◄رئيس نادى لاتسيو: اللاعبون الشبان يتم معاملتهم الآن مثل «الماشية»! هدف واحد، فجّرَ القضية.. الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع فى مباراة مانشستر يونايتد وأستون فيلا ضمن مباريات الأسبوع ال31 من الدورى الإنجليزى، حملت هدفًا غاليًا لمانشستر، سجله المهاجم الإيطالى الشاب فريدريكو ماكيدا بطريقة رائعة ليُعلن فوز فريقه بنقاط المباراة وبقائه على قمة الدورى الإنجليزى. هذا الهدف، فجّرَ القضيةَ المتهم فيها هو نادى مانشستر يونايتد، والمجنى عليه هو نادى لاتسيو الإيطالى الذى لعب ماكيدا فى صفوفه قبل أن ينتقل إلى مانشستر. مسئولو لاتسيو، خرجوا أمام كل وسائل الإعلام، ليكشفوا كيف انتقل اللاعب رغم أنفهم إلى مانشستر، ويعيدوا طرح العديد من التساؤلات أمام الاتحاد الأوروبى لكرة القدم عن القواعد الخاصة بانتقال اللاعبين الشباب بين البلدان داخل القارة العجوز. ماكيدا، بدأ فى لاتسيو، قبل أن ينتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد فى سبتمبر 2007، ولم ينتقل بعقد بين الناديين، يجنى من ورائه لاتسيو المقابل المادى المناسب لانتقال أبرز لاعب فى ناشئيه.. تابعه مسئولو مانشستر وبعد متابعة طويلة استقرت إدارة مانشستر يونايتد على التعاقد مع اللاعب، وتقدمت بعرض مادى مغر لضم ماكيدا، ولكن كان العرض لوالد اللاعب، الذى لم يُقاوم إغراء الأموال ووافق على الفور لينتقل ابنه وينجح مخطط مانشستر. اختفى ماكيدا من لاتسيو، ومن روما، ومن إيطاليا بأكلمها، وحين سألت إدارة النادى لم تجد جواباً حتى ظهر فجأة يُشارك مع ناشئى مانشستر يونايتد!! كانت الصدمة كبيرة لمسئولى لاتسيو حين علموا بانتقال اللاعب، وكانت أكبر بكثير حين بدأ والتر ساباتينى المدير الرياضى السابق للاتسيو فى مراسلة مانشستر للاحتجاج على طريقة التعاقد مع اللاعب فجاءته الإجابة الرسمية من النادى الإنجليزى «لقد تم التعاقد بصورة قانونية، ولا توجد مخالفات». هنا أدرك مسئولو لاتسيو الذين حلموا بأن يقود ماكيدا هجوم فريقهم خلال سنوات أنهم وقعوا ضحية لأساليب رخيصة فى ضم اللاعبين تعتمد على استغلال الاختلاف فى قوانين التعاقد مع الناشئين بين الدول الأوروبية، فالسبب الذى منَع مسئولى لاتسيو من التعاقد مع اللاعب، لم يكن الكسل أو التباطؤ أو البُخل كما هو الحال عندنا، ولكن لأن قوانين التعاقد فى إيطاليا تمنع الأندية من التعاقد مع اللاعبين دون ال18 من عمرهم، فيصبح كل ناد مُلزم بالانتظار حتى يصل الناشئ إلى 18 سنة حتى يُوقع عقدًا معه، فى حين يسمح فى إنجلترا للتعاقد مع اللاعبين فور إتمامهم ال16 من عمرهم، وهذا الاختلاف بين قوانين التعاقد فى المسابقتين هو الذى مكّن مانشستر من خطف ماكيدا. التصريحات شديدة القسوة من جانب مسئولى لاتسيو كانت الطريقة الوحيدة للرد، حيث شن رئيس النادى كلاوديو لوتيتو هجومًا عنيفًا على مانشستر ووصفه بأنه يقوم ب«سرقة» اللاعبين الشباب، وقال: «هذا النادى يسرق اللاعبين، ويسلك طرقًا ملتوية»، وأضاف: «مسئولو مانشستر يذهبون إلى أهالى اللاعبين ويقدمون الأموال لهم ويعدونهم بوظائف مهمة لذلك يوافقون.. هؤلاء الأطفال يأتون من عائلات فقيرة تبنى خياراتها على المصالح المادية فقط»، وأضاف: «الوضع ليس أخلاقيًا بل كسوق للماشية.. اللاعبون الشبان يعاملون الآن مثل الماشية». التصريحات القاسية، والأزمة الكبيرة، أعادت للأذهان ما حدث قبل سنوات، حين انتهج نادى أرسنال الذى استغل أن الأندية الإسبانية لا يحق لها هى الأخرى التوقيع على عقود مع الناشئين دون ال18 سنة وقام ب«خطف» فرانسيسك فبريجاس لاعب برشلونة الإسبانى وهو فى السادسة عشرة من عمره، ولم يملك برشلونة إلا أن يعترض على «شرعية» الصفقة وعلى عدم التزام أرسنال بأخلاقيات التعاقدات. وطرحت الأزمة الحالية أيضًا، عدة أسئلة أهمها: لماذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» من علاج هذه الثغرة، التى تولدت عنها مافيا للمتاجرة باللاعبين.