بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد المصابين بالعمي في مصر إلي900 ألف مصاب وثلاثة ملايين آخرين مصابون بضعف الإبصار الأمر الذي دق ناقوس الخطر داخل المجتمع المصري لينذر بكارثة تهدد أكثر الاعضاء حساسية وهي نعمة الابصار التي انعم الله بها علي الانسان ليطرح في اذهاننا سؤالا عن أسباب انتشار المرض وطرق الوقاية منه وهل الفقر وضعف الدخل لدي الأسرة المصرية والذي يحرمها من العلاج يعد سببا في انتشار المرض؟ وما هو دور الدولة للحد من انتشاره وتوعية المصريين بمدي خطورته؟ في البداية يقول دكتور علي المضواحي المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية في المكتب الاقليمي بالقاهرة إن هناك285 مليون حالة تعاني من ضعف الابصار منهم3 ملايين حالة في مصر بالاضافة إلي900 ألف حالة أخري تعاني من العمي وهي تقديرات وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, مشيرا إلي أن المياه البيضاء هي أبرز أسباب الاصابة بالعمي لدي الغالبية منهم مع انه من الممكن أن تعالج بجراحة بسيطة وغير مكلفة وخلال ربع ساعة فقط ويأتي بعدها الجلوكوما أو المياه الزرقاء ثم خلل الانكسار في الرؤية بالاضافة إلي التهابات العين أو التراكوما, بخلاف اعتلال الشبكية السكري والذي يحدث لدي مرضي السكري, مضيفا إن ضعف الخدمات العلاجية المقدمة في المناطق النائية وعدم إجراء العمليات الجراحية للمصابين بالمياه البيضاء خاصة هو السبب الرئيسي في انتشار العمي والذي يحدث غالبا بعد عمر الخمسين وهي الفئة التي تحتاج إلي اهتمام ورعاية صحية علي المستويين المحلي والوطني. ويضيف أن منظمة الصحة العالمية تقوم بترويج طرق الوقاية وتوفير العلاج وفق امكانياتها للمناطق النائية بمختلف انحاء الجمهورية وتسعي لتعزيز أدوار الشركاء من المؤسسات المدنية والتي ينبغي أن يكون لها دور مؤثر في حماية المواطنين حيث إذا توافرت الماديات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية فبإمكاننا تفادي60% من نسبة العمي وذلك بتوفير الأدوية والمضادات الحيوية اللازمة للعلاج, مطالبا مرضي السكري بضرورة إجراء الفحص الدوري للاطمئنان علي حالتهم وتجنب الاصابة بالعمي, لافتا إلي أن13 أكتوبر من كل عام وهو يوم الابصار العالمي يتم فيه حشد للمؤسسات الحكومية والرسمية ليتم الإعلان عن حجم المشكلة والذي من خلاله تم افتتاح وحدة جديدة لجراحة العيون بالتعاون مع وزارة الصحة وأي محافظة ترغب. ويؤكد دكتور عصام الطوخي أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة والمدير السابق لبنك العيون بروض الفرج أن مرض التراكوما ينتشر بين الطبقات الفقيرة نتيجة للتلوث وانتشار الذباب والباعوض وعدم غسل الأيدي والوجه بصورة دائمة مما يتسبب في الاصابة بالميكروب وتليف الملحمة والذي يعتمد في علاجه علي رفع المستوي الاجتماعي والنظافة والوعي بالاضافة الي استخدام بعض انواع المضادات الحيوية وعمليات زرع القرنية والتي للاسف تكون مكلفة جدا وذلك نتيجة عدم وجود ثقافة التبرع لدي المصريين حيث يتم الاعتماد في بنك العيون علي حالات التبرع فقط من خلال المتبرعين الذين يوصون بذلك عند وفاتهم فيتم انتزاعها بعد6 إلي22 ساعة من حدوث الوفاة لان الاعضاء البشرية لا يمكن انتاجها وبذلك يمنح شخص اخر الابصار ولكن نتيجة ضعف الاقبال يضطرون الي استيراد القرنية من الخارج وبالتالي ترتفع التكاليف والتي تصل إلي20 ألف جنيه. ويشير الدكتور أحمد عساف استاذ مساعد طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس وزميل كلية الجراحين الملكية أن الرمد الحبيبي من الأمراض المستوطنة في مصر ودول الشرق الاوسط بكثرة ومن أبرز علاماته وجود سحابات علي القرنية من الممكن أن تؤدي إلي العمي كما أن انتشار مرض السكري بنسبة عالية وراء ارتفاع أعداد الاصابة لكونه يحدث تليفات وأنزفة في شبكية العين إضافة إلي الضمور في العصب البصري, أما عن أسباب الاصابة بضعف الإبصار فيقول إنه يحتاج المريض إلي الفحص عن طريق الطبيب المختص وليس بائع النظارات كما يفعل البعض وهو من ضمن الأخطاء الشائعة لكي يقوم الطبيب بشرح أوقات استعمال النظارة حسب درجة الضعف لديه وتحديد نوع العدسات اللاصقة المناسبة وغير الضارة, مضيفا أن التعرض الدائم لاشعة الشمس الضارة وضعف التغذية من أهم الأسباب. ويؤكد الاستاذ محمد فريد المسئول الاعلامي بجمعية الاورمان أن للجمعية نشاطا في مجال العيون ومساعدة المكفوفين كجزء من أنشطتها الصحية والتي استطاعت من خلاله إجراء3400 عملية جراحية خلال ثلاث سنوات للمحتاجين ما بين تصحيح نظر وإعادة مسار العين والشبكية وزرع قرنية وغيرها من خلال التبرعات المادية, بالإضافة إلي عمل قافلة للكشف علي400 حالة من مرضي العيون في مصر والتي تبين بعد عمل مسح لها ان هناك ما يزيد علي76% منهم بحاجة لعمل عمليات جراحية والمشكلة هنا تكمن في عدم الوعي والذي تسبب في ارتفاع نسبة الإصابة.