قامت ثورتنا الشعبية الربانية المجيدة فى 25 يناير 2011م بهدف خلع نظام استبدادى فاسد تعمد استبدال الظلم بالعدالة، قامت الثورة عندما غابت العدالة خاصة فى مجال تقاسم السلطة وتوزيع الثروة. قامت الثورة عندما فقد النظام عقله وظن أن الحكم يمكن توريثه فى مصر وتناسى كلمة أحمد عرابى عندما أقسم وقال: "لن نورث بعد اليوم.. لن نستبعد وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا"، قامت الثورة عندما غابت الحرية وغابت آليات التبادل السلمى للسلطة وانتشر التزوير والفساد السياسى. أيضا قامت الثورة عندما غابت العدالة فى توزيع الثروة، وقام النظام البائد بسلب ونهب ممتلكات الشعب وسرقة أمواله لصالح جيوب لوبى المصالح ولوبى التوريث من أعضاء الحزب والأمن وبعض رجال السلطة القضائية، وبعض أساتذة الجامعات وبعض رجال الإعلام والنخب. ما حدث بالأمس القريب فى الذكرى الثانية للثورة وما تلاه من أحداث خطيرة اتسمت بالعنف غير المبرر ما هو إلا تعبير عن الغضب وسببه الرئيسى غياب العدالة وفشل القائمين على أمر البلاد فى تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية، والفشل فى القصاص العادل للشهداء الأبرار. أتمنى أن يقرأ الجميع المشهد السياسى والاجتماعى والاقتصادى قراءة جيدة، بالحرية والديمقراطية فقط لن يتوقف الشعب عن التعبير عن غضبه لأن العدالة الاجتماعية ما زالت غائبة والقصاص العادل للشهداء لم يتحقق. بالعدل فقط تنتصر ثورتنا، بالعدل فقط نستكمل ثورتنا، بالعدل فقط نحقق أهداف ثورتنا، بالعدل فقط نحافظ على هيبة الدولة المصرية. مر عامان على الثورة وما زالت منظومة الأجور فاسدة وظالمة ولم يطبق الحد الأدنى أو الحد الأقصى، بالرغم من الغلاء الفاحش الذى نئن تحته جميعا. مر عامان وكل أبناء أساتذة الجامعات هم الأوائل على دفعاتهم ولم نسمع عن ابن أحد الأساتذة خارج أوائل دفعته وأتحدى أن يدلنى أحد عن ابن أحد الأساتذة حصل على درجاته الطبيعية بالحق. مر عامان والوظائف فى الجامعات فقط لأبناء الأساتذة والفتات لأبناء الشعب، ويتم تفصيل المعايير للاختيار لتخدم أبناء الأساتذة فقط للقفز على كرسى أبيه. رأينا العدل يصل إلى الكليات العسكرية وكلية الشرطة من جديد وفقط الكفاءة هى المعيار، نريد أن نرى قطار العدل وهو يصل إلى كل مجالات التوظيف، وخاصة فى مؤسسات القضاء وسلك أساتذة الجامعات فى كل جامعات مصر. ماذا يعنى أن يحصل ابنك أو أخوك على درجة الامتياز ولا يجد له حظا فى وظيفة فى كليته استثمارا لهذا المجهود، وهذه القدرات، ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا الظلم والفساد والانحطاط الأخلاقى، ولا بد من استثمار عقول شباب مصر المتفوقين ويحصل كل من حصل على تقدير امتياز على فرصته فى الحصول على درجة الدكتوراه. هل بعد ثورة يناير المجيدة يمكن أن نسمح بالظلم والفساد والانحطاط الأخلاقى بأن يعود ويعيش مرة أخرى بيننا، أعتقد أن الشعب لن يسمح بذلك على الإطلاق حتى لو استدعى الأمر التظاهر والاحتجاج كل يوم وكل ساعة. من هنا من على هذا المنبر الحر أطالب الجميع بالانتباه جيدا واستيعاب الدرس والعبرة من الذكرى الثانية لا مفر من تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية ولا بد من اعتماد معيار الكفاءة فى الحصول على فرصة عمل ولا بد من إعادة محاكمة قتلة الثوار والقصاص العادل للشهداء. بالعدالة وتكافؤ الفرص فقط وصلنا نحن أبناء الفلاحين والفقراء حيث كنا حفاة وعراة وبعدالة ثورة يوليو ومبدأ تكافؤ الفرص اصبحنا أطباء ومهندسين وخرجنا للمشاركة فى بناء الوطن العزيز الغالى. اليوم أولادنا ما زالوا يرزحون تحت الظلم وغياب العدالة وانعدام تكافؤ الفرص، كان الله فى عون المصريين الذين ظلموا على مدى قرون وكان الله فى عون أولادنا الشباب، من أجل ذلك ستبقى ثورتنا مستمرة متمسكة بسلميتها حتى نرى العدل يعم كل مجالات حياتنا، حمى الله مصر ورفع الظلم عن كاهل المصريين.