أدلى الفلسطينيون يوم السبت بأصواتهم في الانتخابات المحلية بالضفة الغربية في انتخابات هي الاولى منذ ست سنوات ، وفي ظل عدم مشاركة غزة في الانتخابات ، وبينما تعيش اغلبية سكان الضفة الغربية في مناطق تديرها مجالس لا يجري عليها التنافس ، خيم الفتور على الانتخابات مقارنة بما جرى في سنوات سابقة. فرحة وهمية
وأعلنت حركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس ، أن قوائم الحركة فازت بشكل "كاسح" فى الانتخابات المحلية، واعتبرت ذلك استفتاء شعبياً على برنامجها السياسى.
وقالت "فتح" إنها فازت ب 81 في المئة من مقاعد المجالس البلدية والقروية ، حيث فازت ب 222 هيئة من أصل 272 هيئة بلدية وقروية.
ويرى المحللون إن ضعف الإقبال ونجاح منشقين يمثل ضربة لزعماء فتح في الضفة ، حيث لم يشارك سوى نصف الناخبين المؤهلين تقريباً في عملية التصويت، كما أن أنصار حماس قاطعوا الانتخابات .
وكتب حسن عصفور الذي ينتقد السلطة في افتتاحية في صحيفة "أمد" الإلكترونية: إن ضعف الإقبال وعدم مشاركة قوى التيار الإسلامي تمثل طامة سياسية لا يجب أن تصدر عنها فرحة وهمية للتغطية على حقيقة الخسارة السياسية الانتخابية سواء من حيث النتيجة أو المشاركة قياساً بما سبقها من انتخابات.
وأضاف إن "نتائج ثانوية من حراك الانتخابات تشير إلى أن الخارجين عن فتح جلوا رسالة شديدة الوضوح لرفض منهج تنظيمي ما ربما لا تزال حساب نتائجه مبكراً من الناحية السياسية ولكن حسابه التنظيمي شديد الوضوح" .
وتشير التوقعات بأن المكاسب التي حققها قادة محليون طموحون بالحركة في نابلس وجنين ربما تنذر بمزيد من المشكلات لزعماء الحركة الذين حاولوا كبح العناصر المارقة في فتح في البلدات الشمالية من خلال إلغاء عضويتهم بالحركة ومن خلال عملية تطهير في صفوف مسؤولي الأمن وموجة اعتقالات أوائل هذا العام.
صراع خفي
ويأتى ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر فلسطينية مطلعة أن انتخابات الضفة شهدت صراعا خفيا بين الرئيس عباس والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، حيث قام الأخير رغم تواجده خارج الأراضي الفلسطينية بتشكيل قوائم انتخابية نافست بقوة القوائم التي شكلتها اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة "أبو مازن"، وخاصة في المدن الرئيسية الكبرى بالضفة الغربية، مثل رام الله ذات الثقل السياسي، والتي تتواجد فيها قيادة السلطة الفلسطينية.
وأظهرت النتائج فوز معظم القوائم الانتخابية التي يدعمها محمد دحلان والتي حصدت أغلبية مقاعد المجالس البلدية للمدن الكبرى في الضفة الغربية، وفى مقدمتها مدن رام الله ونابلس.
ففي رام الله حصدت القائمة المحسوبة على تيار دحلان 9 مقاعد، فيما حصلت قائمة فتح على 5 مقاعد وحصل اليسار على مقعد واحد، كما حصلت قائمة نابلس الوطنية برئاسة "غسان الشكة" رئيس بلدية نابلس السابق والمحسوبة على "دحلان"- على 10 مقاعد، فيما حصلت قائمة الاستقلال التي تمثل حركة فتح في الانتخابات على 4 مقاعد، وحصلت قائمة اليسار على مقعد واحد.
وفى جنين حصدت قائمة "وليد أبو مويس" والمحسوبة أيضا على "دحلان" - على 8 مقاعد، وجاءت قائمة فتح في المركز الثاني بستة مقاعد، وحصلت الشعبية على مقعد واحد.
وفى طوباس حصلت القائمة المحسوبة على تيار دحلان على 7 مقاعد فيما حصلت قائمة فتح على 5 مقاعد واليسار على مقعدين، وفى كل من سلفيت وقلقيلية حصلت القائمتان المحسوبتان على تيار دحلان على 4 و5 مقاعد في كل منهما من أصل 15 مقعدا.
وشدد المصدر على أن استمرار الانقسام داخل حركة فتح بين تيارين أحدهما يدعم أبو مازن والآخر يتعاطف مع دحلان سيؤثر سلبا على حركة فتح، مشيراً إلى أن فوز القوائم التي يدعمها دحلان حتى الآن يؤكد وجود تعاطف وتأييد واسع له في صفوف كوادر وقواعد الحركة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد فصل دحلان من الحركة، إثر خلاف بين الطرفين.
وفي المقابل ، رأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن هذه الانتخابات "تعزيز للانقسام ولا علاقة لها بالتوافق الوطني .
وأكدت أن إجراء هذه الانتخابات "من دون مشاركة قطاع غزة ومندون وجود توافق وطني لا معنى ولا شرعية لها"، داعية السلطة الفلسطينية الى "تحقيق المصالحة التي يريدها الشعب وضرورة العمل على توحيد الصف الداخلي ومنح أولوية للديموقراطية التي تكون وفق مصالح الشعب".
مواد متعلقة: 1. حركة فتح تنفي إمهال الرئيس عباس 10 أيام لاختيار بديل له 2. "فتح" : على حماس أن تتوقف عن تعطيل الحياة الديمقراطية 3. النونو: "فتح" لن تشارك فى استقبال أمير قطر