استيقظت على رنين هاتفى المحمول أغمضت عينى.. رامى صبرى يتذكر محاسن حبيبته التى فرق بينهم الموت. مددت يدى والتقطته بسرعة وحاولت استجماع قواى لفتح عينى التى رفضت بكل إصرار أن تترك أحلامها دون استئذان، وأخيرا استطعت إقناعها بالاستئذان من أحلامها لثوان قليلة أبصر بها المتصل على فى هذا الصباح الباكر الذى ما تعودت الاستيقاظ فيه، ولم تفاجئنى شخصية المتصل كثيرا فكثيرا ما تعود الاتصال بى، لكن هذه المرة تختلف عن باقى المرات، ضغطت بكل قوة على مفتاح الإجابة وقلت بصوت أجش خنقه تعب النوم: أزيك يا باشا عامل إيه؟ رد السلام واعتذر عن الاتصال فى هذا الوقت إلا أنى بادرت بقولى: عادى ياغالى تحت أمرك.. فأجابنى بقوله: نحتاج لمساعدتك لابد من حضورك بسرعة. قلت: له ماذا حدث؟ وأى مكروه قد أصابك؟.. رفض إخبارى بأى تفاصيل، وأخبرنى بالعنوان وطلب منى الإسراع بالذهاب إليه ثم أغلق سماعة الهاتف، خرجت من غرفتى والأفكار تتخابط فى رأسى والأسئلة تطرح نفسها باحثة عن إى إجابة إلا أنها عادت من بحثها وتتزيلها الهزيمة من عدم الوصول إلى مرادها.. ارتديت ملابسى وحاولت أن أحمل معى كل ما خف وزنه وغلا ثمنه.. هاتفى المحمول وحافظة النقود وتحقيق شخصيتى ومفاتيح سيارتى واتجهت إلى المجهول الذى لا أعلم عنه إلا عنوانه. طرقت الباب فوجدت الباب مفتوحاً.. دخلت فاستقبلتنى زجاجات الخمر، وقد ملأتها فقاقيع الهواء وهربت منها ذرات المياه، فوجدت صاحبى غارقا فى همه مرتابا فى نظراته تملؤه الريبة فى تصرفاته يتمتم بكلمات لا يدرى معانيها، حاولت تهدئته وطلبت منه أن يحدثى ماذا حصل؟ ولماذا التواجد هنا؟ ولماذا شبح الموت الذى يتلبسه؟ أخبرنى منكسرا وهو ينظر إلى غرفة بابها المغلق.. لقد مات صديقنا مات مات.. هرولت مسرعا تسابقنى خطواتى إلى هناك على الرغم مما يفصل بينى وبين الغرفة لا يتعدى مترين إلا أنى شعرت بقطعى للمسافة فى سنوات. وضعت يدى على قابضة الباب وضغطت وضغطت معى أفكارى وفتحت الباب لأجد صديقنا الذى لايتعدى عمره العشرين أعضاءه مطروحة على سرير وقد انكشفت سوأته لايملك سترها.. مسودا وجهه.. اقتربت منه سترت عورته، حاولت تحريكه، أخذت أصفعه على وجهه وأخذت أحدثه، أردت أن يجيبنى أن يرد صفعتى، لكنه أبى.. استدرت إلى صاحبى مرة أخرى والتيه يتملكنى وسألته: ماذا حدث؟ ومن الذى فعل به ذلك، وما الذى أتى به إلى هنا؟.. أخبرنى أنه مات بعد قضائه ليلة حمراء جمعت بينه وبين إحدى بائعات الهوى بعدما تم وضع مخدر له فى كوب الشاى لإجباره على ارتكاب الفاحشة.. التى رفضها بعدما عرف طريق الاستقامة، وكان وضع المخدر هو الطريق الوحيد لإثنائه عن رغبته فى عدم المشاركة وحدث ما حدث. لملمت ما تبقى لى من قوة ورددت نفسى إلى صديقى المطروحة أعضاؤه على السرير مرة أخرى وجلست بجواره أتذكر مواقف جمعت بيننا، أتذكر محاسنه ومساوئه أتذكر كلماته وأفعاله، أتذكر ما جمع بيننا منذ أن وطأة أرجلنا أرض الحياة وتذكرت ساعتها حال أمه.. ماذا سيكون حالها؟! فقد مات وليدها بعيداً عنها فى حضن بغية لم يكن يعرف حتى.. من هى.