رغم التحول الكبير فى طبيعة الحياة البشرية، والانتقال إلى عالم المعرفة والمعلومات، واختلاف مفاهيم القوى والتقدم والرفاهية والعمل والوظيفة، إلا أننا فى مصر مازلنا نقود المؤسسات بثقافة إدارة الوسية أو العزبة، والتى بات التخلى عنها أمر ضروريا، لكى نواكب العالم المتقدم والتوجه نحو الإدارة الاحترافية التى تتسم بالدقة والمرونة. الدكتور محمد جمال كفافى خبير ومستشار التطوير الإدارى والتميز المؤسسى، يؤكد أن الإدارة هى سبب نجاح الدول المتقدمة، مثل أمريكا وألمانيا وبريطانيا والصين واليابان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، لأنها تحدث تغييرات جوهرية فى إنجازات المؤسسات. ويضيف أنه من أهم أساليب الإدارة الفاشلة التى ما زال يستخدمها المصريون والعرب، والتى تؤدى إلى انهيار المؤسسات وعدم زيادة الإنتاجية تتمثل فى:- - "الإدارة بالتسلط"، والتى تعنى القرارات التعسفية والقهر، حيث إن العمل فى تلك الإدارات يكون غالباً تحت وطأة التوتر والتهديد والتخويف من العقاب والإنذار والخصم من الراتب، وعدم الترقية والحرمان من العلاوة والانتدابات، فأصحاب هذه الإدارة، يمارسون أشكالا متنوعة من الضغوط والتخويف على من يعمل تحت إدارتهم من موظفين وعمال. -"الإدارة" بالاستبداد"، وهنا يرى المدير نفسه بأنه هو وحده الذى يعرف ويعلم ويفهم فى كل الأمور، لذلك نراه يعظم آراءه ويبجلها، لأنه لا يرى أهمية لأحد من العاملين معه، ويتعامل معهم على أنهم جهلاء، إضافة إلى أنه لا يشاركهم فى الرأى أو المشورة، لذلك فهو يقود فى إدارته بنوع من العلو والاستبداد، لأنه ينظر لنفسه بأنه وحده القادر على الإصلاح، ولابد من وضع مهام ينفذها الموظفين دون تفكير وتأديتها، دون أن يستحقوا أى تشجيع أو تحفيز مادى أو معنوى. -الإدارة بالعمل "الشاق" وهنا يرى المدير أن جميع العاملين يجب تكليفهم بما لا يطيقونه من أعمال، انطلاقاً من مفهوم خطأ بأن العاملين إذا لم تثقلهم بالأعمال الشاقة والمهام أثقلوك بالمطالب والإجازات وغيرها، لافتا إلى أن العمل مع هؤلاء الأشخاص يكون دائماً مستمر وبدون توقف،كما يرى أنه لا داعى لاستخدام وسائل التقنية الحديثة لإنجاز الأعمال بسهولة، وبالتالى لا يهتم بتطوير وتدريب العاملين فى إدارته، حيث إنه يعتبران خروج الموظف للتدريب مضيعة للوقت وبغرض الحصول على الراحة والاستجمام. - "الإدارة بالمحسوبية" وفى هذا الأسلوب يحاط المدير بمجموعة (شلة) يساعدونه على أداء مهامه وإنجاز الإعمال، وهى التى تخطط وتقترح وتنفذ، وذات الكلمة المسموعة والمقربة من قبل المدير ليس لأنهم أفضل أو أكفأ العاملين فى الإدارة بل لأنهم من المقربين منه، أما الآخرين فهم لا قيمة لهم فى الإدارة حسب وجهة نظره، حتى ولو كان فيهم الخبير والمختص. ويشير كفافى إلى أنه من الضرورى التخلص من العمل تحت ظل إدارة الوسية (الإدارة الديكتاتورية)، مهما كانت التكلفة وأن نسعى إلى الطرق الجديدة التى تواكب العصر، من خلال فهم العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة،من المنظور التنظيمى وهى إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد والموارد الأخرى، إضافة إلى القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة) لأنه فى ظل هذا المضمون تكون المؤسسة ذات طبيعة متكاملة يعمل كل جزء فيها عملا ً محدداً ويسهم بدرجة ما فى تحقيق الهدف العام. وينصح كفافى المدير الناجح، بأن يتجنب تكرار الوقوع فى الأخطاء والسلبيات التى سبق ذكرها، حتى لا يقود المؤسسة إلى الهاوية والزوال،إذا استمر فى عدم إدارك ذلك، بجانب أهمية العمل الجماعى الذى يركز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها وتطويرها بصفة مستمرة.