قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن الاحتجاجات العنيفة، التى تشهدها مصر تمثل الاختبار الأكثر خطورة لرئاسة محمد مرسى.. وأضاف المعهد، فى تقرير كتبه إريك ترايجر أنه على الرغم من أن المظالم والاحتجاجات المختلفة هى التى تدفع المتظاهرين، إلى أن تدهور الأوضاع فى المدن فى جميع أنحاء البلاد يشير إلى فشل عام فى الإدارة يهدد بحالة من عدم الاستقرار غير المحدود، والذى من شأنه أن يجعل مصر شريكا غير مؤكد لواشنطن. واعتبر المركز الأمريكى أن نطاق العنف الواسع، الذى تشهده مصر يعكس حالة الإحباط العام من تزايد المشكلات الاقتصادية والعجز عن الوفاء بالعديد من مطالب الثورة مثل إصلاح الداخلية والحد من عدم المساواة الاقتصادية. ويرى ترايجر أنه من المستبعد أن تتبدد تلك المظالم بين عشية وضحاها، حيث إن إعادة تدريب الشرطة لمكافحة الجرائم بدلا من قمع الأنشطة السياسية قد يستغرق سنوات، كما أن الحكومة ليس لديها خطة واضحة لمنع وقوع كارثة اقتصادية سوى طلب القروض من الخارج كبديل مؤقت على المدى القصير. وفى إطار ما يجرى فى مصر، طالب المركز إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بضرورة الابتعاد عن التركيز الذى يكاد يقتصر على التزامات الخارجية لمصر، وذلك فى ظل فشل مرسى الذى يهدد بعدم استقرار غير محدود.. وشدد معهد واشنطن على ضرورة إرسال رسالة شديد اللهجة لمرسى والإخوان المسلمين مفادها أن تقاعسهم المستمر عن الوفوء بوعودهم للشعب على المدى القصير ورفضهم للحكم بشكل أكثر شمولا على المدى الطويل قد يحول مصر على دولة فاشلة وهو سيناريو لا يصب فى مصلحة واشنطن أو القاهرة. وطالب ترايجر واشنطن بضرورة أن تخبر مرسى أنه لا يستطيع فعليا منع العنف والاحتجاجات المزعزعة للاستقرار بدون وجود سياسة جادة لإنعاش الاقتصاد المتهالك وجذب الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل. وأخيرا أكد المعهد الأمريكى على ضرورة تذكير مرسى بأن القروض الدولية التى يسعى للحصول عليها لتعزيز الاقتصاد بما فيها قرض صندوق النقد هى استثمارات باهظة يصعب تبريرها قى ظل نظامه الحالى فى الحكم.