قالت الولاياتالمتحدة الخميس، إن بياناً مصرياً بشأن التسامح الدينى "خطوة أولى طيبة" لكن يجب على مصر عمل المزيد بعد نشر تصريحات لاذعة بشأن الصهاينة أدلى بها الرئيس محمد مرسى فى 2010. وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة تصريحات مرسى عندما كان قياديا فى جماعة الإخوان المسلمين وطالبته صراحة بالتبرؤ منها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هذا الأسبوع إنها حصلت على فيديو لخطاب ألقاه مرسى عام 2010 حث فيه المصريين على إرضاع أبنائهم وأحفادهم "كراهية اليهود والصهاينة". وأضافت الصحيفة، أن مرسى وصف فى مقابلة تليفزيونية بعد ذلك بشهور الصهيونيين بأنهم "مصاصى الدماء.. مشعلى الحروب.. أحفاد القردة والخنازير." وشاهدت رويترز تعليقات مرسى الأخيرة على موقع يوتيوب. وعقب ذلك صدر تصريحان عن السلطات المصرية، قالت فى أولهما، إن التعليقات انتزعت من سياقها وأكدت التزام مرسى بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد والعبادة. وقال التصريح الثانى، إن الحكومة المصرية ترفض جميع أشكال التمييز والتحريض على العنف أو العداء على أساس الدين. وبدا أن هذا التصريح أرضى الولاياتالمتحدة بعض الشىء لكن ما زالت لديها مخاوف. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين "هذا التصريح كان خطوة أولى مهمة لتوضيح، أن ذلك النوع من التعليقات الهجومية التى رأيناها فى 2010 غير مقبولة وغير مثمرة وينبغى ألا تكون جزءا من مصر ديمقراطية." وأضافت "على هذا الأساس نتطلع إلى الرئيس مرسى والقادة المصريين كى يظهروا التزامهم بالتسامح الدينى والتمسك بكافة التزامات مصر الدولية قولا وفعلا." وقالت نولاند "نعتبر هذا خطوة أولى جيدة. ينبغى أن يواصلوا السير فى هذا الطريق". وبذكرها الالتزامات الدولية بدا أن نولاند تشير إلى اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع إسرائيل فى 1979. وتقدم الولاياتالمتحدة لمصر مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار منذ توقيع معاهدة السلام. وتبدو تصريحات مرسى مناقضة للصورة الدبلوماسية المعتدلة التى سعى الرئيس الإسلامى لرسمها لنفسه منذ تقلده المنصب العام الماضى ويمكن أن تثير قلق حلفاء مصر الغربيين الذين يحتاج إلى مساعدتهم لمواجهة الأزمة المالية التى تمر بها مصر. وتحاول الولاياتالمتحدة التى كان الرئيس السابق حسنى مبارك حليفا وثيقا لها حتى إسقاطه فى انتفاضة شعبية عام 2011 أن تبنى علاقة اعتماد متبادل مع مرسى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية فى وقت سابق هذا الأسبوع، إنها أبلغت السلطات المصرية بأن تصريحات مرسى ستكون بالتأكيد مبعث قلق فى الكونجرس الأمريكى الذى تحاول إدارة أوباما إقناعه بتقديم دعم اقتصادى لمصر.