دعا خبراء اقتصاديون الشركات ومؤسسات الأعمال إلى وضع خطط لمرحلة ما بعد الأزمة المالية، والعمل على استغلال الفرص الحالية التي ولدتها، وأشاروا إلى أن الشركات تحتاج إلى وضع استراتيجيات جديدة تضمن لها جودة إدارة مواردها البشرية، وتدفقاتها النقدية، وإعادة الثقة مرة أخرى بالموظفين، والبحث عن طرق لإدارة الإنفاق دون الاضطرار إلى إنهاء خدمات موظفيها. ورأى الخبراء أن "المزيد من الشركات تتجه حالياً إلى الاستثمار في موظفيها عبر تطوير مهاراتهم، في محاولة للاحتفاظ بالكفاءات والخبرات الجيدة قدر المستطاع". وأكد الخبير الاقتصادي, رئيس مجلس إدارة شركة الثراء القابضة، طارق رمضان أن التحدي الذي يواجهنا الآن هو وضع خطط المستقبل، والأخذ في الحسبان أن مرحلة الركود الحالية هي مرحلة مؤقتة وستمر بأي حال. ورأى أن الشركات يجب أن تعمل بقدر الإمكان على إعادة هيكلة الإنفاق، بحيث تعمل على تحقيق أكبر منافع ممكنة بأقل إنفاق، لافتا إلى أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة تسريح الموظفين، فهم قوة العمل التي تعتمد عليها الشركات، لكن على الأقل قد تلجأ الشركات لوقف إحلال الموظفين، حيث يقوم الموظف بمهام زميله الذي قدم استقالته. وبيّن رمضان مخاطر تسريح الموظفين بشكل عشوائي، قائلا إن "هؤلاء يمثلون قوة الإبداع في الشركة، وهم العنصر الرئيس لنجاح الشركات". ونقلت صحيفة الإماراتالفيوم قول رمضان أن من بين الحلول التي قد تلجأ إليها الشركات لمواجهة الأزمة دمج بعض الأنشطة أو بعض فروع الشركات، بحيث تعمل على تقليل التدفق النقدي السلبي للشركة. من جانبه، قال خبير الإدارة العالمي، مؤسس شركة "فرانكلين كوفي" المتخصصة في مجال القيادة ووضع الاستراتيجيات، الدكتور ستيفين كوفي أن "هناك ستة مبادئ قابلة للتنفيذ يجب على الشركات اتباعها وتشمل: وضوح الأهداف، الالتزام بتنفيذها، ترجمة الأهداف إلى مهام، تمكين القادة وفرق العمل المناسبة، التواصل المتكافئ، الثقة، والمحاسبة ومراجعة ما أنجز وما لم ينجز من الأعمال". وأعرب عن اعتقاده بأن الشركات القادرة على تنفيذ تلك الاستراتيجيات يمكنها أن تحقق زيادة في الربحية بنسبة 50 % عن مثيلاتها. وقال إن الثقة بالعاملين هي المحرك الاقتصادي الأقوى، لأنها تتعلق بالوقت والكلفة، مشيراً إلى أن انخفاض مستويات الثقة سيخفض سرعة الإنجاز ويرفع الكلفة. بدوره، قال المدير العام لشركة "بيزابيليتي" للاستشارات الإدارية ديكلان مكلاسكي ان العديد من الشركات تتجه حالياً إلى الاستثمار في موظفيها عبر تطوير مهاراتهم، وتحاول الاحتفاظ بالكفاءات والخبرات الجيدة قدر المستطاع. وأردف أن "الشركات حالياً بدأت تهتم بزيادة مستويات الولاء بين الموظفين، بيد أن المسألة لا تشكل أي أولوية خلال السنوات السابقة، كما أن الموظفين باتوا أكثر انتقائية للشركات، ولا يفضلون العمل في شركة لا يوجد فيها فرص للنمو الوظيفي لا تكترث بمستقبلهم المهني".