بدأت نيابة المرج الأحد، تحقيقاتها فى الحريق، الذى شب فى وحدة تحكم إشارات سير قطارات مترو الأنفاق فى الخط الأول المرج الجديدة حلوان أمس الأول، مما أدى إلى تعطل حركة سير القطارات لمدة تجاوزت 15 ساعة، بالإضافة إلى حدوث شلل مرورى أسفل كوبرى الدائرى، وتغيير مسار سير السيارات أعلى كوبرى محمد نجيب. وتبين من معاينة النيابة، التى أجريت مساء السبت، برئاسة محمود صلاح، أن نقطة اندلاع الحريق بدأت من كابلات الضغط المنخفض المسؤولة عن تغذية كهرباء المحولات. وقررت النيابة بإشراف المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، تشكيل لجنة من وزارة النقل لحصر قيمة التلفيات، وتحديد أسباب عطل مترو الأنفاق، ومدته، وما إذا كان ناتجاً عن إهمال من عدمه، والاستعلام من إدارة تشغيل المترو عن المهندس الفنى المسؤول عن تلك المحولات، واستدعاءه لمناقشته حول الحادث. انتقل محمد خاطر، وكيل أول النيابة، إلى مكان الحادث، وتبين أن غرفة وحدة تحكم الإشارات تقع فى مؤخرة الرصيف بين محطتى المرج الجديدة والمرج فى اتجاه حلوان، ومعروفة بغرفة الضغط المنخفض ومساحتها 10 أمتار فى 3 أمتار، وأفادت المعاينة بتفحم جهاز التحكم فى الإشارات وهو عبارة عن جهاز ضخم به العديد من المحولات، التى تعطى الإشارات للسائقين عند سير القطارات، ولم يظهر شكل الجهاز بسبب وجود آثار الحريق على السقف وحوائط الغرفة. وتبين أن بداية اندلاع الحريق كانت من كابلات الضغط المنخفض المسؤولة عن تغذية كهرباء المحولات الموجودة أسفل الأرض، وكشفت المعاينة عن مفاجأة، حيث تبين أن الكابلات بها تيار كهربائى لم يتم فصله، فتم فصل الكهرباء عن المنطقة. وتسلمت النيابة التقرير المبدئى، الذى أصدرته مصلحة الأدلة الجنائية بعد معاينتها موقع الحريق، وقال التقرير إن الحريق نشب نتيجة ماس كهربائى ناتج عن الرطوبة، التى تعرضت لها الكابلات، وامتد الماس إلى الكابلات الموجودة أسفل الأرض، وأوصى التقرير بفصل التيار عن الكابلات. وتلقت النيابة تقريراً مبدئياً من إدارة مترو الأنفاق بتشغيل القطارات بالإشارات اليدوية بين محطتى المرج والمرج الجديدة. على صعيد متصل، قامت «المصرى اليوم» بجولة صباح الأحد، من محطة المرج الجديدة إلى محطة حلوان لمتابعة سير القطارات ومدى تأثير هذا العطل على الركاب، وكانت البداية من محطة المرج الجديدة، حيث وقف الركاب نحو نصف الساعة فى الثامنة صباحا، انتظاراً لوصول القطار للتوجه إلى أعمالهم ومصالحهم، وتبين أن عدداً منهم مرضى وفى طريقهم إلى مستشفى قصر العينى، والدمرداش. قالت آية حسين، إنها تقيم فى عين شمس، لكن القطارات المتجهة إلى حلوان تأتى من محطتى المرج الجديدة والمرج المكتظتين بالركاب، فاضطرت إلى الذهاب إلى المرج الجديدة لاستقلال المترو من بداية الخط، مشيرة إلى أنها ظلت فى المترو مدة ساعتين بسبب الحريق السبت، وتأخرت عن موعد الطبيب فى المستشفى. وقالت عفاف على، موظفة فى السفارة البريطانية، إن تعطل المترو جعل ابنتها تعود من الجامعة فى التاسعة مساء، رغم إنهائها الدراسة فى الرابعة عصرا، واصفة ما حدث بأنه انعدام أخلاق، وعدم أمانة، وفقدان للنظام والمسؤولية. وقالت منى إبراهيم، موظفة، إنها تقيم فى المرج وخرجت من منزلها مبكراً لتتمكن من الوصول إلى عملها فى موعدها، إلا أنها تأخرت، مطالبة المسؤولين فى المصالح الحكومية بمراعاة تأخر الموظفين عن مواعيد العمل، لحين إصلاح المترو باعتباره الوسيلة الفضلى للكثير من المواطنين. وقال أحد العاملين فى المترو - طلب عدم ذكر اسمه - إن القطارات تسير ببطء شديد نتيجة تشغيل الإشارات يدوياً، موضحاً أن القطارات تصل إلى محطتى المرج والمرج الجديدة كل نصف ساعة، ما يؤدى إلى تكدس الركاب فى القطارات، وعدم تمكن بعضهم من الركوب. ورصدت «المصرى اليوم» العديد من المشاجرات، التى وقعت داخل عربات السيدات وباقى العربات الأخرى، حيث وقعت مشاجرة بين سيدة وفتاة بسبب الزحام، وتبادلتا توجيه الشتائم بألفاظ نابية، مع تعالى صراخ الأطفال وبكائهم. ووقعت مشاجرة بالأيدى بين سيدتين أخريين، وانتهت بتدخل باقى السيدات فى العربة، فيما سقطت سيدة على الرصيف أثناء محاولتها استقلال القطار المتجه إلى حلوان فى محطة مبارك.
