أكد الدكتور شريف عطيفة، مستشار وزير الاستثمار، إن الوزارة وافقت من حيث المبدأ على إقامة أول مصنع لتحويل المخلفات إلى وقود ديزل عضوى، مشيرا إلى أن أهم أولويات عمل الوزارة تشجيع المشروعات التى تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة، لتحقيق أمن مصر من الطاقة. جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الأول، لتحويل النفايات إلى ديزل عضوى، باستخدام "تقنية التفكك البلمرى المحفز فى غياب الضغط"، والذى نظمته وكالة المستقبل للهندسة، بالتعاون مع جمعية الصناع المصريون والغرفة العربية الألمانية. وقال: إن الوزارة تعطى مقترحات المؤتمر بالغ الأهمية لإزالة كافة المعوقات أمام نشر هذه التكنولوجيا، مع تقديم كافة التيسيرات للمستثمرين، مشيرا إلى أنه سيتابع هذا الملف المهم. وأضاف أن الوزارة ستطبق نظام إصدار التراخيص من خلال الشباك الواحد، حيث سيتم إتاحة تلك الآلية فى كافة المحافظات، وليست القاهرة وحدها، وذلك تيسيرا على المستثمرين. من جانبه أكد د.كريستيان كوخ، العالم الألمانى مخترع تقنية تحويل النفايات إلى ديزل عضوى باستخدام التفكك البلمرى المحفز فى غياب الضغط، أن الاتجاه لإنتاج الوقود العضوى ينتشر الآن فى العديد من دول العالم، حيث يوجد مصانع تعمل بهذه التقنية فى أمريكا وأوروبا والبرازيل وحتى فى أفريقيا. وقال: إن هذا الانتشار يرجع ليس فقط لتناقص الاحتياطى العالمى من البترول والغاز، والذى يكاد يستنفد، ولكن أيضا لأن العالم يواجه أزمة بيئية بدأت معالمها تظهر فى ارتفاع درجة الحرارة بصورة غير مسبوقة، وذلك بسبب تفاقم ظاهرة الانبعاثات الضارة من الغازات خاصة من ثانى أوكسيد الكربون، والمتوقع أن تصل لنحو 2.8 مليار طن عام 2030، وفى هذا المجال فقد تفوقت الصين على الولاياتالمتحدة فى حجم الانبعاثات الضارة بيئيا المتولدة بها، بعد أن كانت أمريكا هى رقم واحد عالميا فى حجم الانبعاثات الضارة. وقال: إن من الأسباب الأخرى أيضا ما نشهده حاليا من ارتفاع فى أسعار المنتجات البترولية لدرجة أصبح معها إنتاج الوقود الحيوى أمرا اقتصاديا بدرجة كبيرة، وهذا الاتجاه يستند أيضا لما حدث من تطور كبير فى حجم استهلاك العالم من المنتجات البترولية، والذى كان يبلغ عام 1950 نحو 5% من حجم الاستهلاك العالمى حاليا. وأشار إلى أن التكنولوجيا الجديدة تسهم فى تحويل خليط من المخلفات المنزلية والزراعية إلى وقود ديذل حيوى وسط نظام إنتاج مغلق لا ينتج عنه غاز أوكسيد الكربون، والذى ينتج بكثافة فى الطرق الأخرى لحرق المخلفات. وأوضح أن الوقود المنتج بطريقة التفكك البلمرى فى غياب الضغط، تم تجربته فى تشغيل السيارات، وأثبت أنه يحسّن كفاءة الموتور 50 مرة عن الوقود العادى بجانب أنه يخفض نسب التلوث من غاز أوكسيد الكربون بجانب تخفيض الضوضاء الناتجة عن الموتور. من جانبه أكد المهندس عمرو حسب الله، رئيس وكالة المستقبل للهندسة، إن خام البترول المستخرج من الأرض لا يجب استخدامه فى عمليات إنتاج الطاقة، ولكن فى الصناعات البتروكيماوية، وذلك لتحقيق قيمة مضافة تعادل الف مرة قيمة استخدامه كوقود. وقال: إن التقنية الألمانية لتحويل المخلفات لوقود ديزل يمكنها أن توفر احتياجاتنا من الطاقة بتكلفة اقتصادية أفضل من استخدام البترول والغاز. وكشف عن انتهاء الوكالة من أعداد الدراسات المبدئية حول الأثر البيئى لإقامة أول مصنع لإنتاج الوقود العضوى فى مصر، حيث تم اختيار محافظة المنوفية لإقامته بها، مشيرا إلى موافقة وزارات البترول والاستثمار و البيئة على المشروع، حيث تم عرض هذه التقنية على مسئولى وزارة البترول ومعهد بحوث البترول، حيث وافقت الوزارة مبدئيا على شراء وقود الديزل الذى يتم إنتاجه بهذه الطريقة.