"الزواج" علاقة بين طرفين لا تسمح بوجود أطراف أخرى، فهى ليست شركة مساهمة، وليست مجالا مباحا للآخرين مهما كانت قرابتهم بالزوجين، فإن طرفى الأسرة الوليدة فقط لهما الحق فى بناء منزلهما كيفما أرادوا، والبناء لا يقتصر على الأثاث والأخشاب والديكور، وإنما هو فى الأصل "طريقة حياة" فى الضيق والفرح، أيا كانت الأوقات وأيا كانت الأحوال، أن التناغم الذى يجب أن يخيم على منزل الزوجية يرجع إلى رضا كل شريك بشريكه، بكل ما فيه من عيوب ومميزات وما تراه سلوكا سلبيا لدى الغير قد يكون عند الآخر عين الإيجابية، فإن الأمور توزن بميزان العقل والحكمة والظروف المحيطة، "اليوم السابع" يرصد مع الزوجين مساحة تدخل الآخرين فى العلاقة بين الزوجين. تقول نيفين مسعد علاقتى بزوجى تخصنا سويا، ونعلم أدق تفاصيلها سويا، مهما حكيت للآخرين أو أخذت مشورتهم فلن يكونوا مثل الشخص صاحب الموقف ذاته، لذا أرفض أن يشاركنى أحد حياتى بما فيها من سلبيات وإيجابيات، وأيام طرح وفرح، فأنا الوحيدة القادرة على الحكم على الأشياء واتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب. بينما يرى هشام فتحى أن المشورة تزيد من قدرة الإنسان على حسن التصرف، خاصة إذا كان من يشاورهم الأصدقاء المقربين منه، فيأخذ من تجاربهم وخبراتهم ويفضفض معهم أيضا، وهنا ترد عليه زوجته بسمة فوزى قائلة، إن الأصدقاء مهما كانوا مقربين فلن يدركوا الموقف بكماله مثلما عاشه الإنسان نفسه، فهنا يمكن فقط أن نفضفض مع الأصدقاء ونتحدث معهم فى عموم الأمور ونتبادل الخبرات والمشورة وألا نتعمق فى تفاصيل الحياة بين الزوجين، وماذا حضر الزوج لزوجته اليوم، وماذا هى أعددت له من طعام على الغذاء، فإن هذا يكسر خصوصية العلاقة لهذه الأسرة. بينما يرى هيثم أنور، أن فضفضته مع والدته من باب أنه الابن الأكبر لها، وعزيز على الأم أن يبتعد عنها "ابن عمرها" بالزواج، لذا يقول إن وجودى مع أمى باستمرار وحكى لها عن أسرتى الجديدة يخفف عنها بعدى بعض الوقت، وإن كنت أعلم أن ما أفعله يضيق به صدر زوجتى، وكثير من الأصدقاء نبهونى إلى أن فى ذلك تعدى على خصوصيات زوجتى التى من حقها أن تعيش حياتها دون أن يعرف الآخرين عنها شيئا. "سر القنبلة الذرية" تلك العبارة بدأ بها محمد مدحت حديثه، حيث يقول "إذا كانت الدولة المنتجة للقنبلة الذرية اخفت سر صنعتها عن الجميع حتى يكون لها فقط حق الملكية، فهل الحياة الزوجية أقل شأنا من القنبلة حتى لا يحتفظ بأسرارها الزوجين وتكون ملكيتها لهما فقط.