أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الانتخابات المحلية التى أجريت أمس فى الضفة الغربية، شهدت صراعا خفيا بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس والقيادى المفصول من فتح محمد دحلان، حيث قام الأخير رغم تواجده خارج الأراضى الفلسطينية بتشكيل قوائم انتخابية نافست بقوة القوائم التى شكلتها اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة "أبو مازن"، وخاصة فى المدن الرئيسية الكبرى بالضفة الغربية، مثل رام الله ذات الثقل السياسى، والتى تتواجد فيها قيادة السلطة الفلسطينية. وأكد مصدر فلسطينى مطلع أن النتائج الأولية لعمليات فرز انتخابات السلطة المحلية تشير إلى فوز معظم القوائم الانتخابية التى يدعمها محمد دحلان والتى حصدت أغلبية مقاعد المجالس البلدية للمدن الكبرى فى الضفة الغربية، وفى مقدمتها مدن رام الله ونابلس. ففى رام الله حصدت القائمة المحسوبة على تيار دحلان 9 مقاعد، فيما حصلت قائمة فتح على 5 مقاعد وحصل اليسار على مقعد واحد، كما حصلت قائمة نابلس الوطنية برئاسة "غسان الشكة" رئيس بلدية نابلس السابق – والمحسوبة على "دحلان"- على 10 مقاعد، فيما حصلت قائمة الاستقلال التى تمثل حركة فتح فى الانتخابات على 4 مقاعد، وحصلت قائمة اليسار على مقعد واحد. وفى جنين حصدت قائمة "وليد أبو مويس" – والمحسوبة ايضا على "دحلان" - على 8 مقاعد، وجاءت قائمة فتح فى المركز الثانى بستة مقاعد، وحصلت الشعبية على مقعد واحد. وفى طوباس حصلت القائمة المحسوبة على تيار دحلان على 7 مقاعد فيما حصلت قائمة فتح على 5 مقاعد واليسار على مقعدين، وفى كل من سلفيت وقلقيلية حصلت القائمتان المحسوبتان على تيار دحلان على 4 و5 مقاعد فى كل منهما من أصل 15 مقعدا. وكانت عملية الاقتراع قد انتهت فى السابعة من مساء أمس فى 340 مركز اقتراع، حيث بلغت نسبة التصويت إلى نحو 54.8% من نسبة الصوات التى يحق لها الانتخاب، حيث أدلى 277 ألف ناخب من أصل 505 آلاف ناخب، وقد جرت عملية الاقتراع بوجود مراقبين محليين ودوليين وممثلين عن الأحزاب والقوائم المرشحة. وشدد المصدر على أن استمرار الانقسام داخل حركة فتح بين تيارين أحدهما يدعم أبو مازن والآخر يتعاطف مع دحلان سيؤثر سلبا على حركة فتح، مشيرا إلى أن فوز القوائم التى يدعمها دحلان حتى الآن يؤكد وجود تعاطف وتأييد واسع له فى صفوف كوادر وقواعد الحركة فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد فصل دحلان من الحركة، إثر خلاف بين الطرفين. وكان قد تردد أن حركتى فتح والسلطة الفلسطينية اتخذتا فى وقت سابق قرارا بتأجيل انتخابات السلطات المحلية الفلسطينية والتى كان قد تقرر إجراؤها قبل أشهر، بعد أن توقعت حركة فتح خسارتها الفادحة فى هذه الانتخابات بعد خروج العشرات من قيادات الحركة فى قوائم مستقلة.