتيجة لسوء استخدام المياه في المدابغ وعدم ترشيدها علاوة علي الزيادة العشوائية في عدد السكان ويؤدي ذلك إلي زيادة التصرفات الفعلية عن التصميمية‏.‏
وتضيف إن زيادة مؤشرات تلوث المخلفات الصلبة والسائلة عن حدود القوانين البيئية يمثل مصدرا آخر للتلوث حيث تلقي في شبكة الصرف العمومية لمدينة القاهرة والتي يحكمها القانون‏93‏ لسنة‏1962‏ والقرار الوزاري المعدل‏44‏ لسنة‏2000.‏
إجراءات
وتؤكد انها قدمت اجراءات مقترحة لتحسين الوضع البيئي للمنطقة للحد من التلوث وخفض الأحمال الملقاة علي الشبكة العمومية‏,‏ وهذه المقترحات يعتمد تنفيذها علي الموارد المالية المتاحة ووجود مساحة كافية بالإضافة للمخطط العام للوضع القائم بالمنطقة وخلافه وتشمل تركيب مصاف لحجز المواد العالقة وانشاء بيارات ترسيب وتجديد شبكة المجاري القائمة لتهالكها الشديد او انشاء خطوط منفصلة للصرف الصناعي والحد من مشكلة المخلفات الصلبة‏.‏
وتوصي د‏.‏ سهير بمعالجة الكروم من المنبع واسترجاعه واعادة استخدامه في الصناعة مرة أخري‏,‏ وضرورة تطبيق القرار الوزاري‏44‏ لسنة‏2000‏ الخاص بالبيئة‏,‏ وخفت رمي مياه الصرف بالنيل‏,‏ وأكدت انها تجمع بمحطة حلوان ومنها إلي منطقة بحر البقر بالقرب من الاسماعيلية‏.‏
المدابغ من الداخل
يقول سيد جبرة عامل تحنيط او تخليل‏,‏ انه خلال مرحلة التحنيط ويطلق عليها التخليل تستخدم المياه بنسبة تتراوح من‏50‏ إلي‏70%‏ من وزن الجلد‏,‏ ويضاف كلوريد الصوديوم‏,‏ وحامض الفورميك‏,‏ وحامض الكبريتيك مع المياه ليقل وزن الجلد بعد هذه المرحلة‏20%,‏ يضيف ان أصحاب المدابغ الكبيرة هم المصدرون وفي الوقت نفسه اغلبهم اعضاء بغرفة دباغة الجلود‏,‏ ولهم صفة حكومية او رسمية‏,‏ وهم المسئولون والسبب الرئيسي للتلوث‏,‏ لأنهم يضيفون مادة كيماوية تستورد من ايطاليا والمانيا‏,‏ او أكثر من دولة بمسميات مختلفة‏,‏ تضاف للكروم في مراحله النهائية عند التعامل مع الجلد‏,‏ مباشرة او في بداية اضافة الكروم علي حسب كمية الجلد‏.‏
وبمجرد تفاعلها مع الكروم تصدر عنها غازات كثيفة وأبخرة تتصاعد بسرعة عنيفة يستقبلها العامل مباشرة ويستنشقها برئتيه حسب كمية الجلد التي امامه ومن الممكن ان يتوفي في الحال إذا كان غير محترفا‏.‏
ويضيف ان هذه المادة السيئة هي سبب كل المآسي بالمدابغ‏.‏
يوضح هاني كونتا عامل شطف وهي احدي المراحل قبل إجراء عملية الدباغة انه يجب غسيل الجلد بالإضافة بيكربونات الماغنسيوم لتفتيح مسام الجلد لاستقبال الكروم‏.‏
يقول إن كل من بالمدابغ يعلم ان المصدرين هم من يستخدمون مادة تصيب بالسرطان‏.‏
مضيفا انهم في احتياج شديد ولا يستغنون عن هذه المادة لئلا يتعفن الجلد‏,‏ لأن الجلد إذا ترك بالهواء او إذا اغلق عليه المخزن يصيبه العفن فهذه المادة تحميه‏,‏ لأن الشحنة المصدرة من مصر القديمة حتي تصل لأي عميل خارج البلاد تستغرق من شهر ونصف إلي شهرين
ويضيف نحن مغلوبون علي أمرنا وكثير من زملائنا أصيب بتحجر بالرئتين وغيرهم يتردد علي معهد الأورام ولكن ما باليد حيلة‏,‏ يؤكد نحن لا نهتم اذا كانت المياه المنصرفة إلي الصرف تذهب إلي النيل أولا تذهب‏,‏ وما يهمنا أننا نموت ببطء وكل ما نعرفه أننا نستخدم كميات مياه كبيرة جدا للوصول بالجلد بأجود صورة للعميل الأوروبي وتذهب الدولارات لخزينة مالك المدبغة‏.‏
ويقول سيد السمالوطي عامل ازالة الشعر والتجيير أنه يضيف الأجزاكبريتيد الصوديوم مع الجيرالحي إلي حوالي‏200‏ إلي‏300%‏ مياه من وزن الجلد‏,‏ ثم يدور البرميل لمدة نصف ساعة ويتوقف لمدة ساعتين لضمان نفاذية المواد الكيماوية إلي مسام الجلد وانتفاخه حتي يسهل إزالة الشعر وتستغرق هذه العملية‏24‏ ساعة ثم يفرغ البرميل علي الأرض‏,‏ يضيف يلي هذه العملية إزالة الجير وتتم باضافة المياه بنسبة‏300‏ إلي‏400‏ من وزن الجلد والكيماويات المستخدمة في هذه العملية تتكون من كلوريد الأمونيوم‏,‏ كبريتات الألمونيوم الصابون‏,‏ والاوربون وتستغرق هذه العملية‏24‏ ساعة وسط روائح تغشي الأعين وغبار علي الجلد ولن أذكر الأنف لأني فقدت حاسة الشم اصلا‏,‏ ويقول ان الكروم هو المادة السامة التي يتأذي منها كل من المدابغ بالاضافة لمواد كيماوية أخري تمتليء بها المخازن‏,‏ بالمدابغ وخارجها ومتناثرة منها البراميل والأكياس والعبوات المختلفة فالكروم معبأ مثل شيكارة الأسمنت بها حوالي‏25‏ كيلو ويبدأ سعرها تقريبا من‏100‏ جنيه علي حسب الدولة المستورد منها ويضيف يومية العامل تتراوح من‏30‏ إلي‏35‏ لتصل إلي‏40‏ جنيها وأغلب فترات العمل تبدأ‏9‏ صباحا حتي السادسة مساء ومن يتقاضي أجرا‏45‏ جنيها يتم استغلاله حتي التاسعة أو العاشرة ليلا حتي يمتص دمه صاحب العمل فيضطر الي ان يرتاح وسط الأسبوع ومن يعترض أو يطلب إضافة‏5‏ جنيهات اضافية فقط يرفض طلبه ويطرد من العمل ويأتي بغيره ممن يتكدسون علي الأرصفة من عمال التراحيل العاطلين وهم كثرو يؤكد أن المياه المنصرفة من الدباغة مع غيرها من المواد الذائبة والمخلفات المختلفة خاصة السوائل الكيماوية منها‏,‏ توجد ببعض المدابغ بها خطوط صرف من أكثر من‏80‏ أو‏90‏ عاما لم تتغير ولابد أنها تصرف في النيل لانها لو صرفت بالشبكات العادية لانفجرت كما حدث لغيرها وتم استبدالها ولكنها تعمل حتي الآن ولم تنسد إلا نادرا‏,‏
ويقول أن مهمة الكبار أو المصدرين أن يخرجوا الجلد نظيفا للمستوردين بأوروبا وكل مراحل التنظيف ومراحل اعداد الجلد‏,‏ والكروم وغيره يبقي لنا ليصل لهم الجلد نقيا من الأمراض ونسمع في بعض الأوقات أن شحنات تم استيرادها لدباغتها ثم العودة لتصديرها ثانية‏.‏
يضيف انه يتمني أن يبيع بيته لأي صاحب مدبغة كما فعل بعض جيرانه وهي ظاهرة موجودة بالمكان الآن‏,‏ ويهرب من المنطقة في أقرب وقت قبل أن ينتهي أجله في اي لحظة لأنه بدأت تظهر أعراض المرض علي أسرته الصغيرة اثر تلوث المكان‏.‏
ومن جانبه نفي ممدوح ثابت مكي رئيس شعبة أصحاب المدابغ وتجارة الجلود أن يكون بمراحل الدباغة ما يسبب أي أمراض وأن ذلك كان منذ فترة بعيدة جدا‏,‏
يقول ان الدولة بها رقابة شديدة علي استخدام أي مواد كيماوية تتسبب أو تصيب بالأمراض وتطبق قوانين فعالة لحظر ذلك‏,‏ فمصر ليس بها كروم‏,‏ ونحن كأصحاب مدابغ ومصدرين للجلود نستورده من المانيا وايطاليا تحديدا وهما من الدول الحريصة علي البيئة‏,‏ وبالتالي لن يصدر لهما منتجا مخالفا للمواصفات ويؤكد أن معظم الجلود يتم تصديرها للخارج ولا يمكن تصدير جلود بها مواد ضارة بالصحة‏,‏
فهناك رقابة بالجمارك علي ذلك ولا يمكن تخطيها ولن يسمح بتصدير الجلود إذا كان بها أي أمراض سرطانية‏.‏
يضيف أن عملية ازالة الشعر للجلود تستخدم فيها مادتا‏,‏ سولفايد والجير المعروف وهما لا يسببان أي أمراض‏,‏
يقول أحمد حربي أحد أصحاب المدابغ الكبري بالمنطقة ليس حقيقيا ما يقال أن الدباغة تسبب الأمراض السرطانية أو التلوث بدليل حصول العديد من المدابغ علي شهادة الأيزو لجودة منتجاتها التي تصدرها لكل دول الاتحاد الاوروبي وأمريكا الجنوبية والشمالية والصين أيضا‏,‏ ويؤكد أن بعض المدابغ الصغيرة أو العشوائية من الممكن ألا تلتزم بالمعايير الصحيحة للدباغة‏,‏ وقد ينجم عن ذلك تلوث ولكن‏,‏ من يعمل بالتصدير يلتزم بالمعايير الصحية‏.‏
يضيف ان الكيماويات المستخدمة تستورد من أوروبا الملتزمة بيئيا وأن كل شحنة نصدرها تتم تحت اشراف الدولة ويصدر لها شهادة صحية من وزارة الصحة‏,‏ وترسل عينات للوزارة التي تعطي موافقاتها طبقا للمواصفات الأوروبية أو الصينية أيا ما كان بخلاف موافقة الجمارك علي التصديرويضيف ان ما يؤخرنقل المدابغ لمنط الروبيكي ضعف التمويل ونأمل أن يكون بالروبيكي سكن لعمال كل مصنع سيتم نقله‏,‏ ويضيف أنه من الصعب حصر الكمية المصدرة شهريا من المدابغ وأنه كلما ارتفع سعر اللحوم قل الذبح وبالتالي قل الجلد وارتفع سعره‏,‏ كما أن شاحنة كونتر التصدير‏20*20‏ مترا يصدر عليها حوالي من‏1200‏ إلي‏1750‏ قطعة حيوان جلد‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.