بدأت مسيرة ألتراس أهلاوى فى 2007 حيث ولدت الرابطة فى صورة ملائكية بداية من مباراة الأهلى أمام إنبى يوم 13 إبريل 2007، ومنذ ذلك التاريخ زينوا المدرجات الحمراء فى كل المناسبات، حتى جاء مارس 2010 الذى تعرض فيه أعضاء الرابطة لموقف غاية فى الصعوبة بمحافظة أسيوط، عندما وجدوا تعنتا كبيرا من الأمن هناك، خلال إحدى رحلاتهم لمؤازرة المارد الأحمر، وتم احتجاز 11 فردا من الجماهير لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنهم، وكانت تلك الرحلة هى بداية الأزمة بين الألتراس وإدارة الأهلى من ناحية، ووزارة الداخلية من ناحية أخرى. ثم استغل الألتراس ثورة 25 يناير، التى شاركوا فيها فى الخفاء عن طريق كلمة سر نشروها على موقعهم الرسمى، فى الانتقام من الداخلية على طريقتهم، وخلال انتقامهم منها كسبوا تعاطف الشارع المصرى الذى انتفض فى وجه الظلم، حيث كان الأمن هو اليد القاسية للنظام المستبد قبل 25 يناير 2011 فحوَّل موقف الألتراس المعادى للداخلية، أفراده إلى أبطال للمقاومة الشعبية. وتجلت معالم الانتقام بصورة شديدة القسوة خلال مباراة الأهلى أمام كيما أسوان فى كأس مصر التى استضافها استاد القاهرة فى سبتمبر 2011 عندما قامت الجماهير بإلقاء أكياس «بول» على أفراد الأمن وتسببت فى أزمة كبيرة بينهما وحرب شوارع أسفرت عن 113 مصابا من الجانبين وعشرات المعتقلين، وفى نوفمبر من نفس العام اشتد الصراع بين الألتراس الذين انضموا إلى الثوار لمطالبة المجلس العسكرى بتسليم السلطة، والداخلية خلال أحداث محمد محمود فى فبراير 2012 وأدت إلى وفاة 41 فردا من الثوار وسقوط مئات المصابين من الجانبين. السقوط على استاد بورسعيد وتصفية الحسابات وفى الأول من فبراير 2012 تعرض ألتراس أهلاوى لأقبح حادثة فى تاريخ الكرة المصرية وأحد أعنف الحوادث فى التاريخ الكروى العالمى عندما استشهد 72 مشجعا من جماهير القلعة الحمراء وماتوا غدرا بمدرجات استاد بورسعيد، واتهمت جماهير الأهلى الداخلية بتسهيل مهمة ألتراس جرين إيجلز فى الفتك بضيوف بورسعيد العُزل، ليسدل الستار منذ هذا التوقيت على النشاط الرياضى المحلى فى مصر. واتهمت الرابطة مسؤولى الدولة وفلول النظام السابق والمجلس العسكرى، بتصفية الحسابات مع الألتراس، عقابا لهم على مساندة الثورة، حيث اعتبروا أن دماءهم التى أسيلت على مدرجات بورسعيد مؤامرة خططت بعناية لتصفية أحد أقوى عناصر الثورة. مسيرات القصاص.. والعين الحمراء تمسك أعضاء الرابطة باستعادة حقوق زملائهم فى الوقت الذى أعلن فيه الجميع الحداد على أرواح الشهداء، وتم تجميد النشاط الرياضى فى مصر، وعندما نادى البعض بعودة مسابقة الدورى، رفض الألتراس هذا الطلب واعتبره خيانة لدماء الشهداء، وكان الهجوم على اتحاد الكرة رسالة تحذيرية من الألتراس إلى الجميع تؤكد رفضهم القاطع لعودة النشاط الكروى قبل القصاص، وقدرتهم على التخريب. وقام أفراد الألتراس بالعديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات السلمية للمطالبة بالقصاص العادل من مرتكبى مجزرة بورسعيد، وهاجموا كل من يعارض هذا المطلب سواء عن قصد أو بدون قصد، فقاموا بالعديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر النادى الأهلى بالجزيرة هاجموا خلالها مجلس الإدارة برئاسة حسن حمدى بشراسة، فى واقعة هى الأولى فى تاريخ القلعة الحمراء، ووضعوا «العقدة فى المنشار» بعدما أصبح مصير عودة الدورى مرتبطا بموافقة الألتراس. اتحاد الكرة إجازة اتخذ أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة مقعد المشاهد والمتابع غير الجيد لكل ما يحدث، وهو ما وضح من خلال تصريحات جمال علام، رئيس الجبلاية الجديد، عقب توليه المهمة، حيث أعلن أن الدورى سيعود فى موعده المحدد «17 أكتوبر» وأن عودة الحياة للنشاط الكروى هى أهم أولويات المجلس الجديد، ورغم ذلك أعلنت الجبلاية تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى، بحجة عدم وصول الموافقات الأمنية من وزارة الداخلية. ويقوم اتحاد الكرة بنشاط غير معلوم فى الوقت الحالى، فالمجلس المنتخب لإدارة شؤون اللعبة لا يجد نشاطا لإدارته، ورغم ذلك لم يصل مسؤولوه لأى قرار حتى الآن وتواروا خلف الموافقات الأمنية التى حملوها مسؤولية تجميد الدورى. تكميم أفواه إدارة الأهلى تعيش إدارة الأهلى أوقاتا عصيبة مؤخرا، فلأول مرة فى التاريخ نشاهد الجماهير الحمراء تهاجم مسؤولى نادى القيم والمبادئ التى حافظ عليها عدد من العمالقة أمثال اللواء عبدالمحسن مرتجى وعبده صالح الوحش وصالح سليم. وتوالت الوقفات الاحتجاجية للألتراس أمام النادى الأهلى وسط صمت غير طبيعى من مسؤولى القلعة الحمراء جراء تلك التصرفات، وأبرز ملامح الصمت الأهلاوى عندما حاصرت الجماهير لاعبى الأهلى فى فرع النادى بمدينة نصر وخرج مسؤولو الأحمر بتصريحات تهاجم وسائل الإعلام التى تحدثت عن الأزمة، وتؤكد أن الألتراس لم يحاصر النادى! أندية فى انتظار الفرج أصبحت الأندية المصرية فى انتظار رضاء الألتراس لإعادته إلى الحياة، حيث أصبحت خزائن تلك الأندية «فاضية» نتيجة تجميد عقود الرعاية والإعلانات والبث التليفزيونى التى كانت تعتمد عليها بشكل كبير فى تسيير أمورها، وتجلت مظاهر الخسائر الكبيرة للأندية بصورة كبيرة خلال الجمعية العمومية لناديى الأهلى والزمالك، حيث تضمنت ميزانية الأحمر عجزًا وصل إلى 27 مليون جنيه، وارتفع بشدة فى القلعة البيضاء حيث وصل إلى 46 مليون جنيه. وتنتظر تلك الأندية «الفرج» وإقامة مسابقة الدورى لتعويض الخسائر الفادحة التى تكبدتها خلال الفترة الماضية ودفعت بعض المدربين للرحيل عن مصر بسبب الأجواء غير المبشرة بعودة الدورى.