"ثلاث ساعات من الشلل المرورى التام" هذه هى الحالة التى عانى منها أغلب المواطنين صباح اليوم، عندما استيقظوا على أبواب مغلقة لخطوط مترو الأنفاق الثلاث، الذى يعتبر واحدا من أهم وسائل النقل التى تستوعب أكبر عدد من المواطنين، خاصة أن وقت الذروة يبدأ فى حوالى السابعة صباحا حتى الحادية عشرة، حيث يذهب الطلاب لجامعاتهم ومدارسهم، ويذهب العاملون لوظائفهم. الشلل المروى، لم يتوقف عند حد تعطيل عدد من الأفراد عن أعمالهم، ولكن كان له الأثر الأكبر على المرضى الذين فشلوا فى لقاء أطبائهم، والطلاب الذين لم ينجحوا فى اللحاق بمواعيد امتحاناتهم. شيماء إبراهيم الطالبة فى الصف الثانى الثانوى، واحدة ممن تأثروا سلبا بعطل مترو الأنفاق، حيث كان لديها امتحان "ميد تيرم" وبسبب الزحام المروى تأخرت عن موعدها المحدد ساعتين كاملتين، ولم تستطع حضور الامتحان، ولأن حالتها ليست الوحيدة، وعدتهم إدارة المدرسة بإعادة الامتحان لبعضهم. وعما حدث معها تقول شيماء: "المدرسة فى عين شمس وأسكن فى منطقة الزيتون، المدة من المنزل للمدرسة لا تتعدى 10 دقائق، ولكن اليوم بسبب العطل اضطررت أن أذهب إلى المدرسة سيرا على قدمى بسبب الزحام المرورى، والذى كان يستحيل معه ركوب سيارة أو أتوبيس نقل عام، مما تسبب فى تأخرى ساعتين، بالإضافة إلى أننى وصلت بعد انتهاء المدة المحددة للامتحان". شيماء ليست وحدها التى تأثرت سلبا بعطل مترو الأنفاق، فعفاف قنديل التى تقطن بمدينة السلام، كانت متجهة لمستشفى السكة الحديد برمسيس، عانت من نفس الأزمة، حيث كان من المفترض أن تركب المترو من "محطة المرج الجديدة"، ولكنها اضطرت أن تستخدم أكثر من وسيلة مواصلات، وعندما ذهبت للمستشفى هى وزوجها الذى كان يحتاج لجلسة علاج طبيعى، وجدت أغلب الأطباء غير متواجدين بالمستشفى، واضطرت للتعامل مع طبيب آخر للكشف على زوجها. صباح سلامة تأثر أبناؤها بالعطل الذى حدث فى المترو، فأبناؤها كان لديهم امتحان "ميد تيرم" وغيرت طريقهم للمدرسة من مترو الأنفاق إلى تاكسى، وبسبب الزحام الشديد لم يصلوا فى الموعد المحدد، وأكدت لهم إدارة المدرسة أن الامتحان تم تأجيله بسبب تغيب عدد كبير من الطلاب، وعدم قدرتهم على الذهاب للمدرسة. وتساءلت صباح "كيف للعاملين فى المترو أن يعطلوا مصالح ما يزيد على 8 ملايين مواطن من أجل المطالبة بحقوقهم، فنحن مع حقوقهم والمطالبة بها، ولكن ليس بهذه الطريقة، فالزحام فى الساعات الأولى من الصباح لا يحتمل، ويوحى باحتمالية وقوع حوادث، لدرجة أننا اضطررنا لترك أعمالنا من أجل الذهاب مع أطفالنا للمدارس خوفا من وقوع ضرر لهم". سميرة سعيد، كادت أن تفقد وظيفتها بسبب العطل الذى أصاب المترو، وتقول كانت مشكلة كبيرة فى العمل، بسبب تهديد صاحب العمل بطردى من العمل إذا تأخرت عن موعدى، واليوم خرجت مبكرا عن موعدى بأكثر من ساعة ونصف حتى أصل مبكرا، دون أن أعلم أى شىء عما تردد عن احتمال إغلاق محطات مترو الأنفاق، وذهبت للمترو بالمرج الجديدة فوجدته مغلقا، وعندما عدت لاستخدام وسيلة مواصلات أخرى وبعد سيرى حوالى كليو متر، أكد لى البعض عودة المترو للعمل مرة أخرى، وعندما ذهبت لاستقلاله تأخر نصف ساعة حتى بدأ العمل، فتأخرت عن موعدى، ولا أعلم ماذا سيفعل صاحب العمل معى.