تعانى المصانع وشركات البناء فى إيران من نقص كبير فى الصلب والمعادن الأخرى إذ أدى حظر صادرات جديد فرضه الاتحاد الأوروبى لتفاقم مشاكل الاقتصاد الذى يترنح بالفعل تحت وطأة عقوبات على مؤسساته المالية وصادرات النفط. وتعتمد إيران على الواردات لتعويض عجز فى إنتاجها من الصلب لكن بيانات تظهر أن واردات إيران من الصلب تتراجع بالفعل نظرا لتأثر المستوردين بعقوبات أوروبية وأمريكية تحول دون التعامل مع البنوك وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التى تدعم التجارة مع طهران لحين موافقتها على تعديل برنامجها النووى. ونظرا لنقص العملات الرئيسية لجأ بعض مستوردى الصلب الإيرانيين لنظام المقايضة لكن عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبى فى 15 أكتوبر على تصدير الصلب والألمونيوم ومواد رئيسية أخرى دفعت بعض التجار لوقف جميع المبيعات وتواجه الشركات الإيرانية الآن ارتفاعا فى الأسعار وشحا فى الإمدادات. وفى ضوء الدور المحورى للصلب فى النشاط الاقتصادى إذ يستخدم فى هياكل المبانى وصناعة الآلات فإن تعثر تجارة الصلب قد يلحق ضررا واسع المدى وهو بالضبط ما تريده القوى الغربية التى تسعى لمنع إيران من صنع أسلحة نووية وترفض نفى طهران السعى لإنتاج مثل هذه الأسلحة. واستوردت إيران نحو عشرة ملايين طن من الصلب سنويا فى السنوات الأخيرة لكن بيانات مكتب إحصاءات الصلب الدولى تشير لتراجعها حتى قبل الحظر الذى فرضه الاتحاد الأوروبى، وبلغت الواردات أربعة ملايين طن فى أول تسعة أشهر من العام الجارى بانخفاض نحو الربع عن نفس الفترة من العام الماضى. وتعلق شركات البناء فى إيران مشروعات تشييد وتحول أى أموال فائضة عن الحاجة لشراء أراض أو أصول آمنه مثل الذهب فى مسعى محموم للحفاظ على قيمة ثروتها بدلا من المخاطرة بها فى استثمارات طويلة الأمد. وقال فريد (49 عاما) الذى يدير شركة بناء كبرى فى طهران لرويترز فى رسالة إلكترونية "أصابت العقوبات المشروعات المدنية بالشلل التام توقف نشاط حتى أكبر المقاولين فى الوقت الحالى". ومثل كثيرين من الإيرانيين لا يرغب فريد أن يظهر اسمه الكامل فى وسائل إعلام عالمية كى لا يواجه مشاكل مع مسئولين. وقال مسئول تنفيذى آخر فى طهران وهو مهندس يبلغ من العمر 42 عاما إن شركته أرجأت بناء مصنع بسبب مشاكل فى الحصول على المواد الأساسية من أوروبا وضعف جودة البديلين الصينى والمحلى. وقال لرويترز هاتفيا "توقف العديد من المشروعات. أضعفت الصناعة بشكل خطير". وحظرت طهران على شركاتها تصدير الصلب فى مؤشر على قلق رسمى بشأن الإمدادات للصناعة فى ظل تراجع قيمة العملة المحلية نتيجة العقوبات التى أضرت بصادرات النفط الإيرانى. وتسعى إيران فى نفس الوقت لزيادة الإنتاج المحلى إلا أن إنهاء اعتمادها على الواردات يحتاج لسنوات.