بعد إعلان الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية، حزب البناء والتنمية، تأجيل المليونية التى دعت لها أمام جامعة القاهرة بدلا من ميدان رابعة العدوية إلى الجمعة الموافق 15 فبراير، ووصف عبود الزمر، القيادى بالجماعة، الموجه للمتظاهرين فى محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير بالمخربين، فتحت القوى المدنية النار على الجماعة ودعوتها التى اعتبروها ستزيد من احتقان الشارع وتأجيج مشاعر الغضب. أكد حسين عبد الرازق، القيادى بحزب التجمع، أن تجاهل مطالب جبهة الإنقاذ الوطنى من جانب السلطة الحالية مقصود نظرا لسياسة جماعة الإخوان المسلمين التى تبحث عن الاستمرار فى السلطة بالسيطرة على مفاصل الدولة وسد كل السبل نحو حوار ديمقراطى ينتج عنه تحقيق أهداف الثورة بعد اتخاذهم خطوات جادة لتحقيق مآربهم بإقرار الدستور وقانون انتخابات لخدمة مصالحهم. قال القيادى بحزب التجمع ل"اليوم السابع"، إن حق التظاهر السلمى مكفول للجميع طالما لن يمثلوا أى خطورة على اعتصام المتظاهرين فى الاتحادية والتحرير، لذا لا يمكن مصادرة هذا الحق على قوى الإسلام السياسى إلا أن مصر تحولت إلى بلد الأعاجيب بعد أن لجأ مؤيدو السلطة لتنظيم مظاهرات دون إعلان مطالب سوى التأييد للسياسات، مضيفا، إن جماعة الإخوان المسلمين يعتبرون وصولهم للحكم فرصة لن تتكرر، وبالتالى يبحثون الاستمرار فيه إلى الأبد. كما أكد الدكتور عبد الله المغازى، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، ترحيب الحزب بأى تظاهرات سلمية تدعو إليها القوى السياسية سواء من جبهة الإنقاذ أو تيار الإسلام السياسى، مشيرا إلى أن العنف لم يكن يوما فى قاموس الأحزاب والقوى السياسية أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى، مضيفًا، إن الجبهة دعت لتظاهرات سلمية، لكنها غير مسئولة عن العنف، الذى يقوم به عناصر مدفوعة الأجر لإحداث الوقيعة بين الطرفين- الإنقاذ والسلف- خاصة أن الدولة لم تقم بدورها فى حماية المواطنين، لذا فإننا نرحب بأى تظاهرة سلمية لنبذ العنف. قال المتحدث الرسمى للوفد فى تصريحاته ل"اليوم السابع"، إن التيار السلفى يجب أن يعلم أن محاولات إلصاق تهمة الدعوة للعنف لجبهة الإنقاذ الوطنى من عناصر مدفوعة الأجر، لذا يجب أن يعلم السلفيين أن محاولات الوقيعة يجب ألا تنجح لأن الجبهة لا تدعو للعنف: "لا يجب أن ينسى قيادات السلف أن معظم قادة الجبهة هم رموز الثورة مثل صباحى وأبو الغار والبرادعى وعبد الجليل مصطفى". ومن جانبها، قالت مارجريت عازر، القيادية بحزب المصريين الأحرار، ل"اليوم السابع"، إن استعراض القوى من جانب قوى الإسلام السياسى وتخويف القوى السياسية الأخرى مرفوض تماما وسيزيد من حالة الاحتقان فى الشارع، لافتة إلى القوى التى تدعو لمليونية تكون هى المعارضة ولا تمتلك السلطة لاتخاذ قرارات حاسمة ولم نشهد فى العالم مثيلا لمظاهرات التأييد التى تنظمها القوى المؤيدة للنظام الحالى. وأكدت البرلمانية السابقة مارجريت عازر، أن النظام الحالى يتجاهل مطالب الشارع التى تم إعلانها صراحة على لسان قيادات القوى المعارضة، مثلما كان يفعل النظام السابق، الذى ردد من قبل ما يردده المسئولون الحاليون بأن هناك مؤامرة ورغبة فى الاستيلاء على الحكم من قلة مندسة، لذا فيجب التأكيد بأن السياسات لم تتغير وتسير جماعة الإخوان على نهج نظام المخلوع. وطالب أحمد فوزى، الأمين العام لحزب المصرى الديمقراطى، فتح ملفات التحقيق حول المتسبب فى أحداث العنف التى يشهدها الشارع خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن هناك محاولات لتشويه تظاهرات واحتجاجات القوى المدنية أو الادعاء بأنها تتسبب فى تعطيل المصالح العامة للمواطنين. أكد الأمين العام للمصرى الديمقراطى ل"اليوم السابع"، أن حق التظاهر السلمى مكفول للجميع، لذا ليس هناك اعتراض على تنظيم قوى الإسلام السياسى لأى تظاهرات أو مليونيات مالم يتم استخدام لغة التحريض على العنف والكراهية ولا استعراض القوى فى الشارع، موضحا أن الجميع عليه بأن يعلن عن مطالبه بشكل متحضر، لافتا إلى أن جميع المظاهرات، التى دعت لها جبهة الإنقاذ كانت سلمية وهذا ما تم التأكيد عليه مرارا وتكرار، إلا أن هناك من يحاول تشويه الصورة أمام الرأى العام لتحقيق مصالحه الخاصة، بعيدا عن استكمال الثورة وتحقيق أهدافها. فيما وصف محمد موسى، القيادى بحزب المؤتمر، وعضو جبهة الإنقاذ، دعوة الجماعة الإسلامية لمليونية لنبذ العنف فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، الجمعة، بأنها تؤجج مشاعر الغضب فى الشارع، محذرا من صدام بين المعارضين والمؤيدين لسياسات النظام الحالى، مضيفا، إن الدم الذى سال ولطخ الأيادى سيكون لعنة تطارد المتسبب فيه، لذا أثنى على بيان حزب النور، اليوم، بعدم المشاركة فى المليونية التى دعت إليها إحدى الجماعات، لأن مثل هذه المليونيات فى هذا الوقت تنذر بمخاطر فى الشارع المصرى. أكد القيادى بحزب المؤتمر وعضو جبهة الإنقاذ ل"اليوم السابع"، نريد درء المخاطر عن الوطن فى ظل وجود جرحى وشهداء وصل عددهم ما يقرب من 60 شهيدا وما يقرب من 1700 مصاب منذ 25 يناير الماضى، لذا أطالب وزارة الداخلية بضبط النفس فى التعامل مع المتظاهرين وحمايتهم كمواطنين سلميين من العناصر المندسة، لأن هؤلاء لهم مطالب ثورية مشروعة. فى نفس الصدد، أكد الكاتب الصحفى، أحمد طه النقر، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، أنه لا يوجد مبرر لدعوة بعض قوى الإسلام السياسى لمليونية، الجمعة، فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، لافتا إلى تخوفه من حدوث اشتباكات مع متظاهرى الاتحادية واستخدام العنف كما حدث من قبل مليشيات جماعة الإخوان. قال القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير ل"اليوم السابع"، إنه مع حق التظاهر السلمى للجميع، إلا أنه يخشى أن يكون الهدف من وراء المليونية المدعو لها هو إرهاب المتظاهرين أمام الاتحادية، وفى الميادين المختلفة لإجبارهم على فض اعتصام والعودة لمنازلهم. وفى نفس الصدد، قال الدكتور شريف قاسم، القيادى بحزب مصر الحرية، ل"اليوم السابع"، إن جماعة الإخوان المسلمين سيلعبون لعبة فى منتهى الخطورة على مصر وشعبها وعلى أنفسهم، حيث ما نشاهده الآن على الساحة السياسية يعتبر خيانة للأمانة ولثقة الناخبين، الذين منحوهم ثقتهم، بعد أن انشغلوا بمحاولات السيطرة على مفاصل الحكم وإقصاء الآخرين. وأضاف القيادى بحزب مصر الحرية، إن جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها لم يسعوا للارتقاء بحياة المواطنين وتحقيق أهداف الثورة، وكثير من المعانى سقطت تحت وطأة المصالح الخاصة، وتم استبدالها بمعان مضادة، وتم اتخاذ مواقف عنيفة مثلما كان يفعل النظام السابق مع المتظاهرين إلا أنها جاءت مؤخرا تحت رداء الدين، لذا على الجميع أن يعلم أن مصر لن تكون لفصيل واحد. بدوره أكد تامر القاضى، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، عليه الاستجابة لمطلب الشارع فى استكمال ثورته وتحقيق أهدافها وأن لم يفعل فعليه الرحيل، مضيفا أن مصر لا تتحمل استعراض عضلات خلال المرحلة الراهنة من جماعة الإخوان المسلمين أو من مؤيديها، لذا فإن الدعوة لمليونية من الجماعة الإسلامية، ستزيد الأمور اشتعالا. قال المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة ل"اليوم السابع"، إن مصادرة حق التظاهر السلمى مرفوض، إلا أن مصر فى حاجة لاتخاذ خطوات جادة لاستكمال الثورة، وليس مليونيات تأييد، لافتا إلى أن اتحاد شباب الثورة يعمل خلال المرحلة الحالية على تنظيم الوقفات الاحتجاجية بالمحافظات وتوزيع المنشورات التى تفضح سياسات الإخوان المستبدة. كانت الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، قد دعت المصريين إلى المشاركة فى المظاهرات المليونية، التى ستنظمها يوم الجمعة 15 فبراير، أمام مسجد رابعة العدوية، وذلك نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد ومنطق التخريب والعنف، الذى يسود الآن وللحفاظ على استكمال أهداف الثورة.