الإنسان مخلوق مكرم من لدن خالقه ومن الواجب علينا جميعا تناول الأمور من منطلق هذا التكريم إلى جانب العلم بأن الله ما خلقنا لنتعب أو لنشقى بل خلقنا لننعم بفضله ومحبته، وما النار وعذابها والأمراض وتنوعها والمآسى على اختلافها إلا مقوم ربانى ليعود من شرد ويؤجر من صبر وشكر، وهذا يؤصل فى الإنسان أنه يجب أن يرى الأمور على حقيقتها ويحسن التعامل معها، فالدنيا دار العمل الذى ينال به رضا الله فلا تظلموها بما جنت أيديكم أيها العقلاء الأعزاء. كما أن شقاء الإنساء فرع اختياراته الخاطئة فلو أننا أحسنا فى طاعة الله ولا أقصد هنا صلاة أو زكاة أو ركنا ما من أركان الإسلام إنما أقصد كل معنى يؤخذ من قول الله تبارك وتعالى"قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". وقوله جل وعلا"لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا .." صدق الله العظيم ولو صدقنا الله فى هذه المعانى فعندها تتضح الرؤية ويعلم كل منا قيمة الحياة الدنيا فلا يسخط ولا يقنط بل يكون مؤمنا يعجب الناس من حاله إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وليس ذلك إلا للمؤمن عجبا عجبا.