أسرار الساعات الأخيرة قبل تأجيل مليونية دعم مرسى.. مكتب الإرشاد انقسم حول سفر أعضاء الإخوان للمشاركة فى القاهرة والبقاء لحماية مقرات الجماعة بالمحافظات.. برهامى: اتخذنا قرار التأجيل ب"التشاور"

لا يمكن اختزال أسرار التراجع المفاجئ للتيارات الإسلامية الكبرى، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية عن المليونية التى كانت مقررة لدعم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى البيانات التى صدرت عن الطرفين خلال الساعات الأخيرة.
وكشفت مصادر ل"اليوم السابع"، عن أسباب التأجيل المفاجئ لمظاهرات جامعة القاهرة التى كانت مقررة اليوم، الثلاثاء، مؤكدة وجود انقسامات داخل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين حول آلية المشاركة فى مظاهرات جامعة القاهرة "هل يتم حشد أعضاء الجماعة من المحافظات للحضور إلى جامعة القاهرة" أم يتم التظاهر فى المحافظات فقط.
وقالت المصادر، إن قيادات الإخوان المسلمين اتفقوا على سفر أعداد محدودة من الجماعة وأمانات حزب الحرية والعدالة فى مختلف المحافظات إلى القاهرة، للمشاركة فى مظاهرات جامعة القاهرة، خوفاً من الاعتداءات مرة أخرى على مقرات حزب الحرية والعدالة فى المحافظات، وخشية تكرار الاعتداءات على مقرات الحزب، كما تم الجمعة الماضية، مع الاعتماد على الأعداد الكبيرة لأعضاء الدعوة السلفية وحزب النور فى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
وأكدت المصادر، أن جهة سيادية نصحت جماعة الإخوان المسلمين بتأجيل التظاهرات يوم الثلاثاء، بعد ورود تقارير أمنية تفيد وجود حالة غضب عارمة لدى المواطنين من الإخوان قد يتبعها عدم السيطرة، وتأمين مقر مؤتمرهم أمام جامعة القاهرة بالجيزة.
وقال قيادى سلفى ل"اليوم السابع"، إن المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد البلتاجى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة، كانا مسئولان عن التنسيق مع الدعوة السلفية وحزب النور لحشد أكبر عدد من أبناء الدعوة السلفية والحزب لتأييد محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى مظاهرات جامعة القاهرة.
وأكد المصدر أن "الشاطر" و"البلتاجى" لم يتوقفا أمس، الاثنين، عن إجراء الاتصالات مع القيادى بالدعوة السلفية وحزب النور حتى يتم التنسيق للشكل النهائى لمليونية جامعة القاهرة، للرد على القوى المدنية التى تتظاهر بالتحرير، اعتراضاً على قرارات الرئيس، ولإرسال رسالة أن تيارات الإسلامية أكثر قدرة على حشد أعضائهم والمواطنين لتأييد مرسى.
وكشف الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، عن أسرار الإلغاء المفاجئ لمليونية تأييد الرئيس أمام جامعة القاهرة، موضحاً أن معلومات تفيد وقوع "أحداث عنف" فى القاهرة والمحافظات حال إصرار جماعة الإخوان المسلمين على تنظيم مؤتمر تأييد مرسى، مضيفاً: "وصلتنا معلومات تفيد أن أحد أعضاء الحزب الوطنى فى إحدى المحافظات يقوم بحشد عدد كبير من الأفراد، لإرسالهم إلى ميدان التحرير للقيام بأفعال غير قانونية".
وأكد نائب رئيس الدعوة السلفية، عن طلب الدعوة السلفية من قيادات جماعة الإخوان المسلمين تأجيل مظاهرات جامعة القاهرة، مشيراً إلى أن القيادات السلفية طلبت ظهر أمس، الأحد، تأجيل المليونية والإعلان عن موعد قريب خلال أيام لتأييد مرسى، موضحاً أن قيادات الإخوان وافقوا على طلب الدعوة السلفية بتأجيل المظاهرات وكان الرد النهائى بالتأجيل قبل إصدار الدعوة السلفية وحزب النور بياناً رسمياً لتأجيل المظاهرات بنحو أقل من ساعة، مشيراً إلى أن التأجيل حفاظاً وحقناً لدماء وأعراض وأموال المصريين، ومنعاً للاحتكاك مع القوى السياسية الأخرى التى قررت تنظيم مليونية فى نفس اليوم.
فيما أكد الدكتور يونس مخيون، عضو مجلس الدعوة السلفية وعضو الهيئة العليا لحزب النور، أن قرار تأجيل المظاهرات الحاشدة لتأييد الرئيس مرسى أمام جامعة القاهرة تم بناء على اتفاق مع الإخوان المسلمين، بعد اتصالات مكثفة بين قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية.
وشدد "مخيون"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، على أن تأجيل المليونية دليل كبير على أن التيارات الإسلامية تحافظ على دماء المصريين، وتخشى من وقوع أية أحداث بعيدة عن سلمية الثورة، وتغليباً للمصلحة الوطنية العليا للوطن، وليس مثل الأحزاب التى تركز على مصلحتها الخاصة، مؤكداً أن حزب النور أيد لمجمل الإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية.
فيما أكد المهندس جلال مرة، أمين عام حزب النور، أن تأجيل مليونية دعم الرئيس محمد مرسى، والتى كان مقررا إقامتها اليوم، الثلاثاء، جاء حرصاً التيارات الإسلامية على حرية إبداء الرأى وعدم الاحتكاك وعدم تعريض أرواح المواطنين للخطر، والمحافظة على سلمية الثورة ومكتسباتها، كاشفاً عن أن سيتم إجراء اتصالات بين قيادات مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين مع الدعوة السلفية لتحديد موعد آخر للتظاهر لتأييد رئيس الجمهورية.