جدار خرسانى ضخم لم يعق المتظاهرين من التوافد على محيط قصر الاتحادية، على جانبى الجدار فتح الثوار ممراً صغيراً يسمح بالعبور والدخول إلى عالم "الميدان"، ما أن تتجاوزه حتى تصطدم بأنفك الرائحة ذاتها التى تنبعث من أركان ميدان التحرير مثيرة فى نفسك روح "الميدان" التى لم تختلف باختلاف المكان، عدة خطوات فاصلة عن الجدار العازل استقر بها "متحف الثورة2"، كعلامة أخرى من علامات ميدان التحرير انتقلت حاملة الروح ذاتها إلى محيط الاتحادية الذى تحول تدريجياً إلى "ميدان" جديد لم تتغير معالمه كثيراً عن نظيره بميدان التحرير. لم تتغير الهتافات والصور المتراصة فى لافتات على جدرانه البلاستيكية فى صورة "كوميكس" ساخرة، وشموع الحداد التى تناثرت أمام أبواب المتحف الذى لم يختلف عن المتحف الأول الذى مازال مستقراً بميدان التحرير، قبل أن ينتقل إلى قصر الاتحادية فى النموذج الثانى الذى زادت عدد لافتاته، وجدرانه الموثقة لأحداث الثورة. "كان هدفنا نعمل متحف الثورة فى كل مكان فى مصر، وده المتحف الثانى" يتحدث وائل اليمنى أحد الشباب المشاركين فى إنشاء متحف الثورة منذ البداية، قائلاً: هدف المتحف هو توثيق أحداث الثورة لحظة بلحظة بالصور، والهتافات التى تناقلاها الثوار طوال العامين الماضيين، وإضافة كل جديد سواء من هتافات أو أحداث على جدران المتحف حتى لا ننسى ما عشناه وما نعيشه يومياً، وتظل ذكريات الثورة حاضرة أمام العالم كله. على إحدى الجدران تراصت أحداث الثورة بالصور الحية بداية من 25 يناير، مروراً بصور لموقعة الجمل، أحداث محمد محمود، والعباسية وغيرها من الأحداث الهامة التى عاصرتها الثورة طوال عامين، على الجدار المقابل ظهرت أهم الهتافات والشعارت الساخرة بأيدى زوار المتحف على الحائط الذى تركه شباب "متحف الثورة" خالياً "لإبداعات المشاركين" من الثوار أو غيرهم تحت لافتة "قول رأيك بطريقتك"، بجانب حائط الإبداعات تركوا أحد الجدران خالياً للأحداث القادمة التى مازالت مبهمة، فى انتظار توثيقها بجانب غيرها بصورة ورسمة وتعليق. لم يختلف كثيراً عن طرازه المألوف للثوار فى ميدان التحرير الذى انتقل منه إلى محيط قصر الاتحادية حاملاً نفس الروح التى ميزت "متحف الثورة" الأول بالميدان، هتافات الثورة المتراصة على جدرانه فى صورة "كوميكس" ساخرة، وشموع الحداد التى تناثرت أمام الباب.